الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - في الوقت الذي يعاني فيه المزارعون أوضاعا مادية صعبة نتيجة الخسائر المتلاحقة، دفع نقص السيولة وامتناع الشركات عن أمدادهم بمستلزمات الإنتاج، إلى شراء البذور والأسمدة والمبيدات البديلة والمقلدة.
ويعد نقص الإنتاج وتردي الجودة وعدم تجانس الثمار، أهم المشاكل التي يتعرض لها المزارعون نتيجة شرائهم لهذ المستلزمات، في حين ان حالات غش كثيرة يقع المزارعون ضحيتها، بسبب حاجتهم لشراء اشتال جاهزة من المشاتل الزراعية بالدفع الآجل، وفق يومية الغد.
ويرى مزارعون ان البذار التي يتم شراؤها عن طريق البيع الآجل من المشاتل في بعض الأحيان لا تكون ضمن المواصفات، وعادة ما تكون خليطا من عدة اصناف ما يتسبب باضرار بالغة بالمحصول، اذ ان الثمار تكون غير متجانسة وانتاجها قليل، وليست بجودة الاصناف الاصلية.
ويؤكد محمد العجوري، ان غالبية صغار المزارعين يشترون البذار المقلدة التي يقل سعر بيعها عن البذار الاصلية بنسب تزيد على 70 %، رغم علمهم انها ليست بذات الجودة، الا ان اوضاعهم المادية الصعبة تجبرهم على ذلك خاصة في ظل امتناع الشركات الزراعية عن امدادهم بالمستلزمات إلى موعد الإنتاج.
ويوضح ان معظم الاسمدة والمبيدات المقلدة لا تؤدي مهمتها بالشكل المطلوب ما يؤثر في المحاصيل، لافتا إلى ان استخدام المبيدات المقلدة او البديلة لا يساعد المزارع في مكافحة الامراض والافات بالشكل اللازم فيما استخدام الاسمدة البديلة لا يساعد النبات على الديمومة والانتاج الامثل.
وشهد مزارعو وادي الاردن خلال السنوات الماضية خسائر عدة، نتيجة زراعة البذور والتقاوي غير المطابقة للموصفات كما حصل في تقاوي البطاطا والبندورة والباذنجان والشمام، في حين اسهم استخدام الاسمدة والمبيدات البديلة إلى تقليص فترة الإنتاج وتراجع حجمه بشكل لافت خلال المواسم الاخيرة.
ويبين نواش العايد ان ارتفاع اسعار البذور الاصلية والاسمدة والمبيدات يقف حائلا امام قدرة المزارعين على شرائها، رغم ان نتائج استخدامها تبقى مضمونة مقارنة بالبديلة، مشيرا إلى ان المزارع الذي يعتاش على الزراعة كمهنة يضطر إلى تقليل كلف الإنتاج لاقصى حد، في ظل الظروف الحالية من انعدام حركة التصدير وتدني اسعار البيع إلى ما دون الكلفة.
ويضيف ان جميع الاصناف البديلة من بذور واسمدة ومبيدات مرخصة، الا انها ليست بكفاءة الاصناف ولا تؤدي الغرض بالشكل المأمول، موضحا أن البذور البديلة او المقلدة غالبا ما تكون ثمارها متدنية الجودة وكمية الإنتاج فيها قليلة واكثر عرضة للاصابة بالفيروسات والامراض لانها لا تحمل صفات البذور الاصلية.
ويقول رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن عدنان الخدام، انه تعرض لخسائر فادحة مرتين نتيجة شراء بذور بديلة، احداها كان بزراعة محصول الباذنجان الذي لم يستفد منه اطلاقا والاخرى محصول الشمام، وفي كلتا الحالتين لم تكن الاصناف كالمطلوب، لافتا إلى ان المزارع يقوم بزراعة ارضه وينفق مبالع طائلة لرعاية المحصول على امل يتمكن من الإنتاج وسداد ديونه وتوفير لقمة العيش لاسرته الا انه يتفاجأ بان جميع جهودة تصبح هباء.
ويبين ان احد اهم اسباب تراجع الإنتاج الخضري في وادي الاردن، هو استخدام مبيدات واسمدة غير مطابقة للمواصفات او بمواصفات اقل من الاصلية ما يحرم المزارع من الحصول على اقصى فائدة من المحصول، مشيرا إلى ان استخدام المستلزمات البديلة اسهم في انقضاء موسم هذه المحاصيل بشكل مبكر.
الحل كما يرى الخدام هو ايجاد نظام مؤسسي على غرار الجمعيات التعاونية لتامين المزارعين بمستلزمات الإنتاج باسعار منافسة تكسر احتكار الشركات الزراعية وتمد المزارعين بالمستلزمات لحين موعد الإنتاج، داعيا الى تشديد الرقابة على البذار والتقاوي والمبيدات والاسمدة والتاكد من مطابقتها لاعلى المواصفات الفنية.