الرئيسية مقالات واراء
تقوم مؤسسة كواكواريلي سيموندز البريطانية بتصنيف الجامعات في العالم وفق تصنيف الـكيو إس Quacquarelli Symondos(QS) المعروف عالمياً سنويًا ويعتمد هذا التصنيف على رفع مستوى المعايير العالمية الخاصة بالجامعات، ويهتم بالمستوى العلمي للجامعات والكليات وبتعزيز دورها في البحث العلمي، وكذلك بتعزيز ثقة أصحاب العمل بالطلاب الخريجين. ويتم اختيار أفضل ٥٠٠ جامعة على مستوى العالم وفقًا لستة معايير وبنسب متفاوته وهي: أولاً: رأي الخبراء من جميع أنحاء العالم بسمعة الجامعة في مستواها العلمي والبحثي بنسبة 40%، ثانياً: سمعة الجامعة لدى أرباب العمل أي ثقة أرباب العمل في خريجي الجامعة بنسبة 10%، ثالثاً: عدد أعضاء هيئة التدريس لعدد الطلبة بنسبة 20%، رابعاً: عدد الأبحاث التي صدرت عن الجامعة (الإستشهاد العلمي) بنسبة 20%، خامساً: عدد أعضاء هيئة التدريس من الأجانب بنسبة 5%، عدد الطلاب الأجانب في الجامعة بنسبة 5%. جاء ترتيب أول عشرة جامعات في العالم وفق هذا التصنيف لعام 2020 كما يلي : 01- معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، 02- جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، 03- جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، 04- جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. 05- معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، 06- جامعة ETH زيورخ بسويسرا، 07- جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، 08- جامعة UCL بالمملكة المتحدة، 09- جامعة لندن الإمبريالية في المملكة المتحدة، 10- جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية. وللأسف الشديد لم يذكر هذا التصنيف أي إسم من أسماء الجامعات الأردنية الحكومية أو الخاصة في أول خمسماية جامعة في العالم للعام 2020؟!. وقد صرح عدد من وزراء التعليم العالي السابقين وعدد من رؤساء الجامعات الذين على رأس عملهم عن أسباب عدم ذكر أي إسم من أسماء الجامعات الأردنية في أول خمسماية جامعة وفق التصنيف المذكور والأكثر شيوعاً في العالم وفق آرائهم من مكان مسؤولياتهم، ونحن نحترم رأي أي أكاديمي أو أي مسؤول سابق أو حالي.
ولكن دعونا نناقش الأمر بأكثر موضوعية، وهناك من يتساءل: هل التصنيفات العالمية للجامعات خدعة أم دليل على جودة التعليم؟. فالجواب على هذا التساؤل يعتمد على أمانة وموضوعية آراء الخبراء والتي نسبة آرائهم أكبر نسبة في هذا المعيار وهي 40%، وعلى وثوقية الحصول على البيانات الأخرى التي تجمع سواء من السوق المحلي أو من سجلات الجامعات وتحسب نسبتها في التصنيف من قبل مسؤولي المؤسسة المسؤولة عن هذا التصنيف في بريطانيا. علاوة على ذلك يعتمد تصنيف الجامعات علمياً وبحثياً على خطط الجامعات الإستيراتيجية قصيرة وطويلة المدى والمدروسة بعناية والمتكاملة والموثقة. وحتى تكون الجامعات الأردنية من ضمن هذا التصنيف العالمي أو غيره من التصنيفات سواء أكان على مستوى الإقليم أو العالم الإسلامي أو العربي. يجب أن يتم إختيار رؤساء الجامعات وفق معايير تتوافق مع المعايير العالمية لتصنيف الجامعات ونضرب أمثله: السيرة الذاتية لمن يختار رئيسا لأي جامعة ومن أي الجامعات تخرج عالمياً وأبحاثه المنشورة، علاقاته الأكاديمية محلياً وإقليمياً وإسلامياً وعربياً وعالمياً، مهارات الإتصال مع أرباب العمل في المجتمع المحلي والخارجي ومع المجتمعات المحيطة ومع الطلبه، علاقاته مع أعضاء هيئة التدريس، قوة شخصيته، طلاقة لسانه، ثقافته العالية، قدرته على إدارة الأزمات وإستقطاب أعضاء هيئة تدريس وطلبة أجانب، قدراته على إستقطاب أموال بحثية ومشروعات بحثية وطنية وإسلامية وعربية وإقليمية وعالمية. واهم شيء أن يكون عنده القدرة وبحرية تامة على إختيار فريق عمله بمواصفات أيضاً تتوافق مع المعايير العالمية لتصنيف الجامعات عالمياً. فيجب أن يكون الذين يعينون في منصب رئيس الجامعة أو نوابه أو مساعديه أو عمداء الكليات ... إلخ كفاءات وليست مشيخات أو محاصصات أو كوتات إذا أردنا أن نتقدم في جامعاتنا الأردنية وتكون على الأقل من أول خمسين أو مائة أو مائتي أو ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة عالمياً. وللأمانة أن كل من عطوفة أ. د. رفعت عبد الحليم الفاعوري كان ممن ينطبق عليه جميع ما ذكرنا من مواصفات وكذلك ما إختار من فريق عمله ووضعت الخطط الإستيراتيجة للجامعة المطلوبة(للبرامج الدراسية وقبولات الطلبه وأعدادهم والبحث والنشر العلمي في أفضل المجلات المعتمدة عالميا... إلخ) وصنفت جامعة اليرموك عالمياً ولكن لم يعط عطوفته وفريق عمله الفرصة الكافية للأسف الشديد. وعطوفة أ. د. مشهور عبد الله الرفاعي رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا قاد الجامعة للتصنيفات العالمية وفق ما أتيح له من إمكانات.