الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - هبطت أسعار الخضار في سوق العارضة المركزي خلال الايام الماضية الى اقل من 70 فلسا للكيلو الواحد، وفق مدير السوق المهندس احمد الختالين، والذي اشار الى ان اسعار معظم اصناف الخضار ما تزال تباع بمعدل 30 % من كلفة تسويقها، ما دفع العديد من المزارعين الى التوقف عن حصاد الانتاج وتوريده للاسواق، موضحا ان عملية تسويق المنتوجات بالاسعار الحالية تتسبب بخسائر جسيمة للمزارعين.
وحسب يومية "الغد" يرجع الختالين استمرار انخفاض هذه الاسعار الى ازدياد العرض مقابل الطلب، خاصة في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن نتيجة تداعيات جائحة كورونا، موضحا ان انعدام حركة التصدير بشكل كامل تسببت بارتفاع الكميات المعروضة في الاسواق المحلية.
ويرى عدد من المزارعين ان استمرار هذه الاوضاع خلال الفترة المقبلة سيكبدهم خسائر فادحة قد يعجز معظمهم عن تجاوز آثارها، لافتين إلى انه وفي ظل انهيار أسعار بيع المنتوجات الزراعية في الوادي إلى ما دون الكلف سيراكم عليهم ديونا جديدة ما يجعل من مواصلتهم العمل بالقطاع ضربا من الجنون.
ويصف المزارع وليد الفقير وضع القطاع الزراعي بـ”الحرج”، مبينا انه قام ببيع صندوق الخيار سعة 12 كغم بسبعين قرشا فيما تزيد كلف ثمن العبوات واجور النقل والقطاف ورسوم الاسواق وعمولة تجار الكمسيون على الدينارين، ناهيك عن كلف الانتاج منذ حراثة الارض وتجهيزها وشراء المستلزمات اللازمة لذلك وزراعة الاشتال وريها وتسميدها ورشها بالمبيدات التي لا يضعها المزارع بالحسبان عند بيع انتاجه.
وينوه الى ان المزارع في هذه الحال يبقى مجبرا على قطاف انتاج المزرعة لكي لا يخسر المحصول على امل ان تتحسن الاسعار، فيما البعض سيضطرون مكرهين على اهماله لعدم قدرتهم على تحمل هذه الخسائر، مشيرا الى ان التحدي الاكبر هو عدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم للشركات الزراعية التي مولت كلف زراعة أراضيهم، ما قد يضعهم في مواجهة السجن او بيع ممتلكاتهم لسداد الديون.
ويؤكد سعد النعيمات انه لم يواجه مثل هذه الظروف منذ عقود، اذ ان تدني الاسعار قد يستمر لأيام او لأسبوع إلا أن الاوضاع الحالية مستمرة منذ ما يقارب الشهرين، موضحا انه بات عاجزا عن دفع أجور العمال وشراء الاسمدة والمبيدات للحفاظ على المحصول.
ويضيف أن انهيار اسعار البيع في ظل ارتفاع كلف الإنتاج يشكل ضربة قاصمة للمزارعين، لافتا إلى أن المزارع مجبر على الاختيار بين امرين احلاهما مر، اما الاستمرار بقطف المحصول وتوريده للسوق وتحمل الخسائر على امل ان تتحسن الاوضاع او التوقف للحد من تكبد خسائر اضافية، وفي كلتا الحالتين يبقى الخاسر الوحيد.
وترواحت اسعار صندوق الخيار ما بين 40 – 80 قرشا، والباذنجان ما بين نصف دينار وثمانين قرشا والكوسا ما بين 1 – 1.25 دينارا، والفلفل ما بين 1 – 1.25 دينارا.
ويعيد يرى مزارعون ومعنيون انخفاض اسعار الخضار ايضا الى هذه المستويات الى عدم قدرته على المنافسة في الاسواق الخارجية نتيجة ارتفاع كلف الشحن والانتاج.
وأوضحوا تراجع الجدوى الاقتصادية للزراعة واستمرار تكبد القطاع خسائر ثقيلة، في ظل عجز الحكومات عن توفير بيئة ملائمة، ما جعل من العمل بالقطاع الذي يعتبر ركيزة للأمن الغذائي مخاطرة غير محسوبة، خاصة وانه لاتوجد اي بوادر انفراج تلوح بالافق، مشيرين إلى ان الأوضاع الحالية ستؤدي إلى هجران ما يزيد على 50 % من مزارعي الوادي للزراعة واللجوء إلى تأجير أراضيهم او تركها بورا.