الرئيسية تقارير
أحداث اليوم - أحمد بني هاني - تسود الضبابية سيناريوهات العودة إلى المدارس في ظل زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد وتغير الوضع الوبائي في الأردن.
ويستعد نحو مليونين و400 ألف طالبا وطالبة للعودة إلى المدارس في الأول من أيلول المقبل بعد غياب لأكثر من ستة أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا والتحول إلى التعليم عن بعد.
وأكد وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي أن العام الدراسي سيكون في موعده المحدد ضمن ترتيبات محددة سيعلن عنها الأيام القادمة بعد استكمال مناقشتها مع جهات متعددة.
وقال النعيمي في تصريحات صحفية إن الوزارة تدرس بدائل متعددة في ظل تزايد عدد الإصابات بكورونا، مشيرا إلى إن شكل عودة المدارس قد يختلف في بعض المناطق.
ويرى خبراء وتربيون ضرورة العودة إلى المدارس كالمعتاد مع تطبيق البروتوكولات الصحية والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة داخل الغرف الصفية.
وقالوا لـ"أحداث اليوم"، إن البيئة الصفية هي الأساس في العملية التعليمية أما التكنولوجيا فهي عامل مساعد وليس أساسي حيث أن الهدف التربوي والتفاعل لا يتحققان في التعليم عن بعد.
تأخر بدء العام الدراسي
وترى الخبيرة التربوية الدكتورة بشرى عربيات أن الطلبة يجب أن يعودوا إلى مدارسهم مع بداية الفصل الدراسي وخاصة بعد تحول التعليم إلى عملية تلقين وغياب الدور التربوي في التعلم عن بعد.
وتقول عربيات لـ"أحداث اليوم"، إن غياب الطلبة عن المدارس طوال الفترة الماضية يتطلب جهد أكبر لإقناعهم في العودة وهناك فئة منهم لا ترغب بالعودة لاحساسها بالبعد عن التعليم مع مراعاة التدابير الصحية للوقاية من الفيروس.
وتضيف أن الوزارة تأخرت في بدء العام الدراسي وكان يجب أن تبدأ في الأول من آب الحالي إذ كان الوضع الوبائي آمنا وهذا أحد الحلول التي لم تأخذ التربية بها، إلى جانب مقترحات استغلال الصالات الرياضية والماعب وتوزيع المقاعد والألواح عليها على الأقل خلال فترة الصيف.
وتشير عربيات إلى أنه يجب فتح المساجد للمرحلة الأساسية الدنيا كأحد الحلول لتحقيق التباعد في المدارس المكتظة أو اللجوء إلى استخدام عازل بلاستيكي لكل طالب وهو ما يضمن عدم الاحتكاك ولو كان الغرف الصفية مكتظة.
وتبيّن أن دوام الطلاب في أيام معينة خلال الأسبوع والباقي عن بعد أو تقليل وقت الحصة الدراسية لا يفي بالغرض لغياب التفاعل وعدم قدرة آخرين على التعامل معه واحساسهم بالبعد عن التعليم.
الوضع الوبائي ممتاز
من جهته يؤكد وزير التربية والتعليم الأسبق عزمي محافظة أن العودة إلى المدارس يجب أن تكون طبيعية وكالمعتاد لأن الوضع الوبائي الحالي في الأردن لا يبرر التأجيل أو الإغلاق أو حتى الدوام الجزئي.
ويقول المحافظة لـ"أحداث اليوم"، إن إصابات الأطفال تحت 10 سنوات تكون أقل بفيروس كورونا وهم أقل فئة عرضة للإصابة ولا يجوز تعطيل العملية التعليمية بسبب الخوف من الفيروس وعلينا التعايش معه.
ويرى أن الوضع الوبائي في الأردن ممتاز مقارنة مع الدول التي تسجل آلاف الإصابات يوميا وعادت إلى المدارس والجامعات، مشيرا إلى أنه يجب الالتزام بالبروتوكولات الصحية وارتداء الكمامات والقفازات وتحقيق التباعد بين الطلاب.
ويلفت المحافظة إلى أن حل مشكلة اكتظاظ الصفوف يكمن في التعليم المدمج عن طريق الدوام في أيام معينة خلال الأسبوع والباقي عن بعد، إلى جانب التعليم الإلكتروني في حال ازدياد عدد حالات الإصابة بالفيروس ولكن ليس في المرحلة الحالية.
ويتابع أن الأردن لديه الآن خبرة أكبر في التعلم عن بعد من قبل انتشار كورونا وعلينا أن نعود للمدارس ومراقبة الوضع الوبائي والعملية التعليمية أولا بأول للحكم عليها وقد يتراجع الانتشار خلال الأسبوعين القادمين.
عودة بشروط
بدوره يشدد وزير التعليم العالي الأسبق وجيه عويس على ضرورة عودة الطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم خلال الفترة المقبلة شريطة التقي بالتباعد الاجتماعي وارتداء معدات الوقاية.
ويقول عويس لـ"أحداث اليوم"، إنه يجب إفهام الطلبة وخاصة في المدارس على التقيد بالإجراءات الصحية والتحلي بروح الانضباط والمسؤولية وهنا يتحقق الدور التربوي من العملية التعليمية.
ويضيف أن الأصل في التعليم هو المدرسة وليس التعلم عن بعد ولكن في نفس الوقت يجب استخدام التكنولوجيا الحديثة وإدخالها للعملية التعليمية كعامل مساعد ولس الاعتماد عليها كليا.
ويبيّن عويس أن الطلاب في الجامعات لديهم مساقات إلكترونية وعن بعد لكن ليس لكل المواد والتعليم المدرسي يجب أن يكون في المدارس لتحقيق الغاية منه.
ويحذر الوزير الأسبق من خطورة انتشار الفيروس في المدارس واصفا ذلك في حال انتشاره بـ"الطامة الكبرى".
العودة إلى المدارس
وتتجه النية في العودة إلى المدارس ضمن إجراءات صحية مشددة تتضمن التركيز على الدروس في الأساسية داخل الغرف الصفية وبعدد طلاب أقل من 20 طالبا وساكمال التعليم لباقي المواد عن بعد.
وقال وزير الصحة سعد جابر في تصريحات تلفزيونية إن دوام الطلاب سيكون ثلاثة أيام في الأسبوع إلى جانب تقليل مدة الحصة الصفية وإلغاء الاستراحة والمقاصف في المدارس لكونها تشكل أماكن تجمعات للطلاب.