الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تكتيك الأمل

    يونس الكفرعيني - إن الأمل مفهوم راسخ ومصطلح ثابت في اي عملية تحفيز وتعظيم للايجابية، ومعالجة التكدرات الناتجة عن الصدمات، فالجميع يبحث عنه دائما، خصوصا عند ترميم حبال الانتظار التي قد تتهالك مع طول الامد، او تسابق المحبطات على قتل التفاؤل الذي نحاول انعاشة كلما احتضر.

    ينقسم الأمل على نوعين اساسيين من وجهة نظري، الاول وهو الأمل المعقود بعمل دؤوب وخطة انجاز، وبذل كل ما من شانه تحقيق المطلوب، وعندها يكون الأمل مرجوا ومنتظرا، وممزوجا باليقين بان يكون الثمر واقعا حاصلا لا شك.

    اما النوع الثاني، فهو الأمل المنقطع من اسباب تحققه، فقد يكون على شكل اماني واحلام، لا علاقة لها بجهد او سعي، وترتبط بشيء من طلب المعجزات او الكرامات، او الانتظار لاجل الانتظار المُقنع بتفاؤل ساذج غير منطقي.

    ان تكتيك الأمل ، قائم على اعتبار اي نظرة الى المستقبل، يجب ان يسبقها استعداد وتخطيط وتنفيذ، واعتماد كلي على الاخذ بالاسباب، ومراعاة الظروف، واركان البيئة من مؤثرات ومعيقات ومحفزات، حيث ان الأمل ما هو الا ذلك الشعور المتنامي طرديا في كل مرة تاخذ فيها بعين الاعتبار، ما سبق من اساسيات تكتيك الأمل.

    لا باس ببعض المصارحة عندما نريد ان يكون لدينا امل، هل نحن من يخلق الأمل ام انه مجرد ضربة حظ، يسوقه القدر وفق تقاطعات عشوائية، قد تصيب وقد تخطا، لا اعتقد ان ذلك صحيحا، فالانسان الحكيم لا يترك لحياته (قدر المستطاع) اي مساحة للحظ ان يشكل مستقبله، بل يسعى بكل جد لان يرسمه بيده.

    لنأخذ مثالا من واقع ما نعيشه من تحديات، كاختبار مدرسة، او التقدم لوظيفة معينة، او انتظار الربح في مشروع تجاري، ولعل مجرد طرح المثال يختصر الكثير من السرد، فلا يمكن المساواة بين من اتقن صناعة الأمل بتكتيك عقلاني ومنطقي، والصورة الاخرى الحالمة والمفرطة بالتفاؤل غير المدروس.

    ختاما، ان لكل شعور تفاؤلي مقومات تجعل من صدقيته وتاثيره في داخلنا كبيرا وعظيما، ولهذا يتوجب علينا مساعدة الأمل، بتحسين التكتيك المتبع في صناعته وتعزيزه لضمان تحقيقه.





    [03-07-2021 04:19 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع