الرئيسية تقارير
أحداث اليوم - أحمد بني هاني - تثير القرارات الحكومية الأخيرة بتعديل ساعات الحظر الجزئي وفرض حظر تجول شامل اعتبارا من مساء الأربعاء 11 تشرين الثاني الجاري وحتى صباح الأحد، مخاوف واستياء القطاعات التجارية والاقتصادية.
ويرى تجار أن تقليص ساعات العمل للمنشآت حتى الساعة التاسعة مساءً اعتبارا من الاثنين "يقتل" الحركة التجارية ويقلص من الشراء والإقبال عليها، وخاصة أن بعضها تعمل طوال 24 ساعة وبنظام الورديات.
وقالوا لـ"أحداث اليوم"، إنهم واجهوا خسائر طائلة إثر الإغلاقات والحظر الشامل منذ بداية الجائحة، مطالبين الحكومة بتقديم الدعم والحماية لجميع القطاعات المتضررة.
فيما عبّر عمال في القطاعات التجارية عن مخاوفهم من تخفيض رواتبهم بالتزامن مع تقليل ساعات العمل، أو تسريحهم من أعمالهم لعدم قدرة المنشآت على الاستمرار بسبب الظروف الاقتصادية.
وطالبوا بإعادة النظر بالقرارات الجديدة خلال الفترة القادمة لما تشكله من أعباءً كبيرة وخسائر على المنشآت في ظل استمرار جائحة كورونا.
ودعوا إلى اتخاذ إجراءات وقرارات حكومية تساعدهم للحد من الآثار السلبية الناجمة عن الإغلاقات مثل تخفيض الأقساط وتقديم حزم ومساعدات اقتصادية.
ويؤكد رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي أن القطاعات التجارية ستتأثر كثيرا بالقرارات الحكومية الجديدة وذلك بسبب تقليص ساعات العمل.
وقال الكباريتي لـ"أحداث اليوم"، إن الأثر السلبي الذي واجه هذه القطاعات منذ بداية الجائحة سيتعمق بعد القرارات الأخيرة، وخاصة المطاعم والمقاهي.
وأضاف أن هناك تناقضا في القرارات الحكومية الأولى في دعوتها إلى الانتخابات وفتح المقرات الانتخابية خلال الأيام الماضية واتخاذ قرار بإغلاقها اليوم وبين تقليص ساعات عمل المنشآت الملتزمة في تطبيق الإجراءات الصحية.
وعبّر الكباريتي عن استيائه من القرارات الجديدة داعيا إلى اتخاذ قرارات تساعد القطاعات المتضررة.
وأشار إلى أن أثر الحظر الشامل وتقليص ساعات العمل لا يظهر بشكل مباشر وإنما سيحتاج إلى وقت، موضحا أن صندق النقد الدولي توقع انكماش الاقتصاد الأردني بنسبة 5.5% بسبب الإغلاقات.
من جهته يدعو الخبير الاقتصادي حسام عايش الحكومة إلى تقديم حزم مالية للقطاعات المتضررة جراء الإغلاقات والحظر الشامل مثل دعم جزء من رواتب العاملين فيها أو تخفيض الرسوم والضراب.
وقال عايش لـ"أحداث اليوم"، إنه يجب الموازنة بين حماية صحة المواطنين وعدم اتخاذ قرارات تضر بالاقتصاد، مضيفا أن الوصول إلى هذه المعادلة ليس بالأمر السهل ولكن يجب العمل للوصول إليها.
وأوضح أن العالم يتجه اليوم إلى الإغلاق مجددا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، متوقعا وجود مزيد من قرارات الحظر لفترات قصيرة منظمة في حال ازدياد عدد الحالات.
وتابع عايش أن قرارات الحظر المنظمة أفضل كثيرا من قرارات الناس أنفسهم في تقليل نشاطهم وعدم خروجهم كونها تسهم في تقليل الاختلاط ولها آثار إيجابية على الوضع الوبائي.
وتوقع عدم تأثر القطاعات الاقتصادية والمنشآت بشكل كبير كون الحظر الشامل خلال الأسبوع القادم سيكون في مساء يومي الأربعاء والخميس المقبلين واعتبار يوم الجمعة والسبت عطلة رسمية.
وطالب عايش الحكومة بوضع خطة طوارئ حقيقية للأزمة وتحد من الآثار السلبية على الاقتصاد وبما لا يمس الوضع الصحي.
وأعلن رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، الأحد، أن حظر التجول الجزئي الذي يفرض خلال أيام الأسبوع عدا الجمعة، سيبدأ الساعة الـ9 للمنشآت و10 مساء للأفراد، وذلك في تمديد لساعات الحظر الليلي بدءا من الاثنين، مشيرا إلى إغلاق مراكز اللياقة البدنية والمسابح العامة، منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال خلال مؤتمر صحفي من رئاسة الوزراء: تقرر "زيادة ساعات الحظر الليلي بحيث يبدأ للمنشآت اعتباراً من الساعة التاسعة مساء، وللأفراد من الساعة العاشرة مساء، وحتى الساعة السادسة صباحاً".
كما أعلن الخصاونة، فرض حظر تجول شامل، بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 10 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، يمتد من بعد عصر الأربعاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، بفرض حظر تجول شامل يستمر حتى الساعة 6 من صباح الأحد 15 تشرين الثاني/ نوفمبر.