الرئيسية مقالات واراء
ليث السيلاوي - نكتب اليوم كلماتنا ونحن مدينونَ لفئةٍ لطالما انتُقصَ حقّها وقلَّ ذِكرُها لكنهم دوماً كانوا هنالك خلف الكواليس جنوداً مجهولين يعملون في الخفاء إلى ان ساقنا القدر إلى حتمية كشف هؤلاء الجنود ففي خضم انشغالنا في تصاريف الحياة ومُلهياتِها ووسط انهماكنا فيها ودون ميعاد طرق أبوابنا عدو غير معتاد ، عدوٌ لا يرى بالعين المُجردة فأنقلبت الحياة بكلّ تفاصيلها وطُقوسِها رأساً على عقب ودقَّ ناقوس الخطر أبوابَنا وكأنّنا على وشك خَوضِ حربٍ لا سلاح فيها ولا رصاص ، التجأ الجميع إلى بيته هنالك يحتمي بين أهله يراقب المشهد بخوفٍ من بعيد متسائلاً في الوقت ذاته إلى أين نحن ذاهبون!!! فهذا العدو العابر للقارات صعب المِراس وشرس الأوصاف
هنا ترجّلت تلك الفئة " الكوادر الطبية "وبدأت تلك المعركة مع العدو البيولوجي والنزال هنا لايُجدي بكلمات فيسبوكية أو تنظير من خلف شاشات الهاتف بل يحتاج رجال في الميدان ، خرج لنا الجيش الأبيض من عَرينِه حامياً مضحياً مُستأسداً طالباً منّا البقاء بعيداً عن ساحات المعركة ليكونوا هم حِصنَنا المنيع ودِرعَنا المتين
تجهزوا بالعزيمة وتسلحوا بالإيمان واعتنقوا حب الاوطان ومضو إلى درب التضحية فتقدموا الصفوف الأولى وجهاً لوجه أمام ذاك العدو من مسافة الصفر ووقف كلٌّ بميدانه يواصلون الليل بالنهار دون كللٍ أو ملل تجردوا من اليأس ومضو يقاتلون بُكل بأس فما استكانوا يوماً وما استهانو وما كان هُمهم أو مطلبَهُم إلا أن نبقى بخير وسلامة حتى لو كانت ضريبةُ تلك السلامة أرواحهم
فإلى ذاك العدو الخبيث بِمكْرهِ لا كرّاً ولافرّ يُجدي مع عزائم ذاك الجيش الأبيض فاستمروا أيها العظماء بِعطائكم فقد سطرتم أجمل معاني التضحية والإباء ورَسمتُم بريق الأمل بأعيُننا بغدٍ يعود علينا بنصرٍ أنتم أَحدُ كَتَبتِه وأبطالهِ
أنتم ولطالما هُمّشْت حقوقكم عبر سنوات وكنتم في طيّ النسيان فإننا والله مَدِينونَ لكم بما تقدموه لنا أيّها الشامخون فنحن في منازلنا وأنتم في الميدان فكل الثناء لكم أيها الأوفياء أحتاج إليكم الوطن فما وَليتُم ولبيتُم النداء وكأنّ لسانَ حالكم يقولُ لنا... سوف نبقى هنا كي يزول الألم
بارك الله بسواعِدكم فمعكم وبكم نمضي