الرئيسية مقالات واراء
إلياس محمد سعيد؛ الكاتب والشاعر والمترجم والإعلامي والناقد؛ بذات الوقت هو الفقير والشريد والطريد والوحيد والمريض الجريح. لن أقول صديقي حتى لا يقال: ظهرت هذه الصداقة بعد أن قضى نحبه؛ ولن أولول وألطم حتى لا يقال: يا لنفاقك؛ أين كنت وهو يتألّم من جوع ومن نقص دواء؟! ويعلم الله لا البشر ماذا كان إلياس لي وما هي المعارك التي دخلتها من أجله حتى قبل أن أصبح عضواً في الهيئة الإدارية لرابطة الكتّاب الأردنيين وليس آخرها اجتماع الهيئة الإدارية الذي تمّ فيه قرار استدعائه للتحقيق.
لا أدافع عن نفسي؛ بل إنّ أخلاقي الآن توجعني؛ وإذا ما تمّ احتساب موت (إلياس) قتلاً فإنني أحد القَتَلة وأرضى بأيّ عقاب صاغراً وطائعاً!.
نعم كان (إلياس) يتألم كلّ يوم؛ كان يهاتفني بين الحين والآخر؛ كان مثقفاً مطروداً من رحمة الجميع؛ وكان يحدّثني عن موته في آخر تلفوناته وهو غاضب غضب الراكض للحرب. لأنه كان بحاجة الجميع وبالذات رابطة الكتّاب التي كان يرى أنها الأولَى به من أي أحد باعتبارها مظلّة المثقفين والكتّاب وهي من يجب أن تتحرّى عنهم وتلي أمرهم .
ما اريده من وزير الثقافة د. باسم الطويسي وهو الذي لا يتوانى عن فتح أيّ ملف يتبع اختصاصه - إن كان ما أريده من اختصاصه – أن يفتح ملف قوائم مساعدات المتعطلين من أعضاء الرابطة عن العمل الأخيرة وكيف تمّ وضع الأسماء؟ ولماذا لم تناقش في الهيئة الإدارية للرابطة وأنا أحد أعضاء إدارتها؟ حتى لم يناقش الأمر في جروب الهيئة على الواتس الذي يتم فيه نقاش كل شيء وتم تغييب الكثيرين من أعضاء الهيئة ؟ ولماذا تمّ استبعاد اسم (إلياس) منها؟ وبأي حقّ يستبعد؟ ومن ممن يشبه حالة إلياس تمّ استبعاده ولماذا؟ .
حكاية إلياس محمد سعيد هي حكاية المثقف الذي يجعل الناظرين إلى الثقافة من بعيد يشفقون على كل من يشتغلون بها لأنهم بلا استقرار وبلا تأمين ويعيشون الغائلة كل لحظة.
موت إلياس بهذا القهر والفقر لن يمرّ عندي دون عقاب؛ وسأعاقب نفسي بنفسي إن لم أستطع إحداث تغيير نتيجة لما جرى وسأستقيل لحظة شعوري بعجزي وما ذاك التوقيت ببعيد ولكنني أنتظر صراع الأيام القليلة القادمة لعلها تُحدث فرقاً ونستطيع أن ننقذ ما يتمّ انقاذه وإلا فالانسحاب لحظة العجز التام هو القرار الأخير.
بالتأكيد أن للحديث بقيّة فالعالمون بالأمر يعلمون أن الدفاتر لمّا تُفتَح بعد.