الرئيسية مقالات واراء
يثير فيلم « طلق صناعي « للمخرج خالد دياب في أول عمل له عددا من الأسئلة حول الآمال التي يعقدها الهاربون من واقعهم المعيشي صوب « أرض الأحلام « أمريكا.
ورغم كثرة الأعمال التي تناولت « فكرة « الهجرة إلى أمريكا ، حيث المال والحرية ، الاّ أن حورية فرغلي وماجد الكدواني ومعهما : مصطفى خاطر وبيومي فؤاد والنجم التونسي نجيب بالحسن ادى دور السفير الامريكي وسيد رجب وعبد الرحمن ابو زهرة وباقي ابطال الفيلم ، خوّلوا الشريط السينمائي إلى مُتعة رغم عذاب « الترقّب « للسيدة التي تقدم وزوجها طلباً للهجرة إلى أمريكا من أجل العيش والأهم حصول( التوأم ) على الجنسية الأمريكية بعد ولادتهما هناك.
الحدث هو النجم.. رغم أداء ماجد الكدواني المتنوع بين الطرافة والخوف والجدّيا واحيانا الرّعب.
الجرأة في طرح المقارنة بين تصرفات الأمن المصري « المتشدّد « وهدوء « السفير الأمريكي « الذي يريد إيصال « رسالة « بأن أمريكا راقية وحضارية ولا تستعجل القتل حتى لو كان ذلك في مبنى سفارتها بالقاهرة.
تدور قصة « طلق صناعي « الذي أُنتج عام 2018 واستحوذ على اهتمام النقّاد في المهرجانات العالمية ، « حول زوجين يسعيان للحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا، فترفض السفارة إعطاءهم التأشيرة فيقرر ماجد الكدواني أن تأخذ زوجته حبوب لتسريع عملية الولادة لتلد في السفارة، وليحصل ابنه على الجنسية الأمريكية «.
ويجمع الفيلم بين النقد السياسي والكوميديا، و يقدّم لوحة فنية وسط تسارع للأحداث، مبنية « على نص متين وأداء تمثيلي عال، تحمل المُشاهد على المتابعة بإمعان حتى النهاية» .
ويقدم الفيلم عدة نماذج من الراغبين بالهجرة..
وللأسف منهم مَن يلجأ لتقديم معلومات غير حقيقية عند تعبئة أوراق طلب الهجرة.. ف الطبيب ليس طبيبا بالواقع والشاب المسيحي .. ليس كذلك تفضحه ثقافته الدينية حين يلهج بدعاء المسلمين وهناك أيضا « المثليين « وغيرهم...
وتمكن المخرج خالد دياب مع شقيقه محمد وشقيقته شيرين من خلق حبكة الفيلم الذي رغم وقوع أحداثه وتصويره بمكان واحد هو مبنى السفارة ، الاّ ان المُشاهِد لم يشعر بالملل.، وظل متعاطفاً مع بطلة الفيلم التي أدتها ببراعة الفنانة حورية فرغلي دون اللجوء إلى المكياج لتجسيد التعب والألم الحقيقي لسيدة على وشك الولادة.
براعة وأداء الفنان ماجد الكدواني جعلت المتابعين للفيلم يتعاطفون معه في قضية وان بدت خاصة ، الاّ أنها « حق « مثل باقي عباد الله في الميلاد والعمل بالأرض الامريكية.
حتى عندما هدد بنسف السفارة وقتل من فيها ، كانت ملامحه تحصد تعاطف المشاهدين ..
لمساعدة زوجته للولادة على أرض السفارة وهي « في العرف الدبلوماسي « تعتبر أرضا أمريكية.
وينتهي الفيلم بولادة طفلين ، أحدهما ( المحظوظ ) داخل مبنى السفارة وبالتالي يحصل على الجنسية الأمريكية بينما الآخر، يولد خارج السفارة ..وهنا المفارقة .
واي مُفارَفة..!!