الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - يتألَّم الحاج عواد العزازمة "أبو يوسف"، من تأخر المطر الذي يُنبت له الزَّرع ويُدِّر له الضَّرع، لكنه لا يقنط من رحمة الله، وقد أنهى 32 عاما في بيت من الشَّعر، ولم يغادره منذ ثمانينات القرن الماضي، وكوَّن أسرة بدوية ممتدة وصلت إلى 24 فردا.
على ربوة في أحد جبال منطقة صياغة التَّابعة لمحافظة مأدبا، يعيش أبو يوسف وأبناؤه حياة بدوية زاد من صعوبتها أكثر من 22 يوما، هبَّت بها رياح الشَّرق الباردة الجافة، والتي قتلت ما بذره وزرعه في أرضه التي استأجرها بنحو 400 دينار، بسبب عدم نزول المطر، والذي كان يتوقعه مثل كل عام مع بداية شهر تشرين الثَّاني.
وكالة الأنباء الأردنية (بِترا)، زارت "أبو يوسف" في بيته الذي يعيد للأذهان حياة البدو القديمة، ثم رافقته برحلة مع ماشيته في أودية وجبال صياغة "القاشمة" بمعنى اليابسة كما يقول من قِلة العشب الذي لم ينزل عليه المطر، وقد بدت التوقعات أنَّ المطر سيبدأ بالنزول مع انتصاف شهر كانون الثَّاني من العام 2021.
يقول أبو يوسف إنَّه يعيش في هذا المنزل منذ عام 1980، وتزوج وزوَّج اثنين من أبنائه، ويملك ماشية له ينتفع منها 24 فردا هي أسرته، ولكنها معيشة الكفاف اليباب، وأنَّ امتلاك بيت له ولأبنائه أمنية رافقته طيلة ثلاثة عقود ماضية لكنه كما يقول "الطَّايح رايح".
وتظهر حياة أبو يوسف الشَّقاء بقمته وعائلته تنقل الماء على الدَّواب من مسافة تزيد على كيلومترين كاملين في منطقة شديدة الوعورة ورسمت الماشية دروبا صغيرة في الجبال، وهي مخصصة للغسيل، بينما يشتري شهريا الماء بـ 60 دينارا عبر ناقلات الماء التي تكلف نقلته الواحدة 30 دينارا تكفيهم لاسبوعين كاملين.
ويضيف أنَّ لديه 6 أبناء يدرسون في مدارس حكومية تابعة لمنطقة الرَّامة في الاغوار، وينقلهم يوميا الى المدرسة قبل اغلاقها منتصف شهر اذار من العام الماضي 2020، ويقطع بهم مسافة تصل الى 10 كيلومترات يوميا حتى وصولهم الى المدرسة.
ويؤكد أنَّه ومنذ انقطاعهم عن الدراسة لم يتعلموا شيئا لان خدمة الانترنت غير متوفرة في البيت البدوي القديم، وهناك أولويات كتلبية احتياجاتهم الحياتية الاساسية كالطعام والشراب والملبس.
ويشير إلى موت كل ما زرعه لماشيته بسبب تأخر المطر لكنه لا يقنط من رحمة الله، ويتمنى أن تأتي رحمات الله في الأيام المقبلة، فحياته تعتمد على المطر كل عام.
ولفت إلى أنَّ برد منطقة صياغة شديد وعنيف وجاف وصعب، وقد سيطرت خلال 22 يوما الماضية رياح الشرَّق الباردة جدا، وهذا فاقم معاناته كمزارع وراع لماشيته في أودية وجبال صياغة المطلة على البحر الميت.
وأكد ان لدية طفلة مصابة بمتلازمة داون وتحتاج للعناية والرعاية الدَّائمة، وهذا صعب عليه جدا، ويجد صعوبة في مراجعة مستشفيات عمان متمنيا أن يكون هناك اهتمام من المعنيين بها وتوفير الرعاية الكريمة لها.
وقال إنَّ القوات المسلحة – الجيش العربي خلال فترة الحظر الشَّامل وظروف فيروس كورونا، وصلت إليهم وقدَّمت لهم ما يحتاجون من معونات لحين رحيل الجائحة التي سيطرت على العالم والأردن.
يوسف الإبن الأكبر للحاج عواد، يبلغ من العمر 29 عاما تزوج وسكن في خيمة بجوار والده، يحلم بان يحصل على وظيفة ثابتة تمنحه دخلا يُعين به والده وعائلته، وينفق على طفلتيه، راغبا ان يكون مستقبلهن في ظروف أفضل.
وأكد أن منزلهم ومنزل والدهم يخلو من كافة متطلبات الحياة العصرية ومقومات التكنولوجيا التي تجعلهم يدرسون عن بعد، مشيرا الى انهم يلجأون إلى الراديو للحصول على الأخبار ومعرفة احوال العالم.
وبين أنَّه يقبل بأي وظيفة وراتب ثابت يمنحه أمانا في حياته، ويساعده في المستقبل على بناء البيت، فما زال في بداية العمر الذي يمكنه من التطور والتحسين.
المهندس الزراعي محمد الخطايبة والذي يملك مزرعة خاصة في منطقة الأزرق شرق محافظة الزرقاء، قال لـ(بترا)، إنَّ الموسم المطري متغير منذ أربع سنوات ولم يتعامل مع هذا التغير الكثير من المزارعين، خاصة في تأخير مزروعاتهم.
وأضاف أن هناك تغيرا مناخيا واضحا وملفتا، فلم يعد هناك أمطار جيدة في شهر كانون الأول وتشرين الأول والثاني، وحتى رواية أيلول ذنبه مبلول، لم تعد تسعف الكثير من المزارعين .
وأكد أن هناك تفاوت في درجات الحرارة بين الليل والنهار في الأيام الماضية والتي أثرت بشكل كبير على المزروعات، بل وتسببت بقتلها في عدة مناطق في الأردن.
ويشير الخطايبة إلى ضرورة اتباع الإرشادات الخاصة بالزراعات على مختلف أنواعها حتى لا يتسبب زراعتها في وقت غير مناسب بموتها وخسارة قيمتها المادية.
مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطَّاب قال لـ (بترا)، إنَّ أربعينية الشِّتاء تشكل 30 بالمئة من الموسم المطري في كل عام، وهذا العام هناك انحباس مطري ومن الطبيعي أن يؤثر على المزارعين وبعض الزراعات.
وبين أن الفعاليات الجوية بدأت بليلة الخميس على الجمعة، ومن المتوقع أن تكون هناك فعاليات جوية تسهم بهطول كميات من الأمطار وتُسعف الموسم المطري بإذن الله.
وبين أن ظاهرة انحباس المطر خلال أربعينية الشتاء الحالي لا تعتبر غير مسبوقة حيث تشير المعلومات والدراسات المناخية في مديرية المناخ في ادارة الأرصاد الجوية وخلال 97 موسما مطريا سابقا بأن جودة الموسم المطري تختلف من موسم الى موسم وليس بالضرورة ان تعتمد جودة الموسم المطري على كميات الأمطار التي قد تهطل خلال المربعانية.
وأضاف أن هنالك مواسم كثيرة لم تشهد المربعانية فيها هطولات مطرية جيدة وكانت المجاميع المطرية النهائية للموسم جيدة، وأن السجلات المناخية التاريخية في مديرية المناخ / ادارة الأرصاد الجوية تشير الى أن موسم 1994/1995 شهد أقل مجموع مطري خلال فترة المربعانية في معظم مناطق المملكة وبالرغم من ذلك فقد حقق المجموع المطري لموسم 1994/1995 نسباً أعلى من معدلها الموسمي العام بلغت 102بالمئة في المناطق الشمالية، و110 بالمئة في المناطق الوسطى، و 152بالمئة في المناطق الشرقية، و125بالمئة في المناطق الجنوبية إلى 256 بالمئة في الأغوار الجنوبية.