الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن – وضع الملك بمقاله المنشور في صحيفة واشنطن بوست الامريكية خطوطاً عريضةً للتعاطي مع ما بعد أزمة كورونا بالتأكيد على وجوب توحد الأهداف والتركيز على التقارب والعمل المشترك لمواجهة المخاطر المحدقة .
الملك قال:" فيروس كورونا هو تهديد يواجه كل قائد حول العالم، ولكن إذا أردنا التغلب عليه، فعلينا أن نقوم بما قد يتعارض مع ما اعتدنا عليه، علينا أن نضع السياسة والسعي إلى الشعبية جانباً، كما يتعين علينا أن نقوم بعكس ما أمرنا به الطبيب، علينا أن نتقارب وأن نعمل معاً، ولمواجهة هذا التهديد الأوحد، علينا أن نوحّد هدفنا وتركيزنا لتصبح غايتنا بقاء وسلامة البشرية في كل مكان” رسالة الملك هذة وإن جاءت من خارج حدود البلاد ولم تتطرق صراحةً لتفاصيلها إلا أنها تحمل رسالة للداخل أيضاً يجب الإلتفات لها من المسؤولين والعمل على تطبيق ما جاء فيها بعيداً عن الشعبويات والخطابات السياسية.
كورونا لن تكون أخطر ما يهدد المملكة التي تعرضت للكثير من الأزمات داخلياً وخارجياً وجابهت العديد من المشاكل اليومية التي اضطرت الملك للتدخل مباشرة لحلها حتى في أبسط الحاجات المعيشية للمواطنين، كتوفير العلاج والمسكن والمأكل غالباً من خلال توجيهات مباشرة للقوات المسلحة "الجيش العربي" وهو ما بات يفقد الحكومة ومؤسساتها ثقة المواطنين وإعادة النظر في الجدوى من عملها بنظر الكثيرين الذين يطالبون خلافاً لكل دول العالم بتولي الجيش زمام الأمور في الكثير من المفاصل التي أثبتت الحكومات فشلها في إدارتها.
الأردن وكجزء من المنطقة الأكثر التهاباً وأوجاعاً في العالم يعاني سلسلة من الانتكاسات المتراكمة على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والاختلالات الاجتماعية واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وانسلاخ الكثير من الأغنياء عن وطنهم وقت الحاجة والتي تجلت بحجم الأموال المتجمعة في صندوق همة وطن وتأرجح الثقة بالحكومة وسياساتها بحسب "كاريزما" من يتولى إدارة الموقف على الشاشة ومخاطبة الجماهير التي سأمت الوعود بغد أفضل تزامناً مع استفحال الفقر والبطالة التي ارتفعت خلال الربع الرابع من عام 2019 لـ (19.0%) بارتفاع مقداره 0.3 نقطة مئوية عن الربع الرابع من عام 2018، بحسب دائرة الإحصاءات العامة.
من المتوقع أن يرتفع عدد الداخلين لخطوط الفقر وطالبي الإعانات الاجتماعية الحكومية خلال قادم الأيام مما سيضع السياسات الحكومية على المحك ويجعلها مطالبة بإيجاد حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية التي تعصف بمؤسسات البلاد لتطال حتى تلك المدعومة من الدولة كما هو الحال مع الصحيفتين الأكبر والأطول عمراً في البلاد الرأي والدستور واللتان دخلتا مرحلة حرجة يمكن اعتبارها موتاً سريرياً يهدد مئات الأسر بانعدام الدخل والانضمام لصفوف صندوق المعونة الوطنية وضحايا القروض البنكية.
للأسف العديد من المؤسسات باتت تعد أيامها على الأصابع بسبب السياسات الاقتصادية التي تجانب البحث الحقيقي عن أسباب المشكلات وبالتالي الحلول وتذهب نحو الأسهل بفرض المزيد من الضرائب والاقتراض مما يزيد الاعباء على المواطنين ويفقدهم القدرة على مقاومة الارتفاعات الحادة والمتوالية في أسعار السلع والخدمات وينهش دخولهم ومدخراتهم التي يعلقون عليها الآمال بشيخوخة بلا جوع ربما لن تكون بمتناول أيديهم إذا ما استمرت الأوضاع على ماهي علية، فأردن اليوم يحتاج لجراحة عاجلة تزيل الانسدادات من شرايينة و تستأصل الأورام من جسدة المنهك حتى لا نبكي وطناً أضعناه.