الرئيسية مقالات واراء
ظلت العقبة مجرد ميناء ومواطنون يعتاشون عليه وقليل من التجارة حتى عام ٢٠٠١ حتى قرر الملك تحويلها الى منطقة خاصة ونفض الغبار عن امكاناتها الساحرة.
منذ ذلك الوقت اطلق العنان لاستثمارات سياحية بمليارات الدنانير ومؤخرا نقل الميناء بعد مماطلة وفيها مدينة صناعية لا يذكرها أحد.
تطورت فيها البنية التحتية بفضل القطاع الخاص باسرع من مواكبة الإدارات المتعاقبة لها.. وبينما كانت حاجاتها تتغير جمدت فيها الخطط ولم تنجب عقول الإدارة فيها ما هو جديد.
هل تاهت بوصلتها فعلا؟.
ماذا تريدون من العقبة؟. هذا سؤال كنا طرحناه في مقالة سابقة لكننا لم نحصل على اجابة عبر خطة ديناميكية تحدد هويتها الفعلية.
العقبة مدينة سياحية.. لكن السياحة فيها تحتاج الى منظومة متكاملة تبدأ بالبنية التحتية والعمالة الماهرة والخدمات.
أما البنية التحتية فينتاب المستثمرون فيها القلق من التوسع بما لا تستطيع اجتذاب سياح يشغلون الغرف وفيها مطار تدور حوله تساؤالت عن مدى قدرته على استقبال طائرات باعداد كبيرة!.
في العقبة اليوم غرف فندقية مناسبة لكنها تحتاج الى المزيد لكن قبل ذلك تحتاج الى خطة جذب وترويج سياحي ياخذ بالاعتبار ايجاد وسيلة لتقليل التكاليف لمواجهة منافسة شرسة في الإقليم واولها الطاقة ومنظومة الضرائب.
بدات العقبة بمنتجع تلابيه واتبعته بأيلة وها هي سرايا تدشن مشاريعها بافتتاح مدينة العاب مائية لم تكن موجودة من قبل.
تستعد سرايا لإضافة فندقين جديدين لتزيد عدد الغرف في العقبة الف غرفة جديدة.
هل تستطيع الإدارات المسؤولة عن الترويج ولجذب السياحي وفدها بسبحة منتظمة على غرار شرم الشيخ مثال؟.
هل يستطيع المطار استيعاب طموحات هيئة تنشيط السياحة بعشر طائرات يوميا؟.
بصراحة أكبر وقعت العقبة بين يدي مسؤولين ومنظرين مارس كل منهم إجتهاداته فيها ونجحوا في تعميق الثغرات بدلا من إغلاقها وفي إبراز السلبيات هناك من شجع على فشلها كي يثبت صحة مواقفه وبالغ في تشويه مشاريعها بإحتكار المصلحة الوطنية ومحاربة الفساد, وعلق أصحاب الرؤية الضيقة المشروع كله على شماعة التهريب.
استرداد العقبة لوالية سلطتها وقد تنازلت عن صالحياتها وكانت بعض إداراتها المتعاقبة من الضعف حتى أصبحت شريكة في إفشالها بحجة عدم سلخها عن الأردن الى أن عادت القناعة الى نهج اللامركزية لتثبت صحة مساراتها.
لن يكون للعقبة مستقبل ما لم تبتكر منتجات سياحية جديدة فما كان مرفوضا أو بالأمس سيصبح حاجة في المستقبل.