الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    لقاح كورونا في الأردن .. بين التصريحات المتضاربة وخوف المواطنين
    ارشيفية

    أحداث اليوم -

    أثارت العديد من التصريحات الرسمية المتضاربة خلال اليومين الماضيين حول عزوف وتردد الأردنيين بشأن تلقي لقاح كورونا جدلا واسعا، خصوصا في ظل الإشاعات الموجودة أصلا والمتزامنة مع حملة التطعيم، ما يؤثر على الإقبال لتلقي اللقاح والعودة خطوة الى الوراء.

    وفي الوقت الذي تسعى فيه جميع الدول لإقناع مواطنيها بأخذ لقاح كورونا، وتشجيعهم بكافة الطرق، رأى مواطنون ومراقبون في أحاديث وفقا ليومية الراي، ان هذه التصريحات المتضاربة قد تؤثر على نسبة الإقبال وتزيد من ترددهم، مطالبين الجهات المعنية بتوحيد خطابهم، علما ان أطباء متخصصين أكدوا ان إقبال المواطنين على تلقي اللقاح يسير بالمستوى المطلوب.

    وكان مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية الدكتور غازي شركس قد كشف في تصريحات صحفية عن ان التسجيل على منصة لقاح كورونا في الأردن لا يزال دون المستوى المطلوب، وان نسبة المتخلفين عن أخذ المطعوم الذين سجلوا في المنصة تراوح ما بين 30-35%، مرجعا ذلك لعدة عوامل منها التردد في أخذ اللقاح، وان الصحة تدرس سبب عزوف الأردنيين وترددهم في أخذ المطعوم.

    في حين نفى وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات وجود أي عزوف من قبل المواطنين عن تلقي لقاح كورونا، مؤكدا ان الخطة التي وضعتها الوزارة تسير وفقا لما هو متوقع، حيث تقوم الصحة بارسال رسائل نصية للمواطنين المسجلين على المنصة، ويتم تحديد المراكز لهم والوقت ويتم التعامل معهم في المراكز حال وصولهم.

    المواطنة ريم البشير قالت انها لن تأخذ لقاح كورونا حاليا لعدة أسباب، منها ان تصريحات الجهات المتابعة لملف كورونا غير واضحة وبنفس الوقت متضاربة، ما زاد تخوفها وترددها، مشيرة الى انها ستنتظر ان يأخذ المطعوم عدد لا بأس به من المواطنين، ومن ثم تأخذه.

    أما الشاب باسل عارف فقد أكد انه سجل اسم والدته في المنصة الخاصة بلقاح كورونا، وبالفعل تم تحديد موعد لذلك، وفي اليوم المخصص لها للتطعيم رفضت الذهاب على الرغم من قرب المركز وتيسر الأمور، بسبب خوفها واستشارتها للعديد من الناس الذين افتوا بالموضوع كأنهم خبراء وأطباء، مناديا الجهات المعنية بتكثيف التوعية وتجديد تصريحاتهم بما يتلاءم مع المرحلة الحالية وتوحيدها، حتى يغير المواطنون اراءهم ويقبلوا على اخذ المطعوم.

    مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض السريرية الدكتور ضرار بلعاوي قال انه علميا وحسب منحنى تقبل الأدوية واللقاحات العالمي، فإن نسبة إقبال المواطنين في المملكة يسير بالمستوى المطلوب، حيث يعكس المنحنى تقبل أي دواء او لقاح له وبخاصة عندما يكون جديدا.

    وأضاف ان المنحنى يقسم الأشخاص الى مبادرين ونسبتهم بالعادة 2,5 %، والمتقبلون الأوائل المبكرون وهم 13,5%، ثم فئتي الأغلبية المبكرة والمتأخرة وكلتاهما بنسبة 34%، وأخيرا الفئة الأخيرة المشككة بأي شيء وتحمل نظرية المؤامرة وتشكل 16%.

    وبين انه في الأردن يوجد حوالي 3 ملايين شخص لا ينطبق عليهم شروط اللقاح لأن 35% منهم أقل من 16 عاما، وحوالي 3 ملايين شخص أصيبوا مسبقا بالفيروس، فيبقى تقريبا 4 ملايين شخص يجب أن يتلقوا اللقاح، وحسب المسجلين في المنصة فإن هناك 300 ألف سجلوا لتلقي اللقاح، وأخذ 50% منهم اللقاح هو رقم مقبول وطبيعي وهم من ضمن فئتي المبادرين والمتقبلين الأوائل المبكرين، لافتا الى ان المنحنى يختلف من بلد لاخر. ورداً على السؤال عن تضارب التصريحات الأخيرة، أكد بلعاوي ان ذلك قد يؤثر على إقبال المواطنين لتلقي اللقاح ويعيدنا خطوة للوراء،?خصوصا ان الجائحة واللقاحات تخللها إشاعات كثيرة جعلت الناس تتردد وتتخوف بصورة أكبر، ناهيك عن سلوكيات شعبية تشكك بكل ما هو جديد وصادر عن الحكومة، إذ توجد فجوة ما بين المواطن والجهات الرسمية، لافتا الى ان ذلك سيزول مع مشاهدة الناس عمليا ان اللقاح آمن. ولفت الى ان هناك توجها بالتشارك مع وزارة الصحة لعمل تجارب سريرية ودراسات لأخذ عينات عشوائية ممثلة من جميع محافظات المملكة لفحص الأجسام المضادة للذين تلقوا الجرعة الثانية من لقاح كورونا بشكل كمي من خلال جهاز متخصص، وذلك بعد اسبوعين او ثلاثة اسابيع من أخذهم المطعو?، وذلك لمعرفة فعالية عمل اللقاحات، وتكوينها للاستجابة المناعية للمواطنين والاستمرار بها.

    ودعا بلعاوي الى تكثيف التوعية باللقاحات ودحض الشائعات وتوحيد التصريحات، حيث تشهد مواقع التواصل الاجتماعي بصورة يومية كماً هائلاً من الأخبار الكاذبة والإشاعات التي قد تؤثر على إقبال المواطنين على اللقاح، بالإضافة لزيادة المراكز الصحية المخصصة لإعطاء اللقاح في جميع المناطق ورفع قدرة التطعيم اليومية، ضمن استراتيجية قادمة.

    أما الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني فبين ان من اسباب تردد المواطنين على أخذ اللقاح هو التشكيك اصلا بفعالية اللقاحات ومأمونيتها نتيجة الظروف المحيطة بعملية تصنيعها والسرعة بإنتاجها، حيث لم يتم إقناعهم بأن التطور العلمي والتكنولوجي اختصر هذه الفترة، ناهيك عن التضارب بالتصريحات لبعض المسؤولين، ما ولد الشعور بعدم الثقة باللقاحات، عدا عن التخبط ببعض الاجراءات الحكومية.

    واقترح المعاني وضع خطة إعلامية جديدة يشرف عليها أشخاص متمرسين في التواصل الإعلامي، لإيصال المعلومة للمواطن بطريقة سلسة وسهلة، وايضا القيام بفحص الأجسام المضادة للمواطنين للتأكد من اصابتهم بالفيروس سابقا لمعرفة المناعة الطبيعية للمجتمع، وزيادة أعداد مراكز التطعيم بكل محافظات المملكة، وإفساح المجال للقطاع الخاص للتطعيم من خلال الصيدليات والمستشفيات الخاصة دون مقابل من خلال حملة وطنية مستقبلية شاملة.





    [27-01-2021 07:46 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع