الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم - أوشك الموسم الرمضاني على الانتهاء، ورغم كونه ثريا دراميا، فإنه جاء مخيبا للآمال بشكل كبير، حتى أن الأعمال التي نالت استحسان الجمهور لم تُكمل أصابع اليد الواحدة. وكعادة كل عام أطلت يسرا بمسلسل جديد للمنافسة من خلاله، قبل أن يصنفه النقاد والجمهور كأحد أسوأ الأعمال هذا الموسم، وتلك هي الأسباب:
الرهان على المضمون
"خيانة عهد" هو العمل الذي قدمته يسرا العام الماضي، ومع أنه لم يكن رائعا فنيا، لكنه حقق نجاحا جماهيريا كبيرا حيث تصدر حينها "الترند" على منصات التواصل الاجتماعي. ويبدو أن هذا النجاح شجع صناعه على استثماره واختيار الرهان على المضمون، ليس فقط بانتداب فريق العمل نفسه، وإنما كذلك باستنساخ الحبكة بشكل كبير ومثير للانتقاد.
فمن جهة، لعب دور البطولة في المسلسلين بنفس الممثلة، وشركة الإنتاج (العدل جروب)، والمؤلف أحمد عادل، والمخرج سامح عبد العزيز، ومدير التصوير يوسف بارود، وصانع الموسيقى التصويرية عادل حقي. وهما نفس الفكرة والسرد الدرامي.
ومن جهة أخرى، دارت الحبكة حول امرأة ناجحة ومحبة لمن حولها، تفاجأ بخيانتها من أقرب الناس إليها وكُره أفراد أسرتها لها، فتقرر الانتقام، ومع الوقت تنكشف الخديعة الكبرى، يليها حادث وفاة لشخصية قريبة من البطلة تتبدل بعده الأحداث تماما.
ومع أن "حرب أهلية" كان أفضل حظا، إذ ضم أبطالا أكثر موهبة وشعبية على رأسهم باسل خياط وأروى جودة وجميلة عوض ورشدي الشامي، لكن صناع العمل وقعوا في الملل والتكرار، مما أحدث شرخا استشعره الجمهور.
سيناريو مهلهل وقصة ساذجة
بعيدا عن فخ التكرار، جاء سيناريو المسلسل مهلهلا ومليئا بالثغرات غير المبررة أو المفهومة، فتسلسل الأحداث فقير فنيا، والعقدة التي بنيت عليها الحبكة الفنية من الأصل كان يمكن أن تهدم تماما بأن تقوم البطلة بإلغاء التوكيل العام الذي منحته لزوجها دون الحاجة لانتظار قيامه بالاستيلاء على ممتلكاتها، ومن ثم تنتقم منه بطريقة لا يعقلها أحد.
ومع انقضاء معظم الحلقات تقريبا واكتشاف البطل حقيقة المكيدة التي دبرت له، يقرر أخذ دوره بدائرة الانتقام من أجل تعبئة الثلاثين حلقة، وهو ما يعتمد فيه على ابتزاز زوجته، إذ يهددها بفيديوهات حميمية تجمعه بها أثناء زواجهما، والغريب أنها -على شجاعتها وقوة موقفها- تخضع لابتزازه وتتراجع عن الطلاق، لتزيد الخطوط الدرامية خطا جديدا غير مقنع.
حكايات مبتورة
بالإضافة إلى ما سبق، ضم المسلسل الكثير من القصص المبتورة سواء غير المهمة على الإطلاق مثل قصة إدمان أخت باسل خياط، أو التي جذبت الانتباه ثم فجأة اختفت ولم يعرف الجمهور بقيتها مثل حكايات صديقات جميلة عوض اللاتي تسببت في خراب حياتهن.
وحتى التفاصيل المهمة تخطاها المؤلف والمخرج، فلم نفهم مثلا كيف نجح حبيب إحدى الفتيات بالاستيلاء على الحاسوب الخاص بجميلة عوض، أو لماذا لم تحزن الأخيرة على وفاة والدها -الذي عاشت معه عمرا بأكمله دون أمها- سوى ساعات قليلة انتهت بسفرها إلى الجونة من أجل تحسين مزاجها؟
أداء باهت
كل هذا كان من الممكن تجاوزه إذا حمل العمل بعض الإيجابيات الفنية على الأقل، لكنه للأسف جاء سيئا سواء على مستوى الإخراج أو التصوير، والتمثيل وهو الأهم.
بداية من يسرا التي بدت شاردة الذهن طوال المشاهد وفاقدة التركيز، وباسل خياط الذي لم يتوقع أي من محبيه هذا المستوى غير المعتاد منه، حتى أن البعض عجزوا عن معرفة سر قبوله هذا الدور، مرورا بأروى جودة التي طالما تميزت بحسن اختيار أدوارها، وهو ما لم يتحقق، الأمر الذي فسره البعض بأنها لم تكن الخيار الأول للدور، إذ سبقها هيفاء وهبي التي اعتذرت، تلتها سارة التونسي التي صورت الكثير من المشاهد بالفعل قبل أن يتخلى عنها صناع العمل ويستبدلونها بأروى قبل رمضان بوقت قصير، ولهذا لم تنجح الأخيرة من تقمص الشخصية أو تجسيد انفعالاتها.
وصولا إلى جميلة عوض الوحيدة التي جاء دورها جديدا ومهما بالفعل، وعلى ذلك أفسدته بثبات انفعالات وجهها ونظراتها أيا كان الموقف الذي تقدمه.
وأخيرا سينتيا خليفة التي استعان بها العدل جروب لأداء دور العشيقة/الصديقة الخائنة بمسلسلي "حرب أهلية، ضد الكسر". وهو ما وجده الجمهور مثيرا للسخرية، كما لو أن هذا هو الدور الوحيد الذي تعرفه وإن كانت لم تجد أي منهما.
أمام كل السلبيات التي تضمنها العمل، ربما باستثناء أداء رشدي الشامي، لم يكن غريبا أن يحظى المسلسل بتقييمات سلبية من النقاد، أو أن تتربع يسرا على عرش المرتبة الخامسة والأخيرة -بفارق كبير بينها وبين المرتبة التي تسبقها- ضمن استفتاء اعتمد على إحصاءات غوغل الرسمية لأفضل النجمات المصريات هذا الموسم.(الجزيرة)