الرئيسية مقالات واراء
تطلب الجامعات من الباحثين والمدرسين الكتابة في مجلات علمية علمية، احد الزملاء قدم ترقيته وبها أبحاث بلغة اجنبية، المسؤول عن ملف الترقيات، طلب من الزميل ترجمة أبحاثه، وهنا لا علاقة لرئيس المؤسسة بذلك لطلب، المسألة تبدأ وتنتهي أحياناً دون تدخله بل يكتفي هو بترأس اللجان العلمية، لكن للأسف ثمة بنية متخلفة في الجامعات، ومفهوم البنية اتنمى ان يكون واضحا كي لا يتحسس البعض رأسه، فأنا غير معني بالإشارة لأي رئيس جامعة وكلهم عندنا رجال محترمون، لكن لديهم عمداء وموظفون يسهمون بـتأخر الناس وضياع حقوقهم وبالتالي افشالهم وغضب الجمهور العلمي.
عميد آخر ثاوٍ في الإيقاع الوئيد والضعف في جامعة ما، رفض عقد اجتماع كلية في بداية جائحة كورونا لدكتور، وأخَره من شهر آذار 2020 إلى شهر حزيران حتى عقد له اجتماعا، والآن ما زال الزميل ينتظر مصيره المعلق، وربما عانى كثيرون من ذلك.
الادهى من هذا كله أيضا الغاء اعتماد مجلات علمية بدون واعدام بحوث وتغيير التشريعات المؤطرة للترقيات، ولدى رؤساء الجامعات وجهة نظر في هذا الأمر، على رأسها انقلاب الهرم الرتبي ( الأقلية أستاذ مساعد في الأقسام وباتت الأكثرية استاذ واستاذ مشارك)، بيد أن تعديل الهرم لا يعني الانقلاب على السائد، وهنا نتحدث أيضا عن العدالة الأكاديمية، فمن رقي سابقاً حظي بفرص أفضل وأيسر، ولعل اشترط النشر بمجلات معينة بشركة سكوبس، هو الظلم بعينه. فما دامت المجلات موثوقة ودرجة الثقة تحدد بنقاط تعتمدها الجامعة، فلماذا التلزيم على سكوبس واخواتها، وهنا يمكن القول ان لحاق المجلات العربية والوطنية في سكوبس والانضمام لها، لا يفيد إلا سكوبس وحدها في توسع قاعدتها وبالتالي دخل الشركة، وهناك مجلات علمية محترمة أنفت من شروط سكوبس.
زملاء كثيرون يعانون في الترقيات، والبعض رقي ويرقى بشهور، والبعض بأربعين يوم، والبعض وردت تقارير تشير لسرقة بحوثه في الترقية فترك ومصيره، وهذا امر مخيف.
يجهد وزير التعليم العالي إلى انهاء سردية المؤشرات العالمية كمعيار لتقدم الجامعات وبقاء الرؤساء، ودون ان ينبذها بل بإبقائها، لكن ليس كمؤشر رئيس للتقييم، بل هو معني بإدماج التعليم وتحديث الخطط الدراسية في التعليم، وقد بدأت الجامعة الأردنية جهد كبيرا في هذا، ولها ريادة كبيرة مع جامعات مثل التكنولوجيا. وهناك جامعات طامحة للتغيير والبدء بتحول حقيقي وكل ذلك باثر جائحة كورونا والظروف الوطنية الجامعية والاقتصادية وإصلاح التعليم .
الجامعات لن تبقى كما كانت قبل جائحة كورونا، والتعليم كذلك، فهل نحن مستعدون للتحدي؟ اخشى ان نعود بعد كورونا لما كنا عليه، ولكن بالتأكيد أن التعليم المدمج وعن بعد وفر مالا كثيرا، وجعل الكثيرين تحت الاختبار واتاح فرصا مذهلة للتميز!