الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - ياسر شطناوي - عندما يتعلّق الأمر بالأقصى والقدس تكون "مساحات الجدل مُغلقة" وتتوازن المواقف وتتبلور لتنتج هتافاً وهمة كبيرة عنوانها " تحرير فلسطين كل فلسطين".
هذه إشارة ورسالة سطرها أردنيون "جلهم شباب" وهم يزحفون صوب الحدود نحو الكرامة، تؤشر بوضوح إلى أن شبابنا اليوم "يبحثون عن انتصار" بعد سلسلة الخسارات التي عشناها وتجرعنا مرها، ويحاولون ولو "بالهتاف والزحف وهم عزل" استرداد ما تبقى من "كرامة العروبة الضائعة" بعد حالة النكوص التي مررنا بها على مدار أكثر من 70 عاماً.
شبابنا اليوم بعثوا برسالة حساسة جداً مفادها "أن فلسطين وحبها" لا يختزل بالحديث، وأن كل اتفاقيات ومؤتمرات ولجان الدنيا لا تغني عن نيل الشهادة على أسوار القدس.
سؤال جلي ومُلح اليوم ينتظر الإجابة ويدور بالذهن.. من يستطيع أن يضمن ما في نفوس هؤلاء الشباب للمستقبل ؟ ومن هو القادر على أن يضمن لهم الوصول إلى مرادهم ولو بالقليل من الشعور بكرامة استرداد الإرض ودحر المحتل؟ ومن يقدر على أن يتنبأ بمستقبل هؤلاء وهم اليوم يزحفون للبحث عن نصر أو شهادة، بعيداً عن اي تجاذبات لها علاقة بالمنابت والأصول؟ .
اليوم الحكومات العربية امام إختبار حقيقي ومهم "لإستثمار هذا الغضب الشعبي سياسياً" ولتوحد صفها مع "كينونة الشعوب، وتناور بقوة الانسان العربي المُحب لفلسطين" لتسطر معنى جديد لنصرة قضيتنا الأولى الأم، وتوصل رسالة لكل العالم أن الشعوب فعلاً "أكبر عقبة".
كل الذين خرجوا اليوم فهموا تماماً "معنى حق الأردني في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية" ووعوا "لاءات الملك الثلاثة، وتوافقت مشاعرهم مع مشاعر القيادة" بأن حلم تحرير فلسطين وعاصمتها القدس قد إقترب من التحقيق، وأن شباب اليوم له ادوته وطريقته في تحقيق النصر ورد الكرامة.
واضح تماماً وبكل تأكيد أن المسيرات التضامينة التي اجتاحت مدن الأردن قبل أيام لم تعد تلبي تطلعات الشارع، فكان "زحفا عظيماً" صوب الحدود، حتى بات الزخم الشعبي حاضراً "في حسابات مركز القرار مع توافق الرؤيا بين جميع الاطراف للضغط أكثر" ولإتخاذ خطوات تصعيدية أكبر ضد العدو المحتل".
ختاماً، على مدار أكثر من 70 عاماً عايش الأردنيون "مفاصل القضية وتفاعلوا ومعها وكبروا معها وكبرت معهم" وتجذّرت في نفوسهم أن "أي بوصلة لا تؤشر لفلسطين لا قيمة لها" فالنصر قريب والتحرير قادم بسواعد شباب هذا العصر وأبناء الجيل الجديد وهو أمر محتوم لا بد منه.