الرئيسية مقالات واراء
كان موعدنا قبل أيام أو قبل أشهر
قال لي انه « يعمل طوال النهار وسوف يرتّب لي لقاء في بيته «.
كنتُ قد هاتفته قبل عدة أسابيع وانا أراجع « مخطوطة كتاب سيرتي الصحفية « الجريدة والعقاب «.
سألني مازحاً : أكيد جبت سيرتي وما قصّرت فيّ «.
وضحكنا..
انتظرتُ ان يتحدث معي.. فثمة موعد معلّق منذ أشهر.
لكن الموعد تبدّد.. فقد جاءني الخبر / الصدمة أمس الأول بعد أن ارسلتُ مقالة « الأحد « للجريدة ولا أعلم أن هناك خسارة فادحة في الطريق اليّ.
« خبر سيّء .. مات د.نبيل الشريف «.
هكذا أخبرتني الزميلة جمانة من امريكا.
ولم أتمالك دموعي التي تدفقت بغزارة .. وكانّ الدمع جاء ليفجّر مجموعة الاوجاع والأحزان التي ضاق بها صدري في الأيام الأخيرة.
مات نبيل الشريف..
لم أُصدّق ... في البداية وعندما تاكّدت .. بكيت !
عشتُ في عهد رئاسته لتحرير « الدستور « فترتي الصحفية « الذهبيّة «.
« اوّل خبطة وسبق صحفي عملتها عندما اختارني للقاء «مبعدي حماس في مرج الزهور في جنوب لبنان «..
وبعدها ...
منحني « أول انذار « في حياتي .. وتوالت الإنذارات..
كنت « ازعل « لكنه كان يضحك .. لنرفزتي.
وكان يتبعها ب « سفريات « و « مكافآت «..
ارسلني الى « بريطانيا « والى « أمريكا ضمن برنامج الزائر الدولي « لمدة شهر..
وأعادني ل « الدستور « بعد أن تلقيت عرضا مُجزيا من جريدة « العرب اليوم « و « عدّل راتبي»... وبناء على رغبتي أنشأ « قسم التحقيقات الصحفية « وكان « يغدق علينا بالمكافآت «.
كنا نختلف .. بطبيعة الحال.
لكنه ومثل كل « اولاد وبنات ال الشريف « كان يتعامل معنا بمنتهى التهذيب والرُّقيّ والأدب والمهنية والتواضع.
كان صاحب فضل عليّ بصفة شخصية ..فقد اختارني للعمل في « الدستور « وعملتُ بمعيته في « الملحق الثقافي « خاصة عندما كان يعمل استاذا في جامعة اليرموك.. وكان ينتدبني للعمل « محررا ثقافيا « طيلة فترة غيابه .. مقابل « مكافاة «.
كان يتمتع بذهن وعقل « مفتوح « ويحرص على زملائه ولا ( يتعجرف )، ولا يتردد بتغيير رايه اذا ما اكتشف رايا اكثر صوابا.
وماذا ايضأً يا دكتور نبيل..
«جُعبتي « مليئة بالذكريات..
لاتنسَ يا دكتور..
كان بيننا « موعد « و « الكثير من الثرثرة «
كااان
الله يرحمك
ويرحمنا