الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - تدارس أعضاء مبادرة "جسد واحد في مواجهة كورونا" موضوع العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا، وبناء على مراجعة التوصيات الطبية والصحية العالمية والممارسات المعمول بها في مختلف دول العالم مقارنة بالسياسة المتبعة في الأردن، خرجت المبادرة بالاستنتاجات التالية:
-كانت المبادرة قد أوصت سابقا باعتماد سياسات رفع الطاقة الاستيعابية والشراء الاستراتيجي في القطاع الصحي بديلا عن التوسع في استخدام سياسات الإغلاق والحظر الشامل، وذلك لضعف جدوى هذه السياسات من الناحية الوبائية وكثرة الأضرار التي لحقت بالصحة والاقتصاد والتعليم.
- اتسمت تجارب العديد من دول العالم بمحاولة الموازنة بين الصحة من جهة وبقية مقومات القوة لدى الأمم والمجتمعات (National Power) من جهة أخرى وعلى رأسها التعليم، وجاء ذلك منسجما مع التوصيات الصحية العالمية التي اعتبرت إغلاق المدارس هو الملاذ الأخير، أي في حال وصول المستشفيات الحدَ الأقصى من الطاقة الاستيعابية.
ويعتبر التعليم من أهم المحددات الاجتماعية للصحة (Social Determinants of Health)، وعليه فإن الخسارة في التعليم ستنعكس حتما خسارة في الصحة ولو بعد حين. وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن الصحة لا تقتصر على الجانب العضوي الجسدي فحسب بل تشمل الجوانب العقلية والنفسية والاجتماعية، بالتالي فإن المنظور الصحي الشامل لابد أن يراعي حالة مئات الآلاف من الطلبة المنقطعين عن مدارسهم وجامعاتهم منذ آذار الماضي، تماما كما يراعي مرضى الكورونا والمرضى على أسرة العناية الحثيثة.
- أثبت التعليم عن بعد قصوره الشديد في تحقيق المتطلبات التعليمية، خصوصا في المدارس الحكومية، وترك انعكاسات خطيرة على المستوى التعليمي لجيل كامل لم يتلق تعليما حقيقيا كافيا طيلة فصل ونصف، وهو أمر قد لا يمكن تعويضه مستقبلا. هذا فضلا عن أن الإغلاق المبكر للمدارس لم يمنع من الوصول إلى أعداد إصابات مرتفعة جدا ولا خفّض نسبة الوفيات في المستشفيات.
- على الرغم من التطورات الإيجابية الأخيرة في مجال تطويرواستخدام اللقاحات، إلا أنه من المتوقع أن يستمر انتشار وباء الكورونا في التأثير على حياة المجتمعات في المستقبل المنظور، وهذا يؤكد أهمية اعتماد سياسات طويلة المدى تتيح للمجتمع أن يستمر في العمل والإنتاج في ظل الوباء.
- بحسب عدة توصيات صحية عالمية فإن المدارس ليست بؤرا لانتشار الوباء، وإن إغلاقها لا ينعكس انخفاضا كبيرا في المنحنى الوبائي خاصة في ظل التفشي المجتمعي، وإن الأطفال هم الأقل عرضة للإصابة بالفيروس ونقل العدوى للآخرين، وإن أغلب الإصابات تحدث داخل البيوت ومن الكبار إلى الصغار. هذا مع التأكيد على أهمية التفريق في التعامل بين المدارس الأساسية والمدارس الثانوية لاختلاف السلوك الوبائي باختلاف المرحلة العمرية.
وفق هذه المعطيات فإننا في مبادرة جسد واحد لمواجهة الكورونا نوصي بالآتي:
1. إن سياسات الإغلاق بشكل عام ومن ضمنها سياسة إغلاق المدارس والجامعات هي وسيلة لتسطيح لمنحنى الوبائي وخفض نسبة الإشغال في المستشفيات ولا يصح استخدامها كإجراء وقائي لمنع موجات الوباء وذلك لارتفاع كلف هذه السياسة على كافة مناحي الحياة ولطول المدة الزمنية للإغلاق عند الاستخدام الوقائي بما يتجاوز الكلف والآثار الصحية للوباء نفسه.
2. اعتبار التعليم عملية أساسية في المجتمع ولا تنفصل عن الصحة، وتعليقها يكاد يكون من أكبر الكلف التي نتجت عن انتشار الوباء.
3. لا بديل عن التعليم الوجاهي، ومهما تفشى الوباء مجتمعيا لا بد من بقاء قدر من التعليم بشكل وجاهي.
4. عودة العملية التعليمية الوجاهية بشكل منتظم مع بداية الفصل الثاني في رياض الأطفال والمدارس والجامعات.
5. تخفيف الاكتظاظ في الصفوف والقاعات الدراسية وتطبيق الإجراءات الوقائية التي تمت الإشارة إليها في الأوراق الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والمعتمدة في مختلف دول العالم، كفيل بتحقيق شروط العودة الآمنة للتعليم.
6. الانتقال من منهجية التعامل الكلي مع كافة المناطق الجغرافية في المملكة إلى مبدأ إدارة الحالة الخاصة لكل محافظة بناء على مستوى انتشار الوباء وإشغال المستشفيات وقدرة المدارس والجامعات في تلك المحافظة على تطبيق الإجراءات الوقائية.
7. اعتبار المعلمين وأساتذة الجامعات ضمن الفئات ذات الأولوية القصوى في الحصول الاختياري على لقاحات كوفيد-١٩ أسوة مع العاملين في القطاع الصحي.
8. أن يكون التعليم وجاهيا في الجامعات، وتحديدا في المختبرات والتدريب العملي والسريري وأي مساق يحتم اكتساب مهارات عملية، وكذلك كافة مساقات الدراسات العليا وكافة التقييمات والامتحانات كحد أدنى. وأن تقوم الجامعات بإحداث نقلة في المحتوى وأسلوب التعلم عن بعد بحيث يكون تفاعلياً كاملاً.