الرئيسية أحداث صحية
أحداث اليوم - كشفت مصادر إعلامية غربية عن إجراء طبي جديد من شأنه أن يحل وبشكل "جذري" مشكلة ضغط الدم الحاد الذي يعاني منه ملايين المرضى حول العالم.
وأكّدت دراسة علمية جديدة أن "العلاج الجذري" الجديد لارتفاع ضغط الدم الشديد، قد يؤدي إلى تقليل مخاطر تعرّض المرضى للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقد ينهي تاريخاً مؤلماً لدى مرضى الضغط المزمن ويجعله من الذكريات. المميز في هذا الإجراء هو بساطته بالإضافة إلى أنه علاج يقدم لمرة واحدة وتستمر فعاليته لسنوات، ويستغرق فقط حوالي الساعة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يتلخص جوهر العملية بتفجير بعض الأعصاب في الكلى البشرية، عن طريق إرسال موجات صوتية، لمنعها من إرسال إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الإنسان. وأكّدت التجارب أن جلسة واحدة من هذا الإجراء قد تستمر فعاليتها لمدة 3 سنوات كاملة.
المقال المنشور في الصحيفة يؤكّد أن أكثر من ثلث مرضى الضغط قادرون على التوقّف عن تناول أقراص ضغط الدم تماماً بعد العلاج بالموجات فوق الصوتية.
أما بالنسبة للمتبقين، فقد يخفف بشكل كبير من كمية الأقراص (حبوب ضغط الدم)، مما يقلل من مخاطر الآثار الجانبية لها، والتي تتراوح من الإسهال والدوخة إلى الصداع والتعب.
ويقول الأطباء إن العلاج يخفض ضغط الدم إلى مستويات كبيرة، الأمر الذي قد يحدّ من مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بمقدار 5 أضعاف مقارنة بأقرانهم.
وبحسب المقال، كان المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية في بريطانيا (NICE)، قد أفاد سابقاً بعدم وجود أدلة كافية لدعم هذا الإجراء، لكنه يخطط الآن لإعادة دراسة قراره بعد أن تحدّت عن "ثروة من البيانات الجديدة أثبتت فعالية العلاج".
ويقول البروفيسور، ميل لوبو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية وأخصائي ضغط الدم في لندن، والذي كان رائداً في استخدام العلاج بالموجات فوق الصوتية: "من المتصور أنه يمكن أن يصبح خياراً علاجياً في المستقبل القريب جداً".
ضغط الدم هو مقياس شدة القوة التي تمارس على جدران الشرايين الناتجة عن تدفق الدم. وكلما زاد الضغط، زادت صعوبة عمل القلب. ويؤدي الضغط المتزايد إلى إتلاف جدران الأوعية الدموية، لذلك يتعرّض المرضى لمخاطر حدوث جلطات يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وتلعب الكلى دوراً حيوياً في تنظيم ضغط الدم، حيث تقوم بإفراز هرمون يتفاعل مع الهرمونات الأخرى في الجسم لتسبب انقباض الأوعية الدموية. وإذا تم إفراز الكثير من هذا الهرمون، يرتفع ضغط الدم بشكل دائم.
وتستند الطريقة الجديدة على إتلاف الأعصاب في الكلى بشكل متعمد، حيث يمكن بعد ذلك إيقاف المنبهات الصادرة من الكلية، مما يساعد على إعادة الضغط إلى مستويات يمكن التحكم فيها. ويتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي من خلال قسطرة يتم إدخالها في وعاء دموي عن طريق الفخذ.
ويستخدم الأطباء الأشعة السينية للتنقل عبر الجسم من خلال سلك رفيع يدخل في أنبوب مخصص من خلال القسطرة، حتى يصبح طرف الأنبوب قريباً من الأعصاب الموجودة في جدران الأوعية الدموية المتصلة بالكلية.
وعند الضغط على زر، يتم توليد موجات صوتية عالية الطاقة لتسخين الأعصاب وتدميرها. ويحتاج الأطباء عادةً إلى تدمير ما لا يقل عن 6 نقاط لتدمير أكبر عدد ممكن من النهايات العصبية. وعادة ما يُسمح للمرضى بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم.
وأظهرت النتائج الجديدة التي توصّلت إليها جامعة "كوين ماري" بلندن والتي نُشرت الشهر الماضي، أن علاج تفجير الكلى قلّل من قراءات المرضى المعرّضين لمخاطر عالية والذين فشلوا في الاستجابة للأدوية، على الرغم من تناول ثلاث حبات مختلفة على الأقل كل يوم.(الميادين)