الرئيسية مقالات واراء
لقد تكلمنا في مقالة يوم أمس الأربعاء الموافق 15/07/2020 بعنوان " لماذا طلبتنا يفضلون الإمتحانات عن بعد؟. " وعن تفضيل معظمهم إذا لم يكن جميع الطلبة في الإستمرار في عملية التعلم والتعليم عن بعد. ووضَّحنا أن كثيراً من الطلبة يلجأون إلى الغش بأي طريقة كانت لحل الوظائف أو الإمتحانات ولدى كثيراً منهم القدرات والإمكانات بتحضير كل ما يحتاجون له من مصادر لحل الوظائف وأسئلة الإمتحانات. وهناك من هم مستعدون للتعاون معهم مقابل بضعة دنانير والجلوس معهم وحل الوظائف والإمتحانات وهذه حقيقة واقعة. وقد ضربنا أمثله على بعض الطلبة الذين إستغلوا موضوع جائحة الكورونا وتعاون مسؤولي العملية الأكاديمية في أردننا العزيز من معالي وزير التعليم العالي وفريق عمله ووزير التربية والتعليم وفريق عمله ... إلخ. وتجرأوا على رفض تقديم إمتحاناتهم داخل الجامعة وأصروا على تقديم الإمتحانات عن بعد من منازلهم أو أي مكان آخر بعيداً عن الجامعة حيث لا يكون هناك رقيب أو حسيب عليهم. وصادف يوم أمس أن كان هناك إجتماع لمجلس القسم الذي أنتمي له في جامعتي التي أعمل بها وقد أثرت هذا الموضوع في المجلس وقد أوضح زميل أو زميلين أنهما قاما بتحضير لطلبتهما أكثر من إمتحان. وذكر أحدهما أنه حضَّر تقريباً ستة عشر إمتحاناً مختلفاً من مائة وخمسة عشر سؤالاً كان قد أعدهما للإمتحان كبنك أسئلة، بحيث يتم إختيار الأسئلة للإمتحانات بشكل عشوائي. وكما شارك في الحديث زميل آخر وقال أنه إستخدم نفس الأسلوب مع طلابه وإفتخر كل منهما أن الطلاب لم يحصلوا على علامات عالية وأعلى علامة عند طلبتهم كانت لم تتجاوز كما ذكرا علامة الخمسة وعشرون من خمسون.
فدعوني أوضح للجميع كما أوضحت للزملاء في إجتماع مجلس القسم وأوضح في مقالتي هذه للقراء الكرام ما يلي، أولاً: إلى متى سوف يقوم أعضاء هيئة التدريس بهذا الجهد المضاعف لوضع مجرد عقبات أمام عملية الغش؟. وثانياً: من حق الطلبة أن يشكوا بأنهم لم يخضعوا جميعاً لنفس الإمتحان في المساق أو المادة العلمية التي درسوها، ويمكنهم القول بأن إمتحان البعض أسهل من إمتحانات الآخرين وهكذا ومعهم الحق في ذلك. وحتى يكون التقييم بين الطلبة عادلاً لتحصيلهم العلمي في أي مساق يجب أن يخضع الجميع لنفس الإمتحان. وثالثاً: سوف يكون هناك فرص كثيرة للغش من قبل كثير من الطلبة وبالخصوص القادرين على توفير مصادر لحل الوظائف والإمتحانات وبالأخص القادرين على دفع تكلفة المساعدة التي تقدم لهم من خبراء في حل الوظائف والإمتحانات في المجتمع المحلي وما أكثرهم. فنعود ونقول هذه الأساليب التي وضَّحَها بعض الزملاء وتباهوا فيها هي مجرد أساليب وطرق لوضع عقبات أمام عملية الغش وليس للتحكم ومنع عمليات الغش المختلفه. ويجب علاج الغش من جذوره وهو عقد أو تقديم الإمتحانات في قاعات معدة خصيصاً للإمتحانات في المدارس أو غيرها أو في مختبرات وقاعات خاصة في الجامعات وبوجود مراقبين وكاميرات مراقبة لتراقب عملية الإمتحانات من اول دقيقة إلى آخر دقيقة وفي الوقت المحدد لها وليس غير ذلك. حتى نكون منصفين في تقييم التحصيل العلمي عند الطلبة ونضمن تخريح طلبه مؤهلين علمياً للحياة العلية وتأسيسهم الأساس القوي والمتين للمستقبل فيما إذا كان لدى البعض الرغية في تكميل دراساتهم العليا.