الرئيسية تقارير
أحداث اليوم - شِفاء القضاة - تفاجئ الشارع الأردنيّ مساء الخميس بقرار اعتزال لاعب التايكوندوا أحمد أبو غوش، خاصةً وأنه أول فائزٍ بميداليّةٍ ذهبيةٍ للأردن في الألعاب الأولمبيّة الصيفيّة بريو دي جانيرو البرازيليّة عام 2016، ولم يفق الأردنيون من صدمة الاعتزال ليفاجئوا بتوقيفه في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل منذ آب الماضي.
بدأ العشرينيُّ أبو غوش لعب التايكوندوا منذ طفولته، حاملًا معه تصميم الشباب برفع اسم البلاد عاليًّا، ووضع بصمته في الملاعب العالميّة ليتنقل بين عددٍ من البطولات قبل الحصول على ميداليّة الأردن اليتيمَة في الأولومبياد وهو على مقاعد الدراسة في الجامعة الأردنيّة وينتقل للعمل في أحد الأجهزة الأمنيّة، غير أنَّ تدريباته الرياضيّة توقفت عقب ظهور قضيَّةٍ منذ 31 عامًا للعلن، فما الذي حصل؟
"أحداث اليوم" تواصلت مع المعنيين بهذا الشأن، لمعرفة تفاصيل القصة، ومكان اللاعب منها، وإمكانيّة عودته للعب وما الذي دفع به خلف القضبان.
وثائِق مزورة
"أحمد ما زوّر شي"، هكذا تصف مصادرٌ مُقربةٌ من أبو غوش فضَلت عدم الكشف عن هويتها ملخص قصته التي تدور حول اتهامه بامتلاك رقمين وطنيين تستر على أحدهما واستعمل الآخر، ما دفع به خلف القضبان، نافيةَ قيامه بتزوير وثائِق رسميّة أو ارتكابه لأي خطأ يستحق السجن؛ فالقضيّة التي تم إيقافه على إثرها تكيَّفت بكونها جناية تتعلق بقيدٍ مدني ثانٍ صدر قديمًا و لم يتم استخدامه أبدًا من قبله.
وتقول لـ"أحداث اليوم" إن قريبًا للاعب أصدر قيدين مدنيين للعائلة منذ 31 سنة ورفع قضيَّةٌ لتصحيح المشكلة منذ عام 2019، ولم يصدر قرارٌ بها حتى الآن، في حين لم يعرف أبو غوش بامتلاكه لرقميين إلا خلال شهر تموز الماضي، أثناء سير القضيّة، إذ يعيش برقمٍ واحد دون استخدامه للآخر، إلا أنَّ تقريرًا وصل للأمن الوقائي يشرح مشكلة أهله وامتلاكه لرقمين ما أدى لتوقيفه في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل آب الماضي، ورفض تكفيله 7 مراتٍ دون ذكر السبب، ما شكَّل ضغطًا نفسيًأ عليه إضافةً للمشاكل الجسديّة التي أصابته وانقطاعه عن التدريب ما دفعه للاعتزال.
وتضيف المصادر أن هناك مشاكل بين أحمد ومدربه، إذ عانى من سوء معاملةٍ على مدار سنتين دفعت به لتقديم شكوى لرئيس اللجنة الأولومبيّة، الأمير فيصل بن الحسين طالب فيها بإنصافه، ورغم كل ما حصل لم يقم أيٌّ من أعضاء الاتحاد بالتواصل مع أبو غوش إضافةً لمخاطبته وكأنه موجودٌ في منزله، مع علمهم التام بأنه في السجن.
غير متهم
يرى المحامي في الشأن الرياضي عماد حناينة أنَّ وجود قضيّة لن يؤثر
على أحمد، فهذا لا يعني أنه متهم، ولا قيد بحقه، فمن يوجه له اتهام، لا يعني بالضرورة أن يكون هذا الاتهام ثابتًا بحقه، خاصةً وأن القضيّة منظورةٌ أمام المحكمة "مثلًا واحدا اتهمني إني نصّاب ولسا في محكمة، معناته أنا نصَّاب؟".
ويوضح لـ"أحداث اليوم" أنَّ المشكلة لدى البعض بتحويل المشاكل الشخصيّة لقضايا وعدم التعامل معها بشكلٍ حقيقيّ، خاصةً وأن الكثير من لاعبي المنتخبات والأنديّة الأوروبيّة الذين يرتكبون حماقاتٍ مثل السرعة وتناول الكحول واختلاق المشاكل في الشارع يجدونَ محامٍ من النادي الذي ينتسبون له يترافع عنهم، وهو ما لم يقم الاتحاد بتأمينه لأبو غوش "لازم مستشار قانوني يكون ممثل للاعب المنتخب ويطلعه من الأول من السجن".
ويشير المحامي إلى بعض الأشخاص الذين يرفضون وجود أبو غوش بينهم بسبب قصة القيدين، بأن الأخير أهم من الجميع؛ لكونه بطلًا قوميًّا، وليسً ملكًا للاتحاد، في ضوء تغوّل الاتحادات على اللاعبين والأنديّة واعتقادهم بأنهم ملكٌ لهم، واتخاذهم صفة الشركات التي تملك موظفيها، خاصةً وأنَّ الأبطال هم الذين شكلوا اسمًا للبلاد في الخارج.
أحمد منا
يؤكد الناطق الإعلامي لاتحاد التايكواندو فيصل العبداللات أنَّ أحمد ما زال لاعبًا مع الاتحاد، غير أن القضيّة التي تم توقيفه بسببها شخصيّة ولا علاقة لها في الرياضة، ما دفع الاتحاد للمحافظةِ على خصوصيّة وعدم نشر خبر توقيفه أو الحديث عنه، تزامنًا مع مشاركة مقاطع (فيديو) تظهر إنجازاته على مرّ شهرين عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك".
ويقول لـ"أحداث اليوم" إن أحمد ما زال بريئًا بنظر الاتحاد حتى تثبت تهمته، مشيرًا إلى تواصلهم الدائم معه، ووقوفهم بجانبه، غير أن القضيّة معقدة لكونه منتسبًا لأحد الأجهزة الأمنيّة "وإحنا ارتأينا احترامًا إله وللقضاء ما نطلع نحكي".
ويتابع العبداللات أن المتضرر الوحيد من توقيف أحمد هو الاتحاد، لعدم قدرته على التدريب أو ممارسة الرياضة، خاصةً وأنه أهم اللاعبين، غير أنَّه لا حل بيدهم في حال صدر حكمٌ بحقه، ما يمنعه من اللعب مستقبلًا، "لكن لو طلع فهو لاعب معنا".
وينفي الناطق معرفنهم عن القضيّة التي توقف أحمد على إثرها قبل توقيفه، في حين تؤكد المصادر المُقربة معرفة الاتحاد بشأنها قبل التوقيف.
وأصدر الأمن العام بينًا قال فيه إنَّ توقيف أبو غوش على خلفية قضية جنائية منظورة لدى القضاء وهي بيده حالياً للفصل فيها، مؤكداً أن كل ما يشاع حول توقيفه لأسباب رياضية أو أولمبية غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة .
ومن جانبه أصدر الاتحاد بيانًا أكد فيه عدم إبلاغهم وبشكلٍ رسميّ بقرار اعتزاله، مع عدم معرفتهم لدوافعه وأسبابه، وتعذر التواصل معه في الوقت الحالي لفهم ذلك، كونه موقوفٌ على قضية منظورة لدى القضاء.
فيما ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعيّ بأخبار أحمد أبو غوش الذي أعلن أمس الخميس اعتزاله اللعب، بعد أن كان يؤكد في جلساته الحواريّة بأن نجاحه ليس صدفةً أو ضربة حظ وإنما جاء بعد جهدٍ جهيد، وهو حامل الذهبية الأردنية الوحيدة في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية عبر رياضة التايكواندو وكان يتحضر للدفاع عن لقبه في النسخة المقبلة في طوكيو 2021.