الرئيسية مقالات واراء
من رَضِعَ من صدر الحُرية ليس كَمن رضع بول البعير، ومن وقف أمام دبابات العدو بحجارة سجيل ليس كَمن وقف أمام شاشات الموبايل للعربدة والتطبيع. هُنا «فلسطين» الترجمة الحقيقية لمعاني الرجولة والحُرية، فهي قضيتنا الأبدية، قضية الرِجال، لا قضية الخونة المُطَبّعين.
أطلق بعض المُغردين السعوديين هاشتاغ #فلسطين_ليست_قضيتي تزامُناً مع التفاعُل الذي لَحِقَ عرض مسلسل أم هارون ومخرج 7، الذي يُظهر من خلاله الإحتلال مظلوماً صاحب أرض مسلوبة منهُ، وأن الفلسطينيين قاموا بسرقة القضية والتباكي بين أحضان الأمة العربية وخِداعهم، داعمين للإحتلال ومُطبّعين معهُ، كما أن بعضهم طالب الجيش المُحتل أن يقصف الشعب الفلسطيني ويُدمره، ويستّرِّد الأرض من بين أيديهم. وبعيداً عن مُطالباتهم الحقيرة البعيدة عن المنال، أودّ أن اؤكد لكم بأن فلسطين حقاً ليست قضيتهم ولا تمِت لهُم بصلة، لأنها قضية الرجال الأحرار، وليست قضية الأنذال.
فـ تهجُّمهم على فلسطين وشعبها، ليس إلا نوعاً من "الدياثة" التي إعتادوا على ممارستها، فهم لا يخافون على شرفهم داخل بيوتهم، كيف لهم أن يخافوا ويدافعوا عن شرف القضية. ولن يستجيب الله دعاءهم على فلسطين بالهلاك؛ لأنهُ هو من يحميها، و خاقَ فيها رجالاً يدافعون عنها بقلوبهم ودمائهم التي إرتوت من حُب الأرض، وعدل القضية.
مسرى الرسول، موطن الأنبياء، أرض المحشر، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أطهر بِقاع الدنيا، وأصدق قضية، وأعدل رسالة، وأجمل أرض، هي كُلها مُجتمعة صفات فلسطين، دافع عنها الرُسُل، حمل الراية من بعدهم المُجاهدين، حررها الكردي صلاح الدين، إستشهد على أرضها الملايين، إرتوت بدماء شُهداء حطين، عرجّ النبي منها إلى سابع سماء وبارك حولها، فيها شعبٌ صامِد، أطفالها يقفون بوجه أقوى جيوش العالم بالحجارة والصواريخ الورقية، شبابها عاهدوا الله أنها شهادةٌ أو نصرٌ مُبين، إنها فلسطين، إنها ما تبقى من شرف الأُمة، ما تبقى من كرامتها، ما تبقى من قوتها، إنها ما تبقى منّا أصلاً.
ليأتي شبابٌ رضعوا الذُلّ والعار فتأصلت بهم معاني الخيانة، ليشتموها جهاراً نهاراً، ويلعنون قضيتها، ويشتمون رجالها، ويُطالبون عدوها بسحقها، بربكم؛ أيُ درجةٍ من الدياثة وصلتُم، حين ترمون شرفكُم وتشتمونه علناً وتتباهون به، فإعلموا أنكم لا تساوون درهماً بسوق الأحرار. وحين وفاتكم عليكُم أن تُغسلّوا بمغاسِل النساء لأنكم منهم، وأن تُدفنوا دون أن تُكشف عورتكم على الرجال لأنكم لستم منهم.
إذهبوا وإستفسروا عن جنسكم، ومن ثم إكشفوا فحص الـ DNA لتتعرفوا على والدكم الحقيقي، وبعدها إسترجلوا أمام شاشات التلفاز والهواتف وإشتموا أسيادكم كما شئتُم، فحذاء اطفالُ فلسطين تساوي رؤوسكم ورؤوس أسيادكم.
فلسطين ليست قضية الديوثين، فلسطين قضية كُل عربي حُر، كُل إنسان صاحب مبدأ، كُل شخص يعرف معنى الرجولة، كُل إنسان بداخله ذرة شرف وضمير، ولا عزاء للخونة، أبناء الناقة..