الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم - في ظلّ الجهود المتواصلة للقضاء على فيروس كورونا، أعلنت كوبا، عن لقاح ضد كوفيد 19 أظهر فعالية بنسبة 92.28 في المائة بثلاث جرعات، مما يجعله أحد أكثر اللقاحات فاعلية في العالم، وفق ما أفاد به باحثون كوبيون في مجال اللقاحات. هذا اللقاح يحمل اسم عبد الله. فما هي قصة هذه التسمية؟
يعدّ لقاح عبد الله هو الثاني في كوبا الذي حصل على موافقة "المركز الحكومي لمراقبة الأدوية والأجهزة والأدوات الطبية"، بعد الأول Soberana 02 الذي بدأ توزيعه بعد أن خضع لتجاربه أكثر من 44 ألف متطوع، في الفئة العمرية 19 إلى 80 عاما.
استمد اسم هذا اللقاح من واحدة من أشهر المسرحيات الشعرية، التي كتبها بطل كوبا الوطني وشهيدها الأكبر خوسي خوليان مارتي بيريث، عندما كان عمره 15 عامًا فقط. ونُشرت في 23 يناير/كانون الثاني 1869..
عرف عن مارتي، الراحل في 1895، حبه للعرب وتمجيدهم في كثير من قصائده، إلى درجة جعل معظم أبطال قصائده منهم، كبطل المسرحية الشعرية التي ألفها في شبابه، وجعل من شاب مصري من النوبة بطلها، واسمه عبدالله.
يروي في قصيدته قصة الشاب عبد الله الذي لا يرى مجدًا أعظم من القتال والموت من أجل تحرير وطنه ضد غازٍ جائر. حتى توسلات والدته لا يمكن أن تمنع البطل الشاب من التضحية بنفسه من أجل قضية شعبه.
أثنى مارتي غير مرة على العرب وشجاعتهم قائلا: "إنهم كائنات رشيقة وجذابة، تشكل أمة هي الأكثر نبلاً وأناقة على وجه الأرض"، كما وصفهم "بالحكمة والترفع عن الدنايا، لا تثبط عزيمتهم هزيمة ولا يتخاذلون أمام الفارق العددي بينهم وبين أعدائهم، وإنما يدافعون عن أرضهم وأجرهم على الله".
إنها قصّة تسمية لقاح "عبدالله" الذي خضع لتجارب على أكثر من 44 ألف متطوع. تراوحت أعمار المتطوعين بين 19 و80 عاماً. وسيتم البدء بإعطاء هذا اللقاح للعاملين في المجال الصحي، المعرضين للخطر، بالإضافة الى العاملين في قطاع الأدوية البيولوجية، بعد أن أكد فعاليته في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية التي خضع لها، وفقاً لمجموعة "بيوكوبا فارما" للصناعات الدوائية في كوبا.
و"عبد الله"، وهو من إنتاج مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في كوبا، أظهر فعاليته في 3 مقاطعات شرقية، في تجارب أجريت على 48000 شخص كجزء من المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وفق السلطات الصحية الكوبية، فإنه بحلول منتصف العام الجاري، سيتم تحصين 70% من السكان الكوبيين ضد فيروس كورونا، كجزء من استراتيجية تطعيم السكان، التي تتبعها الحكومة الكوبية، والتي أشارت إلى أن تطعيم جزء كبير من السكان بحلول منتصف العام "يمثل تحدياً للبلاد، وهي تجربة فريدة من نوعها"، مؤكدة أنه "قبل نهاية العام 2021، سيكون جميع السكان الكوبيين مطعمين ضد فيروس كورونا".(العربي الجديد)