الرئيسية أحداث البرلمان
أحداث اليوم - وجه النائب سعود أبو محفوظ رسالة إلى جميع الأردنيين تتعلق بالتكاتف والوحدة لمنع محاولات رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتياهو، ضم غور الأردن وأجزاء من الضفة الغربية.
وقال أبو محفوظ في رسالته التي وصلت "أحداث اليوم" نسخة عنها إنّ هذه الخطوة تعدة نكبة من النكبات والمخاطر التي لا مجال إلا للتصدي لها.
وذكر أبو محفوظ في رسالته مكر نتنياهو وأهمية الأغوار بالنسبة للاحتلال والشعبين الأردني والفلسطيني معاً محذراً هذه الخطوة لن تعود على البلدين إلّا بزيادة النكبات والمؤامرة ضدهما وضد القضية الفلسطينية.
وفي ما يلي رسالة أبو محفوظ كاملة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إلى الأردنيين كافة .......
(ضم الأغوار نكبة النكبات , والمخاطر الكبيرة، ولا مجال إلا التصدي له)
صرح السفير اليهودي المتطرف في تل أبيب بأن: "أمريكا ستعترف بضم وادي الأردن خلال أسابيع"، ولما كانت "إسرائيل" معنية بوهم النقاء العرقي، ولما كانت غاية غاياتها "بناء الهيكل"، باعتباره منزل الرب، الذي تسجد له الشعوب، وتتحطم لأجله الدول، ولتمارس من خلاله السيادة السياسية، من العاصمة اليهودية الخالصة، للدولة اليهودية الصرفة، فإن من أساسيات مشروعهم الصهيوني التي لم تتبدل، السيطرة على الضفة الشرقية لأجل حل المشكلة الديمغرافيا الفلسطينية المتنامية، وإن كل حركاتهم، ومناوراتهم التسووية، ما كانت إلا خداعاً وغدرا، حيث لا يؤمنون بحل الدولتين أصلا، ولا حتى الدويلة المنزوعة المنقوصة، لأنهم بصدد ابتلاع فلسطين من البحر إلى النهر وبدون شراكة لأحد، ويعملون بالتدريج على توضيب الديمغرافيا الفلسطينية بصور مختلفة، بعضها على حساب الأردن.
إن نتنياهو يعمل بمكر ودهاء، لبناء اجماع يهودي محكم، لغايات الضم الكامل للأغوار والمستوطنات، ولأجل ذلك شكل حكومة ائتلافية، قامت على مبادئ التهويد والضم، ومعاندة القانون الدولي ومبادئه الآمرة.
ونيتنياهو في عجلة من أمره، ليستغل التغير الحاصل في الموقف الأمريكي من المستوطنات، فالسفير ديفيد فريدمان متخصص في تسمين وخدمة المستوطنات !! وعلى خطى ضم الجولان، تمضي مراحل ضم الاغوار سريعة، حتى لو أدى ذلك الى انهاء اوسلو، لانهم لا يريدون ان تتحول الضفة الى غزة جديدة . والحقيقة أن الضم كان كاملاً، ولا ينقصه الا الاعلان الفج. ولقد ساير الاردن طويلاً، وتساهل كثيراً، لا بل وصبر اكثر، واعطى فرصاً عديدة منها :
ان المحكمة الدستورية قررت مؤخراً تحصين الاتفاقيات الموقعة مع العدو سابقا، ولم يكن الاردن مرتاحاً لأي انتفاضة شعبية في الضفة الغربية خشية من تداعياتها، ولكنه أمام كل هذا الصلف، ربما يعمل على العديد من المقاربات المتدرجة، التي تحفظ ما يتوجب حفظه. وأما مجلس النواب، وبقية الطيف المدني، فعليه أن ينوع أساليب التصدي، الذي يوازي هذا العدوان الأخطر خلال عقود الاحتلال.
أبداً، أبداً، لا يجوز، ولا يحق، أن نترك آلة الاحتلال سادرة في غيها، ونحن جميعاً على رصيف الفرجة.
فالاحتلال أعلن الضم على رؤوس الأشهاد، لا بل كان الضم هو البرنامج الانتخابي وهو سلعة التنافس، وكان نتيناهو يعرض خرائط الضم، خريطة، خريطة، فماذا لدينا في المقابل؟
أهمية الأغوار الأردنية: -
• أخدود دافئ، منخفض، تربته خصبة، مياهه غزيرة، فيه موارد كثيرة كالملح والمعادن النادرة، ومناطق سياحية ومواقع اثرية فريدة، خاصة على شواطئ البحر الميت.
• مساحته تصل إلى 27% من الضفة الغربية، ويعطي نحو 170 مليون متر مكعب من المياه، وينتج 60% من محاصيل الضفة الغربية وهو سلة غذائها، ومحاصيله تسبق غيرها في مواسمها.
• يسكنه 70 ألف فلسطيني في تجمعات سكانية عديدة، وتكتلات من البدو ورعاة الماشية، واستوطنه نحو 9 آلاف من المحتلين اليهود يديرون مزارع نوعية تنتج نحو 750 مليون دولار سنوياً.
• استولى الاحتلال على معظم الأراضي، ووضعها تحت سيطرة الجيش الذي له أكثر من 90 معكسراً ونقطة عسكرية.
• سيتم ضم الاغوار بطول 70 كم تابعة لمحافظات طوباس، ونابلس، واريحا، اضافة الى 38 كم على شواطئ البحر الميت، وبقية الاغوار الشمالية، والجنوبية قد تم احتلالها عام 1948م.
•
أوراق القوة الكثيرة بيد الأردن : -
1. يقوم الأردن بحراسة حدود طويلة للعدو، طولها 360 كم وكلفة حمياتها بلا حدود.
2. يستطيع الأردن تجميد بنود في معاهدة وادي عربة أو إلغاؤها.
3. سحب السفير الاردني في تل أبيب.
4. وقف العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والسياحية، والأمنية، ووقف التبادل التجاري.
5. وقف الطيران المدني، ومنع المسافرين اليهود المتوجهين الى جنوب شرق اسيا من استخدام المطارات الاردنية.
6. باستطاعة الاردن اللجوء الى الدبلوماسية الخشنة، وقد فعلها احياناً مثل:
أ. اللاءات الملكية الثلاث في الزرقاء في 2019م.
ب. عدم تجديد الغمر والباقورة.
ج استدعاء السفير لأجل استعادة الشابين الأسيرين بدون وجه حق.
د. محاكمة المتسلل اليهودي علنياً.
هـ التصريحات الملكية الواضحة الى صحيفة ديرشبيغل في ايار 2020 حول الضم.
و. مناورات "سيوف الكرامة "على الحدود مع العدو وهذه رسالة قوية للغاية .
ز. الاردن طليعة امة نحو فلسطين، ويستطيع استفزاز قواها الحية ويعطيها الفرصة لاسناده في صموده، وبامكان الاردن فعل الكثير في مجال وقف الشراكات في مجالات عديدة اقتصادية عسكرية ودبلوماسية وأمنية وغيرها.
ح يستطيع الاردن التوجه لدعوة مؤتمر القمة العربي، ومنظمة التعاون الاسلامي للانعقاد، ايضاً فإن معظم دول الاتحاد الأوروبي تؤيد عدم الضم باستثناء هنغاريا والنمسا.
7 -هناك الملايين من المواطنين الأردنيين من أصول لاجئة، ولديهم حقوق ثابتة في وطنهم الأول، ولا يتنازلون عنه ليتحول الى وطن ثان لمزدوجي الجنسية من الصهاينة، وهؤلاء سيحرمون من حق العودة والتعويض، وتقرير المصير، لأن الاحتلال سيتملص من معاهدة وادي عربة، التي مأسست أصلاً لعدم العودة، ولدى الأردن ترسانة من المبادئ والقرارات الدولية الآمرة التي تثبت حقهم الفردي، والجماعي غير القابل للتنازل، والذي يحظى باسناد دولي.
8 - الإدارة الأردنية، والرعاية الأردنية، الشرعية والمشروعة للمقدسات معززة بقرارات دولية لا تسقط بالتقادم.
9 - الأردن يتمتع بموقف جيوسياسي استراتيجي، وهو سهل ممتنع، واستقراره يوفر الاستقرار للجميع .
10 - سكان الأردن سبيكة مجتمعية واحدة ومتماسكة، ليس فيها اختراقات اثنية، أو طائفية، او مذهبية، وفي مسألة مجابهة العدو، كلهم يد واحدة، والدولة عريقة عمرها قرن كامل، ولا يستهان بمجموع قدراتها، ان هي استفزت الذات الوطنية لمجموع المكون الوطني الواحد فيها.
- يستطيع الأردن وقف التبادل التجاري، وإلغاء اتفاق الغاز النافع جداً للعدو.
11 - الأردن بوابة السلام نحو العرب، ولعب ادواراً يستطيع ان يوقفها، وعلى النقيض بامكانه استغلال نفوذه على السلطة الفلسطينية لتصليب موقفها.
12 - ان انهيار العلاقات مع الاردن، فيه تهديد لمصالح العدو، فهو المستفيد الأكبر من العلاقة الثنائية.
13- يستطيع الاردن اذا تلاحم الرسمي والشعبي، أن يدفع الاحتلال كلفاً استراتيجية، جراء هذه الخطوة المتهورة، وامام الانسداد الاقتصادي في الاردن، يمكن احداث تنفيس سياسي، لتصليب الموقف الداخلي للتصدي للمخاطر المحدقة.
مراحل ضم الاغوار: -
- الاغوار إحتلت في عدوان 5/6/1967م ،وهناك استيراتيجية صهيونية ثابتة ،وتتفق عليها جميع الاحزاب الاسرائيلية، والأجندة الصهيونية في ذلك واضحة ،والرزنامة اليومية لالتهام الأغوار محط إتفاق الجميع، وما مشروع إيغال آلون المطروح في تموز يوليو 1967 عنا ببعيد.
- طوال أكثر من نصف قرن، تعددت أشكال العدوان المباشر على الأغوار، أرضا ،وسكانا، ومكونات، وهوية، بهدف فرض أمر واقع جديد.
- أجرمت السلطة الفلسطينية عندما أستسهلت التفاوض السري الثنائي ،والاخراج العلني ،برعاية القطب الامريكي، بمعزل عن المظلة الدولية ،التي تبقى اقل إنحيازا من التطرف العقدي المتحكم في القرار الامريكي.
- في اتفاق أوسلو، تملصت اسرائيل من كل الاستحقاقات الملزمة، فكانت الاتفاقية وصفة اسرائيلية بامتياز، فهي حققت للعدو مكاسب صافية ،وللعرب مخاسر صافية، ورمت اتفاقية اوسلو كل الحقوق من الشباك، في سبيل الوصول لاعتراف العدو بمنظمة التحرير الفلسطينية في استجداء مهين، وقبلت المنظمة أن تكون الاغوار ضمن منطقة (c) التي تشكل 61% من مساحة الضفة الغربية، وهذه المساحة تحت السلطة المباشرة للعدو، وهذا سهل الانقضاض المتدرج على الاغوار.
- نيتنياهو استخدم ضم الاغوار كسلعة إنتخابية عدة مرات ،وبعد الانتخابات الاخيرة توافق مع خصمه غانتس ،على إقتسام الحكومة في 20/4/2020م ، واتفقوا على كل الإجراءات التنفيذية ،والتشريعية ، بخصوص الاغوار ،وتعهد بتقديم مشروع متكامل للتصويت عليه قبل 1/7/2020م.
- ليس امام الاردن الا المسارعة الحثيثة لتفادي ذلك، لان هذا الموعد سيشكل تدشينا لمشروع اسرائيل الكبرى، الذي تتواطأ معه الادارة الأمريكية ،حيث كانت زفة زيارة بومبيو الاخيرة لتل أبيب لصالح ضم الاغوار، وصّرح بإنه جاء "بمعية السيد المسيح" !! وأما سفيرهم اليهودي المتهور في تطرفه ديفيد فريدمان، فقد قال : " ان ضم الاغوار شأن اسرائيلي".
- ولعل الاخطر ،هو انتهازية أسرائيل في المسارعة للضم الكامل في زمن كورونا المقلق.
مخاطر ضم الاغوار على الاردن راهنا ومستقبلا : -
- يشكل ضم الاغوار عدوانا سافرا ومباشرا على المملكة الاردنية الهاشمية ،وتهديدا وجوديا من كافة الأوجه، فالاردن يتخوف من التهجير، والتوطين ،والوطن البديل، والمس بالهوية الخ.....
- لازال المحتلون ينظرون للضفة الشرقية ،باعتبارها مجالا حيويا لاستقرار كيانهم المستحدث في فلسطين ، ولا زالوا يدعون ملكية أجزاء واسعة من الضفة الشرقية ،وينتحلون ملكية مواقع تاريخية عديدة لا صلة لهم بها ، بل هي إدعاءات لاجل إحتلال تاريخنا ،كما أحتلوا فلسطين، ليجردونا من الماضي التليد ،كما حاصرونا في الحاضر، وراهنوا على هندسة مستقبلنا ،لا سمح الله.
- يملك الاردن أكثر من نصف مليون دونما مرويا في الغور، تشكل سلة غذاءه الحقيقي، واسعفته في أزمة كورونا، وهذه البقعة تشغل عشرات الألوف من الأيدي العاملة ، وهي منطقة تنموية متميزة، سيهددها قطعا توجهات الاحتلال لاسكان مليون مهاجر يهودي قادمون من ( 112) دولة لاحقا، فوجود هؤلاء سيكون له تبعات عسكرية، وأمنية، وبيئية، ووبائية، وفيه إستنزاف شديد للاغوار الاردنية ومحيطها الحيوي.
- كيان العدو متقدم في بعض المجالات ،فهو دخل نسيج الامم والكل يعمل لأجله، لكنه متأخر جدا في سلم التصنيف البيئي ،لأنه استسهل توجيه النفايات المنزلية ،والسائلة، والكيمياوية، والطبية، والخطرة ،الى الضفة الغربية، والاغوار، حيث يتوزع أكثر من (50) مكبا للنفايات ستتضاعف قطعا مع الضم، وحصيلة الانبعاثات، والنفث ،والحرائق المفتعلة ،ستكون وبالا على الاغوار ،والداخل الاردني،وخصوصا مرتفعات عجلون.
سيتزامن مع الضم:
1 - توسيع القدس الكبرى ،لتلتهم نحو 20% من مجموع الضفة الغربية ،ولتحول دون تواصل شمال الضفة مع جنوبها، ولتمنع تواصل أهل القدس مع محيطهم العربي، لكي يتم الهضم والقضم والتهويد بسهولة ،لا بل والأسرله التامة، فبحسب مسؤول أردني كبير: "أن 30 الف مقدسي الان يحملون الجنسية الأسرائيلية، كنتيجة لجملة الاستهداف المنهجي نحو المدينة المقدسة وأهلها".
2 - شرعنة وجود المستوطنات في الضفة 400 الف يهودي متطرفا، ومستوطنات القدس 200 الف يهودي أكثر تطرفا ، وقوننة وجودها وضمها لاسرائيل بما لا يبقي من الضفة شيئا للتفاوض عليه أصلا، فضم الاغوار، والطرق العسكرية ،وطرق المستوطنات، والطرق القطرية، والطرق الالتفافية، ومساحة المستوطنات ربما تلتهم معظم مساحة الضفة، وهذا يشكل سطوا بالقوة على حقوق الغير واستثمارا لعهدة ترمب حتى الحد الاقصى.
3 - يتحين الاحتلال فرصة ضم قرى المثلث في الداخل الفلسطيني ١٩٤٨ وما حولها، في ام الفحم ،وعارة وعرعرة ،وجلجولية، وكفر برا،وباقة الغربية، وكفر قاسم ،وكفر قرع ،بما يزيد عن ثلث مليون فلسطيني ،ما يشكل اعباء لن يقبل بها المنضمون قسرا، ولا يتحملها المستقبلون قهرا ، والمعروف انه منذ بدايات ٢٠١٥م تساوى عدد اليهود المحتلين ، مع عدد اهل الديار الاصليين، ما يعني تحول الضفه الغربية الى مخيم كبير مغلق، وتحول اهلها الى لاجئين في وطنهم ، وهذا سيفضي الى تسريب ناعم ومتدرج نحو الاردن، كمتنفس لهذا الازدحام ،والالم المتصاعد غرب النهر، خاصة وان الشعب واحد غرب النهر وشرق النهر والاسر واحدة
٤. لدى الاردن خبرة متراكمه في توجهات الاحتلال الاحلالية الحقيقية، فهو ان اتخذ قرارا في الكنيست لا يمكن التراجع عنه ، فان تم تشريع الضم فالخطر قادم، وقائم ،وداهم ،ومحدق ،ومتعدد الاشكال، وسيعمل على قطع الصلة بالضفة الغربية، التي ستحرم من كل المداخل، والمخارج، والمعابر، والمطارات .
٥. واهم من يعتقد ان اليهود المحتلين يعتنقون السلام والتسوية منهجا ،انما هي مراحل للقضم، وعليه فان العمر الافتراضي للسلطه انتهى بعد مرور اكثر من ربع قرن، فبعد كل هذه التضحيات التي قدمتها السلطة وبنفس رضية، لتثبيت خيمة الاحتلال ، ستتحول الضفة الى نحو عشر بلديات ، تنوب عن الاحتلال في تقديم بعض الخدمات الاساسية لكتل بشرية بدون اي دور وطني، فهذا هو الممر الاجباري التي افضت اليه اوسلو
٦. وليس اسوأ من اوسلو وملاحقها ،وتوابعها ، الا وادي عربة التي تم اللجوء اليها رسميا ، لكي تقوم سلطه فلسطينية تخفف عن الاردن بعض التبعات هناك في الضفة ،خشية ان تنتقل التداعيات الى الساحة الاردنية بالغة التعقيد في التداخل مع الضفة ،ولكن في كل معاهدة الطرف القوي دوما هو المستفيد، وما على الطرف الضعيف الا تجرع مرارة الالم ومعاناة التوجع، كانت مطامع الاردن في دولة فلسطينيه وظيفية خلال خمس سنوات، ويبدو انا لن تقوم بهذه الطريقة ولو بعد ٥٠ سنه .
٧. اسرائيل لا عهد لها، ونتنياهو شره جدا ، فاذا تعاظمت قوتهم على حدنا ، سينتهزون اية فرصة لخلخلة استقرارنا، خاصة وانهم من خلال الضم ، سينقلون الخط الاخضر من مغاريب الضفة الغربية، ليكون مباشرة على نهر الاردن، والعجيب ان الاردن هو الدولة الوحيدة التي تحمل اسم نهر، وهذا النهر كان يعطي ٨٤٣ مليونا من الامتار المكعبة من مياهه، وخصص للاردن عام ١٩٥٤ (٥٠٠ ) مليونا منها ، ولكن لاحقا تم تحويل معظم حقنا عبر الانبوب القطري لاحياء صحراء النقب، التي تحولت الى عصب الصناعة العسكرية ،والتجمعات الكيمياوية، والغازات الخطرة مثل مجمع رامات حوفيف ،على الجانب الاخر من حدود الاردن جنوب البحر الميت، وجاءت وادي عربة لتعطي الاردن اقل من ٥٠ مليون م٣ من المياه فقط، وعلى حسابه، و احيانا يتم التلاعب بها. انه العدوان الغليظ ،المتدرج والناس صامتون ،امام السكوت الدائم للحكومات المتعاقبة على تجاوزات الاحتلال بيئيا ،ومائيا ،وعسكريا، واقتصاديا ،وبشريا، وسياحيا على الاردن، وما حكاية مطار (تمناع رامون) على الحدود عنا ببعيد!!!
٨. علاقات نتنياهو مع الاردن فاترة ، فهو متغطرس ويتوجه الى الحليف الامريكي الاهوج ،الذي يبتز الاردن اقتصاديا ،وهما يتعاملان مع الموقف الاردني وكانه مفروغ منه، وهذا تقدير خاطئ على المدى البعيد .
٩. الضم فيه اغتيال كامل لاكذوبه حل الدولتين، حتى ولا دويلة فلسطينية، ولو كانت ملحقة كقسم في وزارة الداخلية الاسرائيلية، يربحهم من خدمات الصحه، والتعليم، والنقل،ويؤمن لهم التنسيق الامني في وأد احلام الشعب المقهور في المقاومه بانواعها.
١٠. وان ضم الاغوار فيه مساس مباشر بالامن القومي، الذي حدده وزير الخارجية الاردني في (الحدود، القدس، واللاجئون) وسيدخل المنطقة في اتون تصادم مصالح حقيقي، وستقدم "اسرائيل" على ترسيم واقع جديد يشكل خطورة على الاردن ،عبر رسم تفاصيل كثيرة على النهر، وغرب النهر، ولها تاثير مباشر شرق النهر.
١١. وضم الاغوار قرار احادي يصيب وادي عربه في مقتل ،وينهي وجودها، ويفتح الابواب على اتساعها لتنفيذ صفقة القرن على الارض.
١٢. التحالف الجديد للحكومه الاسرائيلة، هو اعلان حرب ضد ما تبقى من فلسطين والاردن، في غطرسه اسرائيلية قد تجر العلاقة الثنائية الى معركة تخسر فيها اسرائيل كل ما حصلت عليه، فالاردن لم يكسب شيئا ليخسره .
١٣. نعم، هناك فراغ استراتيجي عربي، وهناك تهاوي للنظام العربي،وجنوح للتقارب المباشر مع المحتل، و انتقال التطبيع السري الى تطبيع علني، وهناك تحديات حقيقية اقتصادية ،وديموغرافية ،وسياسية ،وامنية ،وبيئية امام الاردن ، لكن الاردن الذي لا يزال على تواصل مع المحتل عبر سفارته في تل ابيب ،يستطيع ان يوظف ما لديه من اوراق قوة ، خاصة وان من حوله كتلة بشرية هائلة قوامها (١٨) مليون اردني، وفلسطيني، لا ينقصهم الا الطلب للانخراط في مشروع التصدي للمخاطر المحدقة بهم.
ان الاردن بقعة مباركة ، وأرض حشد ورباط، وان أهلة طليعة أمة عظيمة ،وان الامور اذا وصلت الى منتهاها فلن يجدوا الا ما يسوء وجوههم ويتبر بنيانهم ،ومهما طال الظلم والضم، فنحن الماضي والحاضر والمستقبل، حمى الله الديار ،وحفظ اهلها الابرار، وابعد عنها شر الاشرار.: