الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم -
ياسر الشطناوي - حتى أن كانت الحكومة في حزمتها التحفيزية والتشجيعية التي أقرتها اليوم قد حددت "حسابات الربح والخسارة" التي قد تتكبدها الخزينة في ميزان العجز العام ومقدار الإيرادات المتوقعة وأرقام المديونية وبيانات المالية العامة "فهي مغامرة كبيرة أقدم عليها الفريق الإقتصادي بلا شك.
لا نختلف على أهمية وضرورة إقرار هذه الحزمة، بعد أن زادت صعوبة الأوضاع الإقتصادية، وارتفع منسوب تعقيدها على المواطنين والتجار واصحاب المنشأت، وما لحق بالعباد من أزمات مالية خلال اكثر من عام، أجبر بعضهم على إغلاق او بيع محالهم بعد تراكم ديونهم وشيكاتهم، لكن ذلك كله لا يقل أهمية عن ضرورة مراعاة التوازن الإقتصادي "والبقاء على ضفة الأمان" في مسار العجز العام المقدر والإيرادات المتوقع أن تتأتي للخزينة نهاية العام الحالي.
منذ أن تم إقرار قانون الموازنة العامة وموازنة الوحدات الحكومية لعام 2021، قالتها الحكومة صراحة إن هذه أصعب موازنة في تاريخ الأردن، وانها موازنة تنطوي بشكلها العام على "التحفيز والتوسع وليس الإنكماس"، خلافاً لما حدث في 2020 بعد أن سجل الأردن انكماشاً يقدر ب 1.6%، وفقا لبيانات دائرة الاحصاءات العامة.
اليوم ومع إقرار هذه الحزمة "التي ربما تكون الأخيرة" تراهن الحكومة على أن "تنحل أزمة الفيروس اللعين" ولو جزئيا مع الصيف القادم، وتُضخ ما يصل الى 448 مليون دينار في السوق للدعم وللتحفيز في مختلف القطاعات، إلى جانب دعم المتضررين من الجائحة.
الوضع المالي صعب "ورياح تشتت الإقتصاد تهب علينا منذ أكثر من عام" مخاوف وقلق عند المواطنين من إشتداد الإزمة عليهم أكثر من ذلك، كما هو حال الحكومة التي تأثرت ارقامها "ليس فقط لباب الإيرادات فحسب بل وللنفقات أيضاً".
خلال أكثر من عام واجهت عدة قطاعات صعوبات كبيرة وبعضها اعلن الافلاس، خصوصاً قطاع السياحة، وقطاع تجارة الألبسة، والفنادق والمطاعم السياحية والمقاهي وصالات الأفراح.. كلها قطاعات أعنلت عن وصولها لحد الدمار "وسقطت من حسابات السوق كما تتساقط اوراق الخريف".
المطلوب اليوم وبعد ما تقدم أن تتكون لدى الحكومة "حصافة أكثر وتدبير أعلى وإدارة صحيحة وحسن تدبير"، وعلى ذات الصعيد يجب التعاون والالتزام من المواطنين بالتعليمات والإجراءات الصحية، "ومحاولة ضبط ايقاع الحياة بالسلوك الجديد" الذي فرضته أزمة كورونا علينا وعلى العالم، علنا نصل لصيف آمن كما قالت الحكومة وكما نطمح أن يحدث.