الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - سجلت الوفيات الناتجة عن حالات الانتحار العام الماضي في المملكة، ارتفاعا لتصل الى 152 حالة، أي بفارق 33 حالة انتحار عن العام 2019، الذي وصل فيه عدد حالات الانتحار الى 119.
ووفقا ليومية الغد، وبحسب احصائيات رسمية، فإن العام الماضي سجل أعلى معدلات انتحار في الاردن منذ خمسة اعوام، فيما يرجع علماء الاجتماع والنفس، ارتفاع معدلات الانتحار الى عوامل اقتصادية واجتماعية وأخرى نفسية مرتبطة بجائحة كورونا.
وكان العام 2018 شهد تسجيل 142 حالة انتحار، وفي 2017 تم تسجيل 130 حالة، وتم تسجيل 120 حالة في العام 2016 اما في العام 2015، فتم تسجيل 113.
وتتعدد دوافع الانتحار وتختلف من شخص الى آخر، لكن ابرز الدوافع العامة هي التفكك الاسري والاحباط والفشل والفقر والبطالة والاضطرابات والأمراض النفسية وتعاطي المخدرات.
كما تختلف طرق الانتحار من شخص الى اخر ايضا، فهناك من يلجأ الى شنق نفسه، وهناك من يقوم بحرق نفسه، فيما هناك من يتناول كميات كبيرة من الادوية، او يتناول مواد سامة مثل المبيد الحشري، ومنهم من يقفز من مرتفع، فيما يلجأ البعض لأساليب اخرى، بحسب خبراء. عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعه مؤتة واستاذ علم الاجتماع والجريمة، حسين محادين، أكد أن إقدام الشخص على الانتحار مع ادراكه لهذا الفعل، هي قضية خطيره جداً.
ووفق محادين، فإن “أحد أسباب تزايد حالات الانتحار، يعود إلى تدوالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وترسيخ تقبل فكرة الانتحار وكأنه خبر عادي ومقبول في المجتمع، في حين ان الدين يحرمه في جميع الكتب السماوية”.
وقال، “تقسم حالات الانتحار علميا الى ذاتية، وأخرى تتعلق بالبيئة المحيطة”، مشيرا الى “ان هناك اسرا تبنى دون توفر الحد الادنى للنضج او اسباب الحياة لابنائها”.
اما دكتور علم الاجتماع، موسى العمري، فيقول، إن “تزايد حالات الانتحار في الفترة الأخيرة في الأردن وبعد البحث والتقصي، تبين ان الأردن من ضمن الدول الأقل في حدوث حالات انتحار على مستوى العالم”.
وأشار العمري إلى ان “الانتحار ظاهرة تؤرق المجتمع الأردني، وقد يبدو للمنتحر وكأنه لا توجد وسيلة لحل مشكلاته، وأن هذا الانتحار هو طريقته الوحيدة لإنهاء الألم”.
كما اشار إلى ان “الذين يصلون الى مرحلة الانتحار، يفتقدون في الاغلب الدعم الاجتماعي والاسري ويعانون من ضعف الخصائص الشخصية مثل القدرة على التعامل الايجابي مع الضغوط وادارتها والقدرة على حل المشكلات”.
ودعا العمري إلى أن “يكون هناك تعاون بين الجهات التي تتعامل مع موضوع الانتحار، وان تكون هناك استراتيجية واضحة لمعالجة هذه الظاهرة قبل ان تتنامى،
ووضع برامج ثقافية واعلامية واجتماعية ونفسية تنفر من الانتحار وانشاء مركز لمعالجة محاولي الانتحار”.
من جهته، يرجع استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية، الدكتور حسين الخزاعي، حالات الانتحار إلى الفجوة بين الأهل وأبنائهم وعدم رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، وتأجيل حل مشكلاتهم حتى تتفاقم وغياب التفاهم والتروي والحكمة، مبينا أن هذا السبب يشكل ما نسبته 47 % من أسباب الانتحار.
وبين الخزاعي، ان 50 % من حالات الانتحار، تعود لاسباب نفسية تتعلق بالفشل والاحباط وأخرى عائلية وعاطفية.
وارجع ارتفاع معدلات الانتحار، الى العوامل الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن جائحة كورونا، مؤكدا أن لها ارتباط وثيق بتعاطم هذه الحالات.
وشدد الخزاعي على أن العوامل الاقتصادية التي يواجهها الفرد في المجتمع، تعد من أهم اسباب ارتكاب الجرائم والايذاء في الاردن، وخاصة ايذاء النفس، معللا ذلك بأن 69 % من الجرائم بالاردن هي مرتبطة بالجانب الاقتصادي والمعيشي.
وحول كيفية الحد من هذه الحوادث، طالب الخزاعي بأن تكون هناك جهود متكاتفة لمعالجة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل وتوسيع مظلة التأمين الصحي للمرضى النفسيين خاصة في ظل ارتفاع كلفة علاج المرض النفسي للسيطرة على الأمراض النفسية والتي تؤدي مع عوامل اخرى الى ازدياد حالات الانتحار.
وأشار الخزاعي إلى أن الفئات العمرية ما بين 18-27 هي الأكثر انتحاراً، ولدى الذكور بنسبة أعلى، أما بالنسبة للإناث فهي الأكثر في حالات محاولة الانتحار.
ولفت إلى أن الاقبال على الانتحار لتلك الفئة العمرية، امر لا يستهان به على الإطلاق، ويجب بذل كافة الجهود للعمل على الحد منها.