الرئيسية أحداث فنية
أحداث اليوم - "الفنانون ليسوا بمأمن من شبح البطالة المزعج"، هذا ما تؤكده العديد من الوقائع المتكررة التي عبر أصحابها من الفنانين عن استيائهم من تجاهل المنتجين لهم، وشكوى بعضهم من ظروف مالية صعبة يعانون منها، رغم ما حققوه من شهرة وحضور لافت.
الأمر لا يقتصر على فنانين شباب، بل يعاني منه بعض النجوم الذين انطفأ حضورهم وتوهجهم الفني، وقائمة الأسماء تطول؛ إذ يعيش عدد من نجوم الفن في مصر ظروفا صعبة بعد تراجع الاستعانة بهم في أعمال فنية لسنوات، مما اضطر بعضهم للمشاركة في أعمال لا تتناسب مع تاريخهم الفني، حتى أن أحدهم قال إنه "عُرِض عليه العمل كسائق أجرة" بعد تقلص فرص عمله في الفن من جديد.
يوضح الناقد الفني عمرو الكاشف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب "بطالة الفنانين" في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن تلك الظاهرة لها جوانب مختلفة.
ويقول إن الجانب الأول يتعلق بنقابة المهن التمثيلية، والجانب الثاني في المخرجين والمنتجين. ويؤكد أن اختيار فئة محددة من الفنانين لبطولة المسلسلات والأفلام دون إتاحة فرصة لباقي الممثلين، هو "أحد أهم أسباب الأزمة".
ويستدل الكاشف -على سبيل المثال- بأزمة الممثلة مها أحمد، التي تفجرت أخيرا بينها وبين الفنانين أحمد السقا وأمير كرارة، والتي عبرت خلالها الفنانة عن معاناتها مع عدم المشاركة في أعمال فنية.
ويقول: "رغم تاريخ مها أحمد الفني وتميزها، خاصة في الأعمال الكوميدية، فإنها أصبحت عاطلة عن العمل منذ فترة طويلة، وكذلك الحال بالنسبة للفنان شريف خير الله الذي لم يعرض عليه أي عمل فني منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما جعله يفكر بجدية في العمل كسائق (تاكسي) ليلبي احتياجاته المادية".
ويضيف: "كما قام المخرج أمير شاكر بالفعل بالعمل كسائق (أوبر) ليتمكن من تلبية احتياجاته المادية، في ظل استحواذ جهات بعينها على مجال الإنتاج الفني في مصر وتحكمها فيه".
ويشير الناقد الفني إلى أن نقابة المهن التمثيلية "تعيش أزمة كبيرة يسعى نقيبها الفنان أشرف زكي لاحتوائها، إلا أن عضو مجلس النقابة الفنان سامي مغاوري يبدو أنه غير واثق في جدوى هذه المحاولات، لذا استقال من النقابة لعدم قدرته على حل أزمة بطالة الفنانين".
وهذا الأمر الذي أكدته أيضا الفنانة نهال عنبر، عضوة مجلس النقابة، والتي صرحت بأن النقابة "غير قادرة على تقديم حلول حقيقية لبطالة الفنانين، خاصة أن المخرجين والمنتجين يختارون الفنانين وفق أهوائهم للمشاركة في الأعمال".
كما يلقي الكاشف باللوم على الفنانين الذين يشاركون بكثافة في الأعمال دون أن يتركوا الفرصة لزملائهم، موضحا أن بعض الفنانين يحاولون تخطي أزمة البطالة بالمشاركة في الأفلام الروائية القصيرة والطويلة كـ"ضيوف شرف" مع شباب من المعهد العالي للفنون المسرحية، ومع مخرجين من غير المعهد رغم الأجور المنخفضة.
ويقترح أن تقوم نقابة المهن التمثيلة بتدشين "صندوق للأزمات والطوارئ"، يوضع فيه رصيد مالي كبير لدعم الفنانين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.
أما الناقد أحمد سعد الدين، فيؤكد أن الأمر "خاضع لسياسة العرض والطلب، وأن الفن ليس مجرد وظيفة"، موضحا أن قطاع الإنتاج عندما كان يديره الراحل ممدوح الليثي كان يخصص حصة من الأدوار للفنانين الكبار، كالفنانة أمينة رزق على سبيل المثال، ليكون هناك تكامل بين جيل الكبار وجيل الشباب.
ويتابع: "قبل نحو 15 عاما كانت نقابة الممثلين ترفض إعطاء تصاريح للوجوه الجديدة بما يزيد عن 20 بالمئة من قوة العمل؛ كي تعطي الفرصة لأعضاء النقابة بالعمل، أما حاليا فالأمر خاضع لإملاءات الجهات التي تدير الإنتاج".
ويلفت إلى ضرورة إعادة النظر من قبل الإنتاج ونقيب الممثلين في الاستعانة بالفنانين المخضرمين ووضعهم في الاعتبار عند البدء في تنفيذ أي عمل فني جديد، ولو كضيوف شرف، كي لا يضطروا بعد سنوات طويلة أمضوها في محراب الفن للعمل في مهن لا تتناسب مع تاريخهم، كسائق تاكسي أو غيرها من المهن.
كما يقترح وجود "منافذ عمل أخرى غير المسلسلات والأفلام، كتقديم البرامج والإعلانات، للمساهمة في توفير فرص عمل تناسب تاريخهم، وتحفظ لهم الحد الأدنى من كرامتهم الإنسانية".