الرئيسية مقالات واراء
كتب: م.محمد مرشد حماد - ازداد اعتماد المختبرات بمختلف أنواعها على التقنيات الحديثة فصار تطور المختبر يُقاس بحداثة الأجهزة المستخدمة فيه والمفاضلة بين جهاز وآخر أساسها قدرة الجهاز على فحص عدد كبير من العينات وسرعة الحصول على نتائجها.
نتائج المختبرات والمعامل يعتمد عليها الأطباء والمهندسون لاتخاذ قراراتهم فالطبيب يوصف الدواء مسترشداً بها وكذلك المهندس يقرر كمية المواد المضافة ونوعها معتمداً على نتائج المختبر ؛ الطبيب أو المهندس المتمرس يقيس مدى توافق معلوماته وخبرته العملية مع نتائج المختبر قبل اتخاذ الإجراء التصحيحي كوصف الدواء لمريض.
أغلب الفحوصات المخبرية تعتمد على الكيمياء التحليلية ومع التطور التقني الهائل دخلت الأجهزة الإلكترونية المختبرات لتُسهل إجراء الفحوصات وتختصر الزمن اللازم لإتمامها بل طُّورت الأجهزة لتفحص عشرات العينات معاً , وصار العمل في المختبرات يتطلب مهارات في تشغيل الأجهزة وصيانتها أكثر من التحصيل العلمي والقدرة على إجراء الفحوصات بالطرق الكلاسيكية.
هناك ما يدعو للحذر والتريث قبل إتخاذ القرارات اعتماداً على نتائج الأجهزة مهما كانت حديثة كون الخطأ في نتيجة ما قد يُسبب خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ؛ فالأجهزة التي نعتمد عليها في شتى المجالات قد تفشل لأجل هذا يشهد العالم عودة لمفاهيم ومبادئ العلوم التي تم إهمالها , وقبل استخدام أجهزة الفحص في المختبر أو البيت يجب أخذ الأمور التالية بعين الاعتبار:
- الأجهزة عموماً تحتاج للمعايرة وإجرائها تشرحه الشركة الصانعة لهذا يجب التأكد من تاريخ وآلية المعايرة.
- يُفضل أن تكون نتيجة الجهاز قيمة رقمية وليس لون أو صوت أو ضوء.
- يجب أن تُؤخذ قراءة الجهاز بعد ثباتها فبعض الأجهزة تحتاج لمدة زمنية للاستجابة.
- يجب أن تتلائم دقة الجهاز والقيمة المقاسة فلا يجوز مثلاً لاستخدام ميزان دقته نصف كيلوغرام لأخذ كتلة مادة بالغرامات.
- الأجهزة التي تُشغلها البطاريات تتأثر دقتها بأداء البطارية فعندما تُستهلك تُصبح القراءة غير دقيقة.
- الانتباه لزمن أخد العينة وطريقة وزمن فحصها.
- بعض العينات يتم جمعها بواسطة أشخاص لا يملكون المهارة لذلك يفضل أن تُجمع العينات من قبل مختصين.
- هناك بعض الظروف البيئية تُسبب ما يسمى تلوث العينة منها: درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وملوثات الهواء والمياه المحيطة.
- يجب معرفة الأدوية التي يتناولها المريض عند أخذ العينة منه.
عديد النظريات والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتناول جائحة كورنا مجملها لا يُحلل الأساسيات ؛ فالمرض مُستجد وآلية اكتشافه تبدأ من الأعراض التي يعاني منها المصاب ثم فحصه ومخالطيه أو الفحوصات العشوائية التي تقوم بها الحكومات لمواطنيها وبذلك عدد الفنيين الذين يجرون هذا الفحص هائل ومدى المهارة التي يمتلكونها تلعب دوراً حاسماً ولا تقل أهميتها عن دور الاطباء والممرضين.
فقد يحدث خطأ في نتيجة فحص ما وهذا الأمر طبيعي فهامش الخطأ يختلف من دولة وأخرى أو في الدولة الواحدة بين فرق الفحص ؛ فلا يوجد سجل مخبري تقني تاريخي يحدد ما تتأثر به أجهزة فحص هذا الفيروس والعوامل التي تؤثر على دقة النتيجة هذا إن حيدنا خطأ الجهاز و الخطأ البشري.
لا يجوز تعميم نتيجة شاذة في بلد ما والبناء عليها فالتعميم يربك منظومة عمادها الطواقم الطبية من أطباء وممرضين وفنيين والأخطر من ذلك الاحباط واليأس الذي ينتاب المواطن البسيط بسبب نشر نظريات وفيديوهات عقيمة.