الرئيسية تفسير احلام
أحداث اليوم - كتب: محمود أبو هلال
أما وقد كنت كأي مواطن قد تناول ما جاء على لسان المسؤول الأول بملف كورونا في الأردن بطريقة ساخرة. وأصبحت على أثرها من جموع "المتنمرين"، فإنني الآن وبعد الإعفاء أو النقل وحتى الإقالة، ما زلت عند رأيي ولن أتعاطف معه قيد أنمله، بانتظار أن تطال الإقالة وزير الصحة سعد جابر لا بل الحكومة كلها.
لا يعقل أن نتعامل مع الأمور بعاطفة وننقلب خلال 24 ساعة من منتقدين مطالبين بالإقالة لمتعاطفين.
ولا يعقل أن يكون المسؤول الأول في الأردن عن وباء ضرب الكرة الأرضية والإنسانية جمعاء بهذا المستوى المتواضع خطابًا وعملا.
أما حكومتنا فما زالت مدانة حتى لو تمت الإقالة. وكعادتها لا تكاد تحرّك ساكنا.. تنتظر حصول الحدث ثمّ تتعاطى معه واقعًا لا تستطيع له ردّا.. ولن يكون تعاطيها مع موظفيها بعيدًا عن ذلك.
بداية "كورونا "ظنت حكومتنا "وكل الظن إثم هنا" أنها ستحقق ما عجزت عنه دول العالم، فلم تريد لغيرها أن يشاركها إنجازًا مزعومًا دون أن تبذل هي ما يجب عليها عمله في الظروف العادية فما ظنّك بالظرف الوبائيّ؟.
العمل الحكومي أصبح يقتل العمل الحكومي ولا يعدو قطعا للطريق وانتصارا لشقّ من المسؤولين على شقّ آخر بعيدا عن كل فائدة. وصراع مراكز المسؤولية أصبح لدينا سجال.. والسجال بلا نهاية منظورة.
كان على الحكومة أن تُفرد ملفّ الوباء بعناية خاصّة، طيلة المدّة السابقة، وأن توفر له الموارد اللازمة والتجهيزات اللائقة، في ظروف تمكّنهم من العمل والتعلم في مأمن من العدوى بعيدا عن الموجزات الدعائية والخطابات التي لا تقدّم نفعا.