الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    القضية ودولة نتنياهو

    أحداث اليوم - كتب: م. محمد مرشد حماد - يتناقض جوهر الدولة الحديثة مع المفهوم الكلاسيكي للدولة القومية أو الأممية فالمملكة المتحدة إختلفت عن الإمبراطورية البريطانية منذ أن عادت بها نُخبها السياسية الى حدودها التقليدية رغم إنتصارها في الحرب العالمية الثانية مدركين أن المفاهيم تغيرت والنظام الذي كان سائداً تحطم حين أنجب الفاشية والنازية.

    تحقق إستقلال العديد من الأمم والشعوب بعد الحرب العالمية الثانية وقُوضت وصاية المحتل التي شرعنتها عصبة الأمم ؛ لتُستعبد الشعوب وتُسرق مقدراتها إنتهت عصبة الأمم مفهوماً ووجوداً وتكشّف فشل ساسة الدول الذين صاغوا ميثاقها في معالجة الخلل والعجز البنيوي الذي سعى للتعايش مع الفاشية والنازية.

    الفكر الذي صنع عصبة الأمم هو ذاته أعطى وصاغ وعد بلفور وسعى بكل خبث وعنصرية أن يُوفي بوعده حين وجده تعويضا مناسبا لقاء فشله في حماية المواطن اليهودي الأوروبي من بطش النازية بل وجد فيه ضالته للتخلص من اليمين اليهودي المتشدد الغير قابل للإندماج في المجتمعات الأوروبية ؛ فتحولوا مع وعد بلفور لجنود يخدمون مطامع الغرب المتجذرة في الشرق.

    وعد بلفور أكل عليه الزمن وشرب وبان عواره حتى شعب ومؤسسات الدولة التي أصدرته غدت تخجل من ذكره بل أن بعضهم إعتبره من الأخطاء التاريخية لدولتهم العتيدة.

    الإفلاس السياسي الذي وصلت له دولة الإحتلال وبلغ ذروته حين تعرت أمام المجتمع الدولي و تهربت من تنفيذ بنود الإتفاقيات التي أبرمتها القيادات الحزبية التي لازال بعضها على رأس السلطة في دولة الإحتلال وحملت في طياتها تنازلات قاسية ومذلة من الجانب الرسمي الفلسطيني رغم معارضة أغلب الفلسطينيين والعرب بل و أغلب المسلمين وعليه فمن غير الممكن أن يُقدم المفاوض الفلسطيني المزيد.

    أما عن صفقة القرن فهي أجندة المفاوض الاسرائيلي وهو مُقتنع أنه يستحقها للأسباب التالية:

    1- القوة العسكرية والإمكانيات الإقتصادية والزخم السياسي لدى دولة الإحتلال وداعميها.

    2- الوضع السياسي والإقتصادي المتردي لمعارضي قيام دولة الإحتلال والذي تحول لاحقاً لمقاومة طموحات وتوسع دولة الإحتلا .

    3- الأيديولوجية الدينية والعنصرية التي تُمسك بزمام السلطة في دولة الإحتلال وفي الولايات المتحدة وما سوف يتبعها من تصدر اليمين للمشهد في أوروبا.

    وبناء عليه فدولة الإحتلال لها برنامج زمني يتخلله فواصل من التقية السياسية وإستراتجيات المراحل قد تُأخر قطار تنفيذ أجندات الصهيونية في محطات إلا أن محطته الأخيرة مبرمجة بقيام دولة دينية تحاكي دولة هتلر القومية مع فشل الأمم المتحدة في وأدها مثلما فشلت عصبة الامم في وأد دولة هتلر.

    الدولة التي يبنيها نتنياهو وعصبته لا تكتمل بضم أراضي الضفة بل بإغتصاب ما بين الخطيين الأزرقين في العلم الذي ضرب له التحية وأقسم أمامه أن يعمل على إحتلال كل شبر بين فراتنا ونيلنا ويستعبد العرب فيه وإن قاوموا يُهجّروا أو يُقّتلوا تقرباً لربه هذه هي القضية خُطط لها أن تُنطق بكل لهجات العرب لعل قومي يعلمون و لم تكن يوماً ( الكضية ) لعلكم تفقهون.





    [19-05-2020 10:02 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع