الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    فرحة الفقراء بالشاورما تتحول الى مأتم

    بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو

    تشكل وفاة طفل بعمر الخامسة وارتفاع حصيلة الاصابات الى أكثر من 700 مواطن إثر تناول وجبة شاورما استدرج صاحب مطعم الفقراء اليها بتقديمه عرض سعر الوجبة بدينار ضربة للرقابة الصحية من قبل أجهزة الحكومة على ما يقدم للمواطن من غذاء، ويدور في ذهن الكاتب ثمة اسئلة منها الى أي حد وصل الفقر والعازة بالناس ليتدافعوا لشراء وجبة دسمة وهم في حالة طفر بعد تمكنهم من توفير دينار لشرائها. هذه الحادثة الاليمة التي لن تكون الاخيرة بسبب ظروف الناس المعيشية التي دفعتهم لاستهلاك الاطعمة الرخيصة دون النظر لصلاحيتها أو فسادها يدفعنا ايضا الى طرح اسئلة عديدة ابعد من تناول الشاورما ونوعية مدخلات الوجبة. هل الاحوال المعيشية تؤثر ايضا على نوعية الرقابة وهل يستغل اصحاب المطاعم ظروف البعض حتى لا يقوموا بواجبهم على ما يرام، كما يدفعني الفضول الى التدقيق في نوعية اللحوم كمدخلات وجبة شاورما وما سر تخفيض اسعار الوجبات ان لم يرتبط بتخفيض سعر المدخلات، ونحن نعلم ان ثمن كلغم من الدجاج تتجاوز دينار ونصف، وهل موجة الحر دخلت كسبب لافساد الاطعمة مما اضطر صاحب المطعم التخلص منها باسعار زهيدة، وهل تلتقط ضريبة الدخل الرسالة لتقدير دخول بعض المطاعم بعد تهافت الناس على شراء وجبات رخيصة. اسباب ما حصل ستظهر مع التوسع بالتحقيق خصوصا وان القضية الان بيد القضاء وسنعرفها، ما يهمنا هو تحليل الصورة والى اي مدى دفعت الفاقة بالفقراء لتناول وجبات رخيصة بغض النظر عن جودتها. الحكومة ممثلة بالغذاء والدواء ووزارة الصحة وامانة عمان وما أكثرها الجهات الرقابية، هم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن سلامة الغذاء والدواء الذي يستهلكه المواطن من حيث الجودة والصلاحية، وعلى الحكومة ان لا تختزل المشهد الصحي كله بما تحقق من سيطرة على وباء كورونا، فنحن بلد مغلق وغير مفتوح في هذه الظروف على العالم لذلك تقييم انتشار الوباء والسيطرة عليه تعود لاجراءات الغلق المتبعة، وسننتظر كيف سيكون الحال بعد فتح المطار وقدوم السياح من الخارج وخصوصا من الدول التي تشهد تزايد في عدد الاصابات وهي الدول التي تصدر السياحة اساسا. ماحصل في عين الباشا يلزم الجهات الرقابية ببذل مزيدا من الجهود للحفاظ على صحة المواطن لان حادثة تسمم اكثر من 700مواطن ووفاة طفل بسبب تناول شاورما ملوثة يعيد الى الاذهان مسألة مهمة ان الحظ هو الذي يخدم الاردنيين في كثير من الاحيان، في مقاومتهم لـ أثر الاطعمة غير الصحية التي يتناولونها، ولكنهم يدفعون الثمن فيما بعد فتظهر عليهم بمرحلة عمرية متأخرة وهذا ربما يفسر سبب ارتفاع اعداد المصابين بامراض السرطان والضغط والسكر. لذلك الطبقة البرجوازية طعامها وشرابها مستورد، فحياتهم تختلف عن حياتنا، حمى الله الوطن وشعبه وقيادته من كل شر.





    [29-07-2020 03:58 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع