أحداث اليوم -

أحمد بني هاني - يتأرجح الأردن اليوم على وقع الانفتاح والعودة إلى الحياة الطبيعية وارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى مستويات غير مسبوقة خلال الأيام القليلة الماضية.

ومع ازدياد إصابات كورونا خلال الأيام الماضية، انشغل الأردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تداول الإشاعات حول العودة إلى تطبيق الحظر الشامل ومصير الانتخابات المجهول إلى جانب التحول إلى التعليم عن بعد وإغلاق المدارس.

ومع اتخاذ الحكومة قرارات بتعليق دوام غالبية طلبة المدارس الحكومية والخاصة، والانتقال إلى التعليم عن بعد، وإغلاق صالات المقاهي والمطاعم بمختلف أنواعها السياحية والشعبية، وإغلاق المساجد والكنائس لمدة أسبوعين اتضحت الرؤية على المدى المنظور.

القرارات الأخيرة بررتها الحكومة بأنها بديل عن العودة للحظر الشامل في الوقت الذي تشدد فيه على التجمعات مثل الأفراح وبيوت العزاء، وتخفيض عدد الموظفين إلى الحد الأدنى في الوزارات والمؤسسات العامة كإجراء احترازي لضبط انتشار العدوى.

وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز قد حذر المواطنين من التهاون وعدم الالتزام في ظل انتشار الوباء وارتفاع الإصابات، داعيا إياهم إلى التفكير في طريقة التعامل إما الالتزام والتقيد أو العودة إلى الإغلاقات والحظر.

ويرى خبراء ومحللون أنه يجب التكيّف مع الوباء مع الالتزام بالإجراءات الصحية وبروتوكولات عودة القطاعات إلى العمل وعدم العودة للإغلاقات والحظر مرة أخرى.

وقالوا لـ"أحداث اليوم"، إن التنسيق بين الجهات المعنية ووضع خطة عمل واضحة للمرحلة المقبلة يسهم في تقليل الخسائر واستمرار الحياة والأعمال.

لا توصية بالحظر

ويؤكد الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة نذير عبيدات أن اللجنة لم توص بالعودة إلى الحظر الشامل ولم يتم بحث ذلك أصلا.

وقال عبيدات لـ"أحداث اليوم"، إن اللجنة ستناقش الوضع الوبائي في الأردن وعلى ضوء ذلك سيتم اتخاذ إجراءات أكثر شدة ولكن الحظر الشامل ليس من بينها.

وأضاف أن التزام المواطنين في إجراءات الوقاية والسلامة العامة مع ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي سيحد من انتشار الفيروس، داعيا المنشآت إلى التقيد بالبروتوكولات الصحية لضمان سلامة موظفيها.

التعليم عن بعد

من جهتها شددت وزارة التربية والتعليم على أن الوضع الوبائي في المدارس مطمئن بالنسبة لعدد المدارس والطلاب، بحسب الناطق باسمها عبدالغفور القرعان.

وقال القرعان لـ"أحداث اليوم"، إن مصدر الإصابات الأخيرة من خارج المدارس وهو ما أثبتته الفحوصات التي أجريت للمخالطين من الطلاب والمعلمين في تلك المدارس.

وبيّن أن الوزارة مستمرة في خطتها بالتحول للتعلم عن بعد في المدارس التي تسجل فيها إصابات كورونا لمدة 14 يوما، فيما أشارت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية نجوى قبيلات إلى توجه الوزارة في إغلاق الغرف الصفية في مراحل قادمة بدلا من المدارس.

ولفتت الوزارة إلى أن التحول إلى التعليم عن بعد لمدة أسبوعين جاء بعد ارتفاع أعداد الإصابات خلال الفترة الماضية ومن أجل ضبط العدوى والسيطرة على انتشار الفيروس.

تأثر القطاعات الاقتصادية

بدوره يرى الخبير الاقتصادي موسى الساكت أن عدم وجود خارطة واستراتيجية للتعامل مع الملف الاقتصادي وغياب الخبراء عن فريق العمل في الحكومة سيعيق عمل القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وقال الساكت لـ"أحداث اليوم"، إن تقليص عدد الموظفين إلى الحد الأدنى في المؤسسات الحكومية سيؤثر في إنتاجية القطاع العام وبالتالي القطاع الخاص (القطاعات الصناعية والتجارية) ستتأثر أيضا كونها بحاجة لإنجاز المعاملات بأسرع وقت.

وأوضح أنه يجب إدارة المرحلة المقبلة بشكل أفضل وعدم العودة إلى الحظر والإغلاقات، مضيفا أننا مقبلين على حالة عدم يقين اقتصادي يصحبها ارتفاع في البطالة والمديونية وسيثر هذا الانكماش على النمو.

ولفت إلى أن الناتج المجلي الإجمالي سيتأثر في حال اتخاذ قرارات غير صحيحة خلال الفترة المقبلة وهو ما سيؤدي إلى ارهاق الاقتصاد وخسائر كبيرة، في الوقت الذي كان الساكت قد قدّر خسائر محافظتي العاصمة والزرقاء بـ100 مليون دينار خلال الحظر الشامل ليوم الجمعة فقط.

الانتخابات في موعدها

وينتظر الأردن خلال الفترة المقبلة، إجراء الانتخابات النيابية المقبلة للمجلس التاسع عشر، في العاشر من تشرين الثاني القادم بعد صدور الإرادة الملكية بإجراء الانتخابات.

وأكد رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب خالد الكلالدة لـ"أحداث اليوم"، أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها المحدد حتى الآن، ولن يتم التفكير في تأجيلها ما دام الوضع الوبائي يسمح بانعقادها.

فيما قالت الهيئة إنه يحق لها تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة أو أكثر إذا كان وضعها الوبائي غير جيد.

وسجل الأردن 6 وفيات و583 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام الثلاثة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 3528 حالة و26 وفاة.

[14-09-2020 08:42 PM]