الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - حديث يتراكم على مواقع التواصل ويصل حدّ الانقسام بين من يرفض أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا وبين المتشجعين له، فيما أطباء ومختصون يطمئنون إلى أمانه وضرورة تلقيه.
ووفق يومية "الرأي" تبقى التساؤلات التي تدور في الأذهان، حول لقاحات كورونا: ما مدى فاعليتها؟ هل من سيأخذ اللقاح سيصاب بالكورونا مستقبلاً؟، وهل الفترة القصيرة التي أجريت خلالها التجارب على هذه اللقاحات كفيلة بإقرارها واستخدامها بأمان؟ وهل ستلزم الحكومة الناس باللقاح؟
الاشاعات التي طاولت اللقاح وضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي كثرت وصارت تبعث على الحيرة والتردد والخوف في أحيان كثيرة، خصوصاً أن كثيراً منها لا يعرف من أطلقها.
غير أن أستاذ علم الفيروسات في الجامعة الأردنية وعضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور عزمي محافظة يؤكد لأن الخوف ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على الأردن.
ويلفت إلى أن الغالبية العظمى من الحالات المكتشفة للجائحة «خفيفة وأن مضاعفاتها لا تكتشف لعدم ترافقها مع أعراض؛ أي أن المرض بنظر البعض لا يستدعي ذلك».
ويشير إلى أن من أسباب القلق «الخوف من المجهول.. لعدم معرفة الناس أو فهمهم لتركيبته خاصة عندما يذكر أنه مكون من مادة وراثية كما أن الدعاية المضادة لهذا المطعوم منتشرة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ويشترك فيها بعض الأطباء المشهورين من دول مختلفة».
ويرى أن الحملة ضد هذه المطاعيم أثرت على الناس، لكنه يؤكد أن السبيل الوحيد للسيطرة على الوباء والحد من انتشاره بما يمكن من العودة إلى حياة طبيعية هو «الوصول إلى مستوى معقول من المناعة المجتمعية التي تتحقق من خلال التطعيم..».
أي «إذا أردنا ألا يستمر المرض بالانتشار في المجتمع فالسبيل الوحيد لتحقيق المناعة المجتمعية هو التطعيم».
له مسار تجاري
الناشط الشبابي يوسف نعيمات لا يلزم تلقيح نفسه ضد فيروس كورونا لقناعته بأن المناعة الطبيعية أفضل من المواد التركيبية المصنعة، وأن لديه نسبة قلق وخوف من اللقاح ومن الأعراض الناتجة عنه. ويقول: «اللقاح ما هو إلا مسار تجاري في الوسط المجتمعي».
ويرى نعيمات بأن كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة قد يكون اللقاح ذا أهمية بالنسبة إليهم أكثر من الفئات الأخرى حيث سيعمل على تحسين حالتهم الصحية ويزيد من مقاومتهم للفيروس».
ويتوقع نعيمات، بأن الحياة لن تعود كما كانت ما قبل الجائحة بعد اللقاح؛ «ربما تتحسن لفئة معينة ولكن لن تعود إلى ما قبل الجائحة».
سياسات قاتلة
وعلى النقيض من النعيمات، تؤكد خريجة الصيدلة شوق الجازي أنها ستخضع نفسها للتلقيح ضد فيروس كورونا. وتقول: لو أُتيحت لي الفرصة بتلقي اللقاح سأغتنمها، رُبما للفضول العلمي لدي، كون اختصاصي طبياً، فلدي الرغبة الكبيرة في تلقي هذا اللقاح، فقط لمعرفة ماهية تأثيره وأعراضه الجانبية، وهل حقاً سيمنع إصابتي بالفيروس؟
وتعلق الجازي، الأغلبية قلقون بشأن اللقاح وما اذا كان حقاً سيحمي الأرواح، غير أنها تتمنى أن يصنع اللقاح الفارق ويقتل الفيروس ويحد من انتشاره وأن تعود الحياة كما السابق، وهي متفائلة جدا بنجاح اللقاح ليكون الحل لنهاية هذا الكابوس الذي سيطر على حياة البشر.
حالة من القلق
من جهته، يقول مهندس الطاقة الكهربائية الشاب أحمد عواد إنه أصيب بفيروس كورونا قبل شهرين وتماثل للشفاء ولله الحمد، بعد أسبوعين من ظهور الأعراض.. «كانت هناك أيام صعبة خلالها ومؤلمة، لكنني لست من المشجعين على أخذ اللقاح».
وينتظر عواد، ابن السابعة والعشرين عاما، إجراء المزيد من التجارب والفحوصات التي تؤكد نجاعة اللقاح دولياً ومحلياً، قائلاً: لقد صبرنا طويلاً قبل ذلك وخلال المرحلة السابقة وعلينا أن نصبر حتى يثبت اللقاح فعاليته ويتأكد الخبراء من عدم خطورة أعراضه الجانبية.
مجازفة
الناشطة الشبابية حنان ابو كركي/ ماجستير ادارة عامة، لا يوجد لديها الاستعداد لهذا اللقاح، فهو «لهذه اللحظة لم يثبت فعاليته برأيي الشخصي، وأنا قلقة جدا لأن المدة غير كافية لتجربته على الجنس البشري ومعرفة أضراره وآثاره الجانبية.. وأعتقد أن أخذ اللقاح مجازفة».
نعم للمطعوم
الدكتورة ختام الرفوع من كلية الطب في جامعة مؤتة تقول «من وجهة نظر شخصية وليست مهنية: نعم للمطعوم؛ هذا اللقاح آمن وفعال ويساعد على منع انتشار الفيروس».
وتوضح أنها سجلت في موقع نقابة الأطباء بانتظار المطعوم، وهي لن تتأخر بأخذه «حماية لنفسي وعائلتي وطلبتي ومرضاي ومجتمعي».
وتشدد الرفوع على أن فيروس كورونا «ليس بمرض بسيط؛ هنالك وفيات وما يزال بعض من تعافى يعاني من أعراض مرضية ما بعد الإصابة».
ليس خطيراً
وتبدي الثلاثينية دعاء النجار (ربة بيت) تخوفها من أخذ اللقاح تحسباً لتأثيراته السلبية، وهي تعتقد أنه تم التوصل إلى اللقاح على عجل.
وترى النجار أن الفيروس «ليس خطيرا لدرجة كبيرة وممكن أن يصبح متل الرشح أو أي مرض سار».
مراحل إجازة اللقاح
ويرى أستاذ علم الفيروسات في الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة أن المخاوف من المطعوم «غير مبررة».. فانتاج المطاعيم «يمر بمراحل تضمن مأمونيته بداية من المرحلة قبل السريرية وهي مرحلة الدراسة والاستكشاف والتمحيص حيث يتم اختيار نوع المطعوم وفحصه مخبريا وتجريبه على الحيوانات».
ثم تبدأ المراحل السريرية، وهي ثلاث: «اثنتان تتعلقان بمأمونية المطعوم حيث يجرب بجرعات مختلفة على عدد محدود من الناس في المرحلة الأولى وبعد اختيار الجرعة المناسبة يجرب على المئات في المرحلة الثانية ويتم تقييم مأمونية تلك الجرعة والاستجابة المناعية للمطعوم.
وفي المرحلة الثالثة يتم إعطاء المطعوم لعشرات الآلاف من المتطوعين فيما يعطى مطعوم وهمي لنفس العدد وتقارن النتائج من حيث المأمونية.
ويتايع أن المرحلة الثالثة تتعامل مع الأعراض الجانبية وفعالية المطعوم في توليد المناعة ومنع حدوث المرض، وفي ضوء نتائج المرحلة الثالثة تتم إجازة المطعوم للاستخدام، وتمثل الفترة الزمنية التي تلي إجازته مرحلة سريرية رابعة تستمر خلالها مراقبة الاستجابة للمطعوم وترصد أي مضاعفات لاستخدامه.
ويقول محافظة: يجب احترام الحرية الشخصية، ولكن من الضرورة بمكان أن يتم تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس للوصول إلى مناعة مجتمعية كافية للسيطرة على انتشار الإصابة بالفيروس.
وهذه، برأيه، «مسؤولية مجتمعية تفرض علينا أخذ المطعوم لنحمي أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا علما بأن هنالك أولويات في إعطاء المطعوم تشمل كبار السن والعاملين في تقديم الرعاية الصحية والمصابين بأمراض مزمنة وفرق الدفاع المدني وعمال الإغاثة..
كما يجب أن تعمل الدولة ووزارة الصحة على توضيح أهمية وفائدة المطعوم ومأمونيته. ويدعو محافظة الى توعية إعلامية، ويشير إلى أنه تلقى الجرعة الأولى من اللقاح.
لا تأثير على الخلايا
بدوره يشير أستاذ ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية في جامعة البترا الدكتور ضرار بلعاوي إلى أن اللقاح يُعطى للشخص السليم لحمايته ووقايته من الامراض الفيروسية أو البكتيرية، في حين يستخدم الدواء للمصابين بمرض معين.
وهو يطمئن بأن اللقاحات «آمنة ولا تؤثر على الخلايا البشرية كما يشاع».
ويلفت إلى أن مطعوم «الشيفرة الوراثية لا يدخل إلى نواة الخلية ولا يغير في الجينات الوراثية، بل يحفز الخلية لانتاج اجسام مضادة لمحاربة الفيروس».
ويؤكد أن «لقاحات كورونا» آمنة وفعالة وقد وصلت الى هذه المرحلة بعد تجارب مخبرية وسريرية، أما الآثار الجانبية فتكون عادةً بين الخفيفة والمتوسطة، مثل: ألم في منطقة الحقن، ارتفاع درجة الحرارة، وكلها تستمر يوما أو يومين وتختفي.
ويشدد البلعاوي على أنه في حال توافر اللقاح ضد الكورونا فإنه بالتأكيد سيأخذه.