الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها الحكومة قرار إلغاء الحظر الشامل ليوم الجمعة الذي طال انتظار المواطنين له، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من عبارات الترحيب والفرح بهذا القرار، بل إن بعضهم منهم سارع لتحديد برنامج خاص لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، سواء بتنظيم رحلة أو بالتخطيط لتجمع عائلي رغم الأجواء الماطرة.
يأتي فك حظر يوم الجمعة للمرة الأولى اليوم، بعد عدة أشهر تضمنت مطالبات شعبية واقتصادية تدعو لفك الحظر، لما له من آثار سلبية من الناحية الاجتماعية، سواء في تواصل العائلات التي يقطن أفرادها في مناطق مختلفة، وينتظرون يوم الجمعة للالتفاف حول مائدة الغداء يوم الجمعة، أو من الناحية الاقتصادية بتضرر العديد من القطاعات جراء هذه الإغلاقات، وكانت غرفة الصناعة التجارة قد حذرت من مخاطرها في وقتٍ سابق، بحسب يومية الغد.
الآن، ومع فك الحظر عن يوم الجمعة، فإن الغالبية العظمى من المواطنين عبروا عن سعادتهم بهذا القرار، الذي يأتي بالتزامن مع قرارات أخرى مرتقبة، يستشعر بها المواطنون إمكانية العودة المتدرجة للحياة الطبيعية مع الاإستمرار بأخذ كل التدابير المناسبة للحماية من المرض.
وبـ "نكت وعبارات طريفة"، تداول الأردنيون الكثير من المقاطع الطريفة والحوارات التي تعبر عن سعادة المواطنين بإلغاء حظر يوم الجمعة، فيما قال آخرون، "لم نعد نتذكر البرنامج المعتاد ليوم الجمعة قبل الحظر"، فيما عبر بعضهم عن شعورهم بالارتياح جراء القرار، والاكتفاء بالجلوس في البيت بشكل اختياري دون إجبار.
وبالفرحة العارمة ذاتها والشعور بالبهجة، يقول محمد جاسر الذي يسكن في عمان، "بيت العائلة الممتدة في محافظة أخرى، ومنذ أشهر لم أتناول الغداء مع والدتي يوم الجمعة، بسبب الحظر، لذلك أنا أشعر بالحماس والفرحة أن أكون يوم الجمعة تحديداً موجودا مع عائلتي برفقة والدتي التي تقطن وحدها في البيت".
يوم الجمعة بشكل عام، له خصوصية لدى الجميع، خاصة أنه يوم العطلة الرسمي والذي يعتبر المتنفس الوحيد للخروج أو الالتقاء بأفراد العائلة أو الأصدقاء.
وعلى الرغم من الأجواء الماطرة والمتقلبة اليوم، إلا أن الغالبة العظمى أجمعت على أن يكون هذا اليوم مختلف بكل المقاييس تعبيراً عن الفرحة والاحتفال بـ "جمعة فك الحظر"، لذلك تقول غيداء نصر إنها استعدت منذ يوم الاربعاء برفقة زوجها وأطفالها ليتوجهوا إلى منطقة الأغوار بحثاً عن الدفء في هذه الأوقات، حيث عزموا على أن يقضوا هذا اليوم في إحدى المزارع المُستأجرة.
وتقول غيداء التي تقطن في إحدى ضواحي عمانإن عائلتها وعائلة زوجها من سكان إحدى محافظات الجنوب، لذلك وبسبب تلك الأجواء من الصعوبة بمكان قضاء هذا اليوم برفقتهم لبعد المسافة والأجواء الماطرة، لذلك ستكون هذه الجمعة لعائلتها الصغيرة، بينما الايام المقبلة سيكون ليوم الجمعة رونقه المعتاد الذي اعتدنا عليه قبل الحظر، على حد تعبيرها.
أما الطالبة الجامعية سهى علي فقد أطلقت على هذه الجمعة لقب "الجمعة السعيدة"، حين أعلن خبر إلغاء حظر الجمعة، و احتمالية العودة للدراسة الوجاهية في الجامعة، في قرار مرتقب، والعودة للحياة الطبيعية تدريجيا، وتعتقد سهى أن جميع صديقاتها لديهن الشعور بالفرحة نفسه، فلدى كل واحدة منهن برنامجها الخاص مع العائلة لهذا الاسبوع، على الرغم من الأجواء الماطرة.
المتخصص بعلم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع يرى أن هذا القرار ستعود آثاره على جميع المواطنين، وله خصوصية لديهم، وخاصة من الناحية الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، إذ إن الحضور العائلي في هذا اليوم يعد جزءا مهما من تفاصيل يوم الجمعة، كون الغالبية العظمى من المواطنين يقضون طيلة أيام الأسبوع في العمل، وينتظرون يوم الجمعة للتلاقي والتجمعات العائلية التي تزيد من الترابط الأسري والاجتماعي على حدٍ سواء.
ويضيف جريبيع، ان يوم الجمعة يمتاز كذلك بخصوصيته الدينية من جهة، ومن الناحية الترفيهية للعائلة من جهةٍ أخرى، لذلك كان الحظر سبباً في تقييد الكثير من التحركات للأفراد، حيث يقتصر خروج المواطنين للصلاة فقط، ثم العودة للمنزل، فيما كان في السابق فرصة لخروج العائلات في رحلات مع الأبناء، بعيداً عن توتر العمل أو الالتزام بالمنزل فقط.
ويقول جريبيع، من أبرز آثار حظر يوم الجمعة أنه كان سلبيًا على التواصل الاجتماعي، ومن الناحية الأسرية على الأطفال فكان له تأثير واضح، فلم يعودوا قادرين على الخروج للتنزه أو الاستمتاع بالجلسات العائلية كالسابق، كما أن أيام الإسبوع مزحمة، فالوالدان في العمل، ثم الحظر يوم الجمعة، فكان الأطفال من الفئة الأكثر تضرراً من الناحية الاجتماعية والسلوكية، فيما كان هناك آثار اقتصادية على الكثير من أرباب الأسر والعاملين الذين تأثر عملهم بحظر الجمعة.
لذا، يؤكد جربيع أن "إلغاء حظر يوم الجمعة" سيؤثر إيجاباً في زيادة اللحمة والعلاقات الاجتماعية، والتخلص من الشعور بالخوف والتوتر فيما اضطر أحدهم للخروج يوم الجمعة لأمر طارئ، كما أنه سيرمم العلاقات على عدة مستويات، كون الحظر يعد "تعديا صارخا على خصوصية الأفراد والمجتمع".