الرئيسية تقارير
أحداث اليوم -
أحمد الملكاوي - مرّ عام على تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الأردن، بقيت في العزل قرابة أسبوعين حتى خرجت يوم الجمعة، بعدها بيوم أعلن وزير الصحة السابق سعد جابر تسجيل حالات إصابة جدية بالفيروس جراء حفل زفاف قبل الإجراءات الحكومية .
اليوم وبعد عام من بدء الجائحة، لم ينته الأسبوعان اللذان وعد بهما جابر، ويستمر وزير الصحة الجديد نذير عبيدات بالحديث عن خطورة الجائحة ومحاولة تأمين اللقاحات خاصة مع ظهور تحورات وتطورات للوباء زادت حدة الإصابات عن 400 ألف إصابة خلال عام.
يقول مساعد مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور منذر حوارات إن عدد الإصابات في الأردن قد يكون بين الأكثر من الوطن العربي، خاصة وأنّ مقولة ضبطنا الوباء في بداياته، فإنها ليست صحيحة لأنّ الحكومة اتخذت قرارات ليست في وقتها وقد أرهقت المواطن والاقتصاد.
ويبين الحوارات لـ"احداث اليوم" إنّ نسب الإصابات والوفيات في الأردن، تعتبر أعلى من غيرها من الدول المحيطة ذلك لأن الأردن يهتم كثيراً للشفافية بأرقام الإصابات، ذلك لأنّ الرقم الفعلي في الدول المجاورة أكبر من المعلن بشكل يومي، فضلاً عن أنّ الأردن يتحرى الوباء بآلية تحتسب المصاب وإن لم يكن بحاجة العلاج في المستشفيات.
ويشير إلى أنّ المنطقي هو تسجيل عدد إصابات شبيهة ببعضها البعض ذلك لأنّ الفضاء في الشرق الاوسط واحد وغالباً ما تتشابه الإصابات بالفيروس بين الدول المجاورة.
أما عن فشل الأردن بتجاوز الجائحة، يعزو الحوارات تتمثل بأسباب إنكار الحالة الوبائية، شعبياً كان أو حكومياً، وكذلك فلم تكن الرقابة على أمور السلامة العامة والأساليب الوقائية كما هو الواجب.
وحول اللقحات يؤكد الحوارات أنّ دولاً عدة بدأت بالتعاقد مع الشركات الصانعة للقاحات بعد الساعات الأولى لأبحاثها في وقت ظلت الحكومة السابقة تنتظر النتائج النهائية للمطاعي واللقاحات، وبناءً عليه لم يتبق للأردن ما يكفي من اللقاحات.
ويتابع أنّ العامين المقبلين يتوقع أن ينتج 12 مليار جرعة لقاح، حجزت الدول الغربية منها 9 مليار، ما سيؤخر الموقف الأردني والدول التي تأخرت بالتوقيع على اتفافيات اللقاح وعليه فإنّ الجائحة قد تطول بهذه البلدان.
ومثالاً على ذلك، فقد وقعت دولة الاحتلال الاسرائيلي، سبقت كثيراً من دول العالم للحصول على لقاحات كورونا من خلال التوقيع على الاتفاقيات بأول يوم لأبحاث اللقاح.
كما ينتقد سياسية إعطاء اللقاح المتبعة في الأردن حيث يذهب المواطنون إلى اللقاح في وقت تقوم الدول المتقدمة بالوصول إلى محتاجيه دون منصات، خاصة وأنّ الفئة الأولى المستهدفة تمثل كبار السن غير القادرين على الاستمرار في التنقل.
ويقترح بتوفير اللقاحات ووسائل إعطاؤه باستغلال المراكز الصحية في القرى والمناطق النائية واستخدام كرافانات تصل إلى المسنين والمواطنين المحتاجين له.
وعن الالتزام الاجتماعي والأزمة الاقتصادية يبين أنّ التطور في الحالة الوبائية يشعر مستخدميه بالملل فبدايات الجائحة كان الالتزام عال جداً ويوماً بعد يوماً شعر الناس بالإرهاق من ذلك.
ووفق الحوارات جاء الوقت لاستخدام كل الطاقات لمحاربة الفيروس بالتوعية والحصول على لقاحات كافية بعيدا عن التعقيدات اللوجستية والخطاب الأعلى من المواطن.
من جهته يقول مدير مركزي مكافحة الأوبئة فراس الهواري، أنّ الجائحة ما زالت تصيب العالم كاملاً ولم تنجح أي من الدول التخلص منه بسبب تطورات الفيروس نفسه آخرها الطفرة البرازيلية.
ويقول الهواري لـ"أحداث اليوم" إنّ الطفرات الجديدة، ما زالت تفتك بالعالم إضافة إلى وصولها إلى المملكة، والتي تتميز عن سابقتها بإبطال مناعة الفيروس الذي ظهر بدايات العام الماضي ولا تفرق بين المصاب سابقاً وغير المصاب، وأكبر دليل على ذلك هو الإصابة مجدداً بين بعض المتعافين مؤخراً مع شدة الأعراض.
ويبين أنّ الوضع الحالي يتطلب قضيتين هامتين، هي عدم إنكار الفيروس أو إنكار قوته، والحصول على المطاعيم ومحاولات الحكومة في الوصول إليها مشيراً إلى أنّ بعض الدول المصنعة لهذه المطاعيم خصصت الجزء الأكبر لشعوبها ولم تترك للدول الصغير بأعداد السكان جزءاً كافياً منها.
ويشير إلى أنّ بعض الدول المجاورة رغم حصولها على المطاعيم إلاّ أنّ الطفرات الجديدة تفشت فيها وجعلت الأوضاع صعبة وعادت إلى الإجراءات الشديدة بالإغلاق العام في بعض الأوقات.
ويتابع أنّ دولاً كبرى مصنعة للقاح أيضاً ما زالت تشهد وجود الفيروس بقوة كألمانيا التي تعد إحدى المصنعين للقاح ورغم ذلك مددت إجراءات الإغلاقات ثلاث أسابيع إضافية.
وينوه الهواري، إلى أنّ ارتفاع الإصابات والموجة الجديدة كان أحد أسبابها تقصير المواطنين بالالتزام في الإجراءات وعادت نسب الفحوصات الإيجابية للاستقرار نتيجة عودة الإجراءات والإجبار على ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي مع تكثيف الرقابة وارتفاع عدد المخالفات في المؤسسات والمنشآت.
يأتي ذلك أيضاً مع تصريحات أستاذة المعلوماتية الجينية ريما حجو أن زيادة شهدها الأسبوع الماضي بتسجيل الإصابات عن الذي سبقه بنسبة 77%.
وأكدت في حديث لبرنامج الأردن هذا المساء الذي يبث عبر شاشة التلفزيون الأردني، “حين مراقبة الموجة الأولى يمكن قراءة أن التزايد لم يكن بهذه السرعة” مبينةً “إذا ما أستمر الوضع على ما هو، فسيعني أن القمة ستكون رقما عاليا”.
ولفتت إلى أن ثبت بالدليل العلمي أن هذه السلالة زادت معدل الوفيات في بريطانيا بنسبة 37% وإدخال الحالات الصعبة إلى المستشفيات بنسبة 65%، ما يؤكد أنها أكثر فتكاً.
وتابعت أن تكاثر الفيروس في جسم المرضى يزيد من الطفرات، مؤكدة على أن الفيروس ليس بالبساطة التي تخيلناها.