أحداث اليوم -

أحمد بني هاني - دق حديث الملك عبدالله الثاني بعد حادثة مستشفى السلط ناقوس الخطر بشأن تردي عمل مؤسسات في القطاع العام والترهل الإداري الذي تغلغل في المؤسسات الدولة.

ورفض الملك خسارة أي شخص بسبب الإهمال والفساد في مؤسسات الدولة العامة والخاصة، والترهل الإداري واستغلال المناصب والواسطة والمحسوبية، ليؤكد أن ثقافة الأردنيين لم تكن هكذا أبدا وإنها ليست ثقافة وإنما مجرد ممارسات سلبية يجب القضاء عليها ومحاسبة المقصرين في أداء عملهم.

كما شدد الملك خلال حديثه في مجلس السياسات الوطني، على ضرورة ارتقاء المسؤولين في خدمة الأردنيين وأن دور المسؤولين تنظيم مؤسساتهم وليس الاستقالة من مناصبهم.

ويرى سياسيون أن الملك تحدث بشكل واضح وصريح وشديد عن واقع الخدمات في مؤسسات الدولة، وأن المطلوب تقديم خدمات حقيقية للمواطنين والارتقاء بمؤسساتهم وعملهم.

خدمة الأردنيين أولوية

وتؤكد ياسرة غوشة وزير دولة أسبق لتطوير القطاع المؤسسي أن الملك شدد على خدمة الأردنيين منذ توليه السلطات الدستورية، ولم يخلو أي كتاب تكليف للحكومات من الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالتطوير الإداري وتحسين الخدمات للمواطنين.

وتقول غوشة لـ"أحداث اليوم"، إن الملك شَخَصَ المشكلات التي يعاني منها المواطنين في مؤسسات الدولة، وأنه يجب القضاء على الممارسات السلبية مثل الواسطة والمحسوبية والتقصير في أداء العمل.

وتضيف أنه يجب تحديد مسؤوليات الموظفين في المؤسسات وعليه يتم محاسبة الموظف الذي لم يقم بأداء عمله بالشكل المطلوب بعدالة.

وتشير غوشة إلى تفعيل "المتسوق الخفي" في مؤسسات الدولة ودوره في الرقابة على أداء تلك المؤسسات والقضاء على مواطن الخلل فيها.

وتدعو إلى وضع برامج تنفيذية وخدد عمل لتحسين الخدمة الحكومية لمواطنين وخاصة أن القطاع العام الأردني من أفضل الأنظمة الإدارية في المنطقة وساعد في بناء الكثير منها في الدول المجاورة.

لهجة صارمة

من جهته يوضح الوزير الأسبق العين محمد المومني أن حديث الملك كان على درجة عالية من الأهمية والعمق وخاصة أنه جاء باللهجة الصارمة والحازمة بحق الفاسدين والمقصرين في أداء واجباتهم.

ويقول المومني لـ"أحداث اليوم"، إن الملك هو الأقرب لنبض المواطنين ويحس بمعاناة شعبه وهو ما دفعه للحديث بتلك القوة للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين.

ويبيّن أن جميع المسؤولين والموظفين صغارا أو كبارا وفي جميع مواقعهم معنيين بالتقاط رسالة الملك من أجل تحسين الأداء في مؤسسات الدولة وبما يليق في الأردن وشعبه.

ويتابع المومني أن حديث الملك مؤشر واضح على رؤية الملك في تطبيق الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي وتحقيق الإنجازات.

ويشدد على ضرورة تطبيق رسائل الملك بحذافيرها وخاصة التخلص من مظاهر الإهمال والمحسوبية والواسطة والترهل الإداري فهي لم تكن مقبولة يوما وليست ثقافة الأردنيين فثقافتهم هي الفخر والعز والرجولة والشرف والكرامة.

الملك يحمل مشاعر الأردنيين

بدوره يقول وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة إن الملك يدرك حجم الأسى والغضب لدى الأردنيين مما جرى في مستشفى السلط وغيره من الممارسات الخاطئة، وحديثه كان رسائل موجهة أولا للجهات المسؤولة ولكل مسؤول وأيضا رسائل للناس بأنه يحمل ذات مشاعرهم وأنه يقف ضد كل الممارسات الخاطئة ويتابع محاسبة كل متسبب بأذى لأي مواطن.

ويضيف المعايطة لـ"أحداث اليوم"، أن انتقاد الملك للممارسات الفاسدة والأخلاق الرديئة في إدارة أي مؤسسة رسالة لأصحاب القرار التنفيذي بالتوقف عنها، وأن يتم البحث عن كل صاحب كفاءة لأي موقع حتى يكون قادرا على أداء واجباته، وكذلك محاسبة كل مقصر عاجز عن خدمة المواطنين.

ولفت إلى أن الملك تتحدث عن الواجب الأساسي للمسؤول وهو العمل ورفع مستوى العمل في وزارته أو إدارته، فالهدف الأساسي هو العمل ومنع الأخطاء وليس المجيء بهم ليستقيلوا، فالخطوات الاستباقية أي العمل هي الأصل وليس ارتكاب الأخطاء والاستقالة.

وبشأن الوضع الوبائي وارتفاع عدد الإصابات خلال الفترة الماضية يشير المعايطة إلى أن الملك يدرك صعوبة المرحلة الوبائية وما صنعته من آثار اقتصادية، وهو يدرك المعاناة التي لحقت بالناس، لكن وجود المعاناة يفرض العمل لتخفيفها وتجاوز المحنة وهذا يحتاج للتفاؤل وأيضا للعمل.

ويتابع أن الملك لايبث آمالا بلا أسس بل هي آمال يدعمها العمل.

وأثارت حادثة مستشفى الحسين السلط الجديد، السبت الماضي، غضب الأردنيين بعد وفاة 9 أشخاص مصابين بفيروس كورونا المستجد بعد انقطاع الأكسجين عنهم في غرف العناية الحثيثة.

وتجاوز الأردن، الأربعاء، حاجز نصف مليون إصابة بفيروس كورونا منذ بدء الجائحة.

[17-03-2021 09:08 PM]