الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
أحمد الملكاوي - خمس أيام سبقت تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، شهدت تحركات شرق أوسطية ، بين زعماء الدول، فزار الملك عبد الله الثاني بن الحسين الإمارات لساعات قليلة، تلتها زيارة الرئيس المصري إلى عمان وقد بات ليلته تلك في أراضي المملكة، أمّا عن الشأن الفلسطيني فقد تمثل بإقرار انتخابات فلسطينية واحدة رحبت بها حماس.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، الّا أنّ مدراء جهازي المخابرات في الأردن ومصر، زارا رام الله قبل ثلاثة أيام، للتسع حولها دائرة الحركة التي وصفها بعض المحللين بالطبيعية، وبعضهم الآخر بالغرابة .
مساء الأربعاء، نصبّ بايدن رئيساً للولايات المتحدة خلفاً لترامب الذي وافق على خطط "إسرائيلية" تقتل حساب القضية الفلسطينية، فوافق على ضم الجولان، وأعلن ما سمي بصفقة القرن، التي لقيت الفشل وفق التحليلات، خاصة وانّ رجل البيت الأبيض الجديد لا يؤيد ما عرضه سابقه.
ذلك يأتي في ما يسمى الفرصة الذهبية لاقتناص حل الدولتين وتطبيقه وإقرار السلام الكامل في المنطقة وفض كافة النزاعات مع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
في هذا السياق يرى رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، أنّ العالم العربي يشهد ظواهر جديدة وهي الاعتراف بإسرائيل ووجودها في المنطقة والحديث عنها كدولة مستقلة كما هو ذكر دولة فلسطين.
ويقول المصري لـ"أحداث اليوم" إنّ الفرق التي تسعى إلى حل القضية الفلسطينية ينبغي عليها"لملمة" التشاحنات بين الدول العربية وإنهائها باتفاق وتحركات سياسية بين الزعماء العرب خلال الأيام الحالية.
ويبين أنّ "إسرائيل" ما زالت تحتفظ بأطماعها لتعطيل التحركات الأردنية والعربية في سبيل حل الدولتين، خاصة وأنّ الأردن ساهم في وقف الخطط "الإسرائيلية" عن حدها والعودة إلى حل الدولتين.
ويشير المصري إلى أنّ الأردن يحاول أيضاً الدفاع عن نفسه من خلال وضع دولة فلسطينية مستقلة على حدوده.
ويوضح أنّ توحيد الموقف الفلسطيني هو سبيل واضح لتسهيل حل الدولتين، خاصة وأنّ بعض دول العالم تبتعد عن حل الصراع بسبب الانقسام الفلسيطيني الذي بات ينجلي مع إقرار الانتخابات.
ويقول المحلل السياسي، عريب الرنتاوي إنّ كافة التحركات السياسية بين الزعماء العرب منذ شهر وحتى يومنا هذا مع إقرار إجراء الانتخابات الفلسطينية والمصالحة الخليجية وتنقل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بين الأردن وغيرها ، يمثل بحث العرب عن الفرصة الأخيرة لحل الدولتين مع ترأس جو بايدن رجل الحزب الديموقراطي الولايات المتحدة الامريكية.
ويبين الرنتاوي لـ"أحداث اليوم" أنّ الزعماء العرب يبحثون عن اتفاق مشترك يجمعهم مع الرئيس الأمريكي بايدن الذي يؤيد هذا الحل، بعد فشل مقترح الرئيس السابق دونالد ترامب وما سمي بصفقة القرن، لاقتناص فرصة السلام وإنهاء الصراع.
ويرى أن هذه الزيارات والقمم سيعقبها زيارات لواشنطن للقاء الرئيس الجديد جو بايدن مرجحاً أنّ يبدأ الملك عبد الله الثاني بذلك وقريباً لأهمية القضية الفلسطينية لدى الأردن دولة وشعبا، وإصرارها منذ أزل الصراع على حل الدولتين.
ويوضح الرنتاوي أنّ اللقاء الوزاري الأردني السعودي في الرياض المتمثل باجتماع وزراء الخارجية، يأتي لإدماج المملكة العربية السعودية لإيجاد حل الدولة وإنهاء القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، خاصة مع الثقل الذي تحققه اقتصادياً وسياسياً في المنطقة.
ويبين أنّ الاتحاد الأوروبي يصر على حل الدولتين، بعد فشل خطة ترامب، وإدارة بايدن التي ستخذ مرجعية سياسية ربما تجذب الأطراف مجددا إلى الولايات المتحدة.
وعن الانتخابات الفلسطينية يشير إلى أنّها جزء من عملية التحضير لأنّ التعامل الأوروبي والأمريكي مع السلطة يوجب عليه تجديد الشرعية وإجراء الانتخابات، بعد انقسامات عطلت حل الدولتين وأتاحت لـ"إسرائيل" فرص التمدد والقوة وفرض خطط الضم .
من جهته يؤكد الخبير السياسي، نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني، أنّ كل ما يشهده العالم، يمثل تكيف المنطقة مع حالة تهدئة بعد سنين طويلة من الصراع.
ويقول العناني لـ"أحداث اليوم" إنّ خطة الرئيس جو بايدن ستكون كبيرة للغاية، مع عدم التركيز على مزيد من الصراعات في العالم العربي والشرق الأوسط، فضلاً عن ضرورة الوصول إلى حلول تهدئة تثني الحكومة الإسرائيلية عن أفكار وخطط الضم في الضفة الغربية التي أيدها دونالد ترامب.
ويبين أنّ الكونغرس شهد تصريحات واضحة من قبل الديموقراطيين بأنّ الإدارة الجديدة ترغب بحل الدولتين على ما قدمه الرئيس السابق ترامب العام الماضي.
ويضيف العناني أنّ العلاقات الوطيدة بين الأردن وأوروبا والولايات المتحدة، ستمثل أهم الأدوار في حل الدولتين، فضلاً عن المستقبل الجديد الذي يسعى إليه بوجود دولة فلسطينية مستقلة تحتضن مشاريع اقتصادية كثيرة تنعشها.
ويشير إلى أنّ حل الدولتين ينتظر حدثين مهمين، يتمثلان بالانتخابات الإسرائيلية، والانتخابات الفلسطينية لتبدأ الإدارة الأمريكية بالعمل الفعلية لذلك، بعد الانتهاء من جائحة كورونا.
أمّا عن العهود والحدود والاتفاقات يتوقع العناني، أنّ تأخذ وقتاً كبيراً على أنّ يتم الاتفاق الكامل على الدولتين في عهد جو بايدن خلال الأربع أعوام القادمة.
وشهدت الأرض العربية تحركات سياسية خلال الأسبوع الأخير لوحظ فيها الحديث عن القضية الفلسطينية بين مختلف الدول والقادة وممثليهم من الوزراء.
كما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة بمشاركة مختلف الأطراف، منها حركة حماس التي رحبت بالفكرة والقرار، ووافق على خوض الانتخابات أو سمي بالمصالحة الفلسطينية.
قبل هذا بأسابيع، خرجت قمة العلا من المملكة العربية السعودية، بمصالحة خليجية مع دول قطر، عادت معها الحياة التجارية والدبلوماسية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، بعد استقبال ولي العهد محمد بن سلمان للأمير تميم بالأحضان والقبلات.