الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    اوراق الأردن المتاحة لصد غطرسة الإحتلال
    الملك بزيارة لمنطقة الغمر المستعادة مؤخراً

    ياسر شطناوي

    استطاع الأردن بجهد كبير سياسياً وتاريخياً أن يبني ثقة واسعة الأطر في المجتمع الدولي بفعل سياسة الإعتدال والحوار التي يتبناها .. هذا يبرر تماماً اشارة الملك عبد الله الثاني عن تكوين حشد رأي عالمي " اوربي تحديداً" لرفض وصد أي خطوة قد يتخذها الإحتلال في ملف ضم اجزاء من الضفة الغربية .

    هذه الثقة بدات تاتي اكلها الآن بشكل متوازي وواضح اوروبياً بعد أن خرجت أصوات برلمانية اوربية تسعى لفرض عقوبات على "اسرائيل" في حال تنفيذ قرار الضم، بالرغم من وجود الإدارة الامريكية تقف "كسند بظهر" بنيامين نتنياهو واليمن المتطرف.

    على مستوى الواقع " نتنياهو وبعد تشكيل حكومة مرت بمخاضات عسيرة وفشل متوالي" مطالب بتنفيذ الوعود التي قطعها أمام الراي العام الاسرائيلي، لكن ذلك لن يكون بالأمر السهل اذا ما تطلب من الحكومة الإسرائيلية الجديدة الحصول على موافقة من الكنيست.

    هذه المعطيات "والارهاصات" التي يمر بها الداخل الإسرائيلي تمنح الأردن "مساحة من المناورة السياسية" لتكوين "راي عالمي مضاد لقرار الضم" ّ.. ولعل الوجهة الأهم تكون نحو اوروبا و ""وبعض"" من البلاد العربية التي ما زالت تجد أنه من العدل الإنساني تحقيق الإنصاف للشعب الفلسطيني.

    خيار آخر قد يساعد الأردن على صد قرار الضم "يتعلق بالعمل مع المكون السياسي في الداخل الفلسطيني (السلطة الفسطينية) .. وهذا أقرب للتطبيق اذا ما حللنا تصريحات الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة والذي أكد على أن التنسيق مع الأردن قائم ومستمر.

    هنا قد يتوفر للأردن مساحة جيدة بان "يدعم السلطة" بمختلف المجالات والادوات السياسية لتتمكن من صد القرار ، خاصة وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قالها صراحة إنه اذا تم الضم فسيتم الغاء كل الإتفاقيات والتفاهمات "خاصة الأمنية" منها مع "اسرائيل".

    حديث الملك عن وجود صدام مع "اسرائيل" هو "أقرب ما يكون كصفعة بوجه حكومة الإحتلال حديثة الولادة" والتلويح باتخاذ اجراءات من خلال الخيارات المتعددة يحتم على سلطات الإحتلال مراجعة الحسابات قبل تنفيذ أي خطوة متطرفة.

    منذ بداية تسريب ملامح صفقة القرن اوآخر العام الماضي "واشارات مستشار الرئيس الامريكي جادر كونشر على ان هذه الخطة هي الحل الامثل للسلام بالمنطقة حسب رؤيته" ادركت عمان أن القادم لن يكون يسيراً "اذا بقي الحبل على الغالب لغطرسة اليمن المتطرف".. بالرغم من تمسك السياسة الأردنية دوماً بخيار حل الدولتين وتفعيل المفاوضات بعد الإعتراف بالحق الفلسطيني .

    لن تكون المنطقة العربية في قادم الأيام كما هي عليه اليوم، ومن هو الآن حليف قد يصبح غداً عدو ... منطقتنا الآن على صفيح ساخن، وأي "اجراء أو قرار اسرائيلي اهوج" قد يولّد الفوضى تماماً .. وكلنا بغنى عن ذلك.





    [18-05-2020 10:03 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع