الرئيسية مقالات واراء
يذهب الملك الى واشنطن كأول زعيم عربي يلتقي الرئيس الديمقراطي جو بايدن في البيت الأبيض حاملا رسالة ملحة حول الحاجة لأن تقود الولايات المتحدة السلام في الشرق الأوسط.
سبق اللقاء الذي سيتم على الأرجح خلال 24 ساعة لقاءات عديدة للملك مع سياسيين واقتصاديين ورجال أعمال وكعادة جلالته يضع الأردن في منتصف دائرة ضوء اهتمام هذه القطاعات. أما البناء على هذا الجهد الذي اعتاد على أن يكرسه الملك فهو مهمة الحكومات, وبالفعل هناك الكثير مما تحقق على مدى السنوات الماضية على مستوى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
الأردن سيكون في دائرة الضوء العالمي بمجرد جلوس الزعيمين في البيت األبيض وبعد أن تفرغ كاميرات المصورين من التقاط الصور، هناك الكثير في جعبة الملك الذي يذهب هذه المرة وهو أكثر راحة وتصميمًا، وجلالته يحظى باحترام مختلف القادة السياسيين في الولايات المتحدة بمن فيهم الإدارات الأكثر تشددا والأقل تعاطفا؛ نظرا لمكانته والأفكار التي يطرحها.
يذهب الملك الى واشنطن وقد ولت صفقة القرن لأن اضرارها عليه كانت بوزن ما كان سيقع على فلسطين وشعبها.
الأردن لم ينحن امام عاصفة "ترمب" وان كان قد استوعبها وهي قد ايقظت عواصف اقليمية كانت اكثر ايلاما وضررا.
لا أزعم انني اقرأ عن ظهر قلب أو أنني أستطيع ان أقرأ من الغيب.. لكنني أزعم انني قادر على قراءة السطور الأولى في المفكرة التي يضعها جلالة الملك عبدالله الثاني في جيبه أينما ذهب.
فيها نقرأ.. تنمية الأردن، جذب الاستثمار، توفير فرص العمل، تحسين مستوى حياة المواطن، وفتح آفاق التجارة والصادرات.
هذه هي الأجندة التي يحملها الملك وهو يطوف البلدان التي يرى ان فيها فرصا لجلب منفعة للبلاد أو تحقيق أي من الأهداف التي قرأناها سابقا.
برنامج جلالته شأنه دائما في كل زياراته، في الهند والصين والولايات المتحدة وأوروبا فهو لا يكتفي بالظهور في المنابر الخطابية بل يحرص على الاجتماع مع رؤساء وممثلي عدد من كبريات الشركات في الولايات المتحدة والعالم، وهي التي كان دعم جلالته اقامة شراكات استراتيجية بينها وبين شركات أردنية وما أسهمت به هذه الشراكات من تطوير اعمال هذه الشركات ونقلها الى العالمية.
ما يميز نشاط جلالته هو التناسق في الأهداف والرؤية فلا يمكن ان تفصل أهداف زيارته الى الهند عن الصين أو عن الولايات المتحدة أو أوروبا فهي مرتبطة ويكمل بعضها بعضا وِفي كل منها ميزة يحتاجها الأردن وهي أيضا أسواق كبيرة تجلس فوق كنوز من المعرفة والفرص.
ماذا يحتاج الأردن محدود الموارد وهو يعاني ضائقة اقتصادية وظروفًا صعبة سوى الى تحفيز الاقتصاد، ولا اعرف طريقا لصنع هذا سوى جذب الاستثمار وفتح آفاق وفرص للتجارة والصناعة والأهم نقل وتوطين المعرفة.