الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - أحمد ابو جعفر - طمأنت رسالة الملك عبدالله الثاني الأردنيين على مستقبل الأردن واستقراره بعد تأكيده فيها وأد الفتنة وتماسك الأسرة المالكة في وجه التحديات التي واجهتها المملكة الأردنية الهاشمية منذ نشوءها والمضي نحو المستقبل.
رسالة الملك جاءت لتضع حدا للأزمة التي كانت حديث الشارع الأردني في الأيام القليلة الماضية، وأن المملكة تمضي اليوم بثقة وثبات نحو مئوية الدولة الثانية وسط تحديات وظروف صعبة تستحق منا المواجهة والوقوف صفا واحدا وبكل عزم وقوة من الجميع.
رسالة الملك وهو يخاطب الأردنيين شدد فيها على أن الأردن عصي على الفتن والمؤامرات التي تحاك للنيل منه في كل زمان ومكان، وأن المملكة تواجه تحديات كبيرة بسبب المواقف الثابتة التي تبنتها إزاء القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، والدور الذي يقوده الملك في المنطقة والعالم.
الرسالة الملكية لم تكن موجهة للداخل الأردني فقط بل إلى العالم أجمع، وخاصة الأطراف التي تحاول زعزعة استقرار المملكة وبث السموم والإشاعات وتحاول النيل من الإنجازات وثبات المملكة في ظل محيط ملتهب ويعج بالاضطرابات وغياب الاستقرار منذ سنوات عديدة.
وأكد الملك أن استقرار الأردن ومصلحة الوطن والأردنيين تتقدم على أي اعتبار، وهو ما يعزز النهج الذي بدأه الهاشميون منذ نشوء الدولة واستمر الملك في تطبيقه في سبيل تحقيق تطلعات المملكة وتعزيز ثقة المواطنين بدولتهم ومؤسساتها.
احتواء الأزمة ضمن الأسرة الهاشمية يحسب للملك أيضا، ويدل على حكمة وحنكة سياسية تنم عن قدرته على قيادة المملكة نحو الأفضل وتحقيق تطلعات الأردنيين ومواجهة التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد على العالم والأردن وآثارها التي امتدت إلى كافة القطاعات، وتلك المواجهة تتطلب الكثير والتعاون للعبور منها.
لا شك أن الأردن مر بتحديات كبيرة والمؤامرات لم تتوقف منذ تأسيس الدولة، وحجم التضامن والتأييد للمواقف الملكية والإجراءات التي اتخذها الملك في التعامل مع الأزمة دللت على دوره في المنطقة والعالم، وأن استقرار المملكة ضرورة ولا يمكن القبول بأي محاولات للمساس بأمنها والنيل منها وهو ما عززته جهود الملك على مدى أكثر من عشرين عاما.
كما أكد الملك في رسالته إلى الأردنيين موقف الأردن الثابت من القضية الفلسطينية والمقدسات، وهو ما ظهر جليا في كل المحافل الدولية ويدعو فيها إلى تبني حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية كحل شامل ووحيد للصراع بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين".
رسالة الملك تركت أثرا كبيرا في نفوس الأردنيين وهدأت من روعهم على دولتهم التي عصفت بها تحديات كبيرة والتي ربما لم تكشف للعلن، ولكن هذه المرة علينا الوقوف بكل قوة بعد معرفتنا بالفتنة التي كانت لتخلق أزمة كبيرة وحقيقية لولا كشفها قبل وقوعها من قبل الأجهزة الأمنية والجيش الأردني.
ويبقى الأردن اليوم صامدا كما كان دوما في وجه التحديات والمؤامرات العديدة التي حاولت زعزعة استقراره وتفتيت جبهته الداخلية وزرع الفتن، ولكن ثقة المواطنين منقطعة النظير بقيادتهم والجيش الأردني الذي لطالما عرف عنه وقوفه إلى جانب الشعب في كل الظروف تعزز استقرار الدولة وتقضي على أي محاولة للنيل منه.