الرئيسية مقالات واراء
الفنادق تختلف اختلافا تاما عن المستشفيات و العيادات، كما أن خبراء الفنادق ليسوا بأطباء أو ممرضين. و هذا ما يجب أخذه بالحسبان عند إعداد الأنشطة التسويقية و حملات العلاقات العامة للاستعداد لإعادة فتح الفنادق و المنتجعات أبوابها. بالطبع، فإن جميع المنشآت السياحية تلتزم التزاما تاما بقواعد السلامة و الصحة العامة التي فرضتها الحكومة، لذلك فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لم كل التركيز في الرسائل و الحملات و الأنشطة ينصب على عمليات التعقيم و ما يصاحبها من ارتداء القفازات و الكمامات كما هو متوقع بطبيعة الحال؟
في رأيي المتواضع، لا بد لنا أن نركز على وعودنا و التزامنا بتقديم تجربة ممتازة على كانفة المستويات و المقاييس لضيوفنا الأعزاء. بكل بساطة، هذا هو ما نبدع فيه، و هذا هو ما نقوم به. و بالتالي، يجب أن ينعكس هذا المفهوم على حملات العلاقات العامة من خلال نشر رسائل للضيوف فحواها الاستقبال الحار، معرفة و فهم رغباتهم و احتياجاتهم، و توفير خدمة و تجربة لا تنسى بل و تفوق التوقعات.
صديق لي أخبرني قصة حقيقية حول شركة معروفة في ثمانينيات القرن الماضي و التي أخفقت في إيصال الرسالة المناسبة لجمهورها، الأمر الذي أثر سلبا على صورتها الذهنية. الشركة التي كانت تبيع بخاخا قاتلا للحشرات قامت بحملة ترويجية عنوانها "منتجنا آمن بالقرب من الأطعمة". بعد هذه الحملة، انخفضت نسبة المبيعات. لماذا؟ لأن الزبون يرغب بمنتج يقتل الحشرات لدى شرائه بخاخا لقتل الحشرات، حيث إن موضوع السلامة و الأمان ليس الهدف الأساسي من شراء هذا المنتج. بعد إثبات فشل هذه الحملة، تم إيقافها، و استبدالها بإعلان يحمل رسالة واحدة و قوية مفادها: "هذا البخاخ يقتل جميع أنواع الحشرات المنزلية". زادت بعد ذلك نسبة المبيعات و مجددا تربعوا على العرش كأفضل منتج في ذاك المجال.
هذه القصة تعد بمثابة درس هام جدا لنا كخبراء فندقيين. لذلك، دعونا نروّج لما نبدع فيه، ألا و هو تقديم تجربة مثالية للضيوف، حيث إن الضيوف على دراية تامة أن صحتهم و أمنهم و سلامتهم هي بكل الأحوال على رأس أولوياتنا بموجب القانون.
بالطبع، فإن هذا ينطبق على المطاعم أيضا.
لنكون إيجابيين كما كنا دوما.
ملاحظة على الهامش: هذه هي صورتي المفضلة، و التي تبين ما نحن بارعون فيه و ما نقوم به على أكمل وجه: خدمة ضيوفنا.