الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم - أعدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الجمعة الطبيب المقدسي حازم الجولاني بإطلاق النار عليه قرب باب المجلس (أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك) في مدينة القدس.
وقال بيان لشرطة الاحتلال إنها أطلقت النار باتجاه فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن قرب المسجد الأقصى، وأصيب أحد عناصرها بجروح في العملية.
ويظهر تصوير متداول الطبيب الجولاني ملقى على الأرض في حالة نزيف بموقع الحادث، بدون تقديم الإسعاف له، فيما وضع أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية قدمه على ظهره.
وعقب إعلان استشهاده اقتحمت قوات الاحتلال منزل الجولاني في بلدة شعفاط (شمالي القدس المحتلة) واعتقلت شقيقيه واثنين من أبنائه.
وكانت مراسلة الجزيرة نت في القدس أسيل الجندي قد أجرت لقاء سابقا مع الطبيب الجولاني (51 عاما) تحدث فيه عن تجربته في تأسيس كلية للطب المكمّل للطلبة الفلسطينيين في القدس بعدما واجهه من عنصرية أثناء دراسته بجامعة تل أبيب الإسرائيلية.
وضمت "كلية ريان للطب المكمّل" 4 تخصصات رئيسية، وافتتحها الطبيب حازم الجولاني بعدما واجه صعوبات كثيرة أثناء دراسته الطب الطبيعي والصيني في جامعة تل أبيب الإسرائيلية عام 1994، وأبرزها نظرات الحقد التي استعصى على الطلبة الإسرائيليين إخفاؤها تجاهه كونه الفلسطيني الوحيد في ذلك التخصص حينها، كما ذكر.
وتحدث الجولاني عن عدم إتقانه اللغة العبرية التي كانت أولى العقبات خلال دراسته "لكن بعد التغلب عليها وجدت أنه لا يمكن التخلص من تعامل الطلبة معي كشخص مختلف كوني فلسطينيا، فنظرات الحقد والعنصرية خلال النقاش كانت جلية، ودائما كنت أردد في نفسي: لماذا لا نملك صرحا علميا متخصصا في الطب المكمّل ونستغني عنهم؟".
تصميم فنجاح
ورغم تردي الوضع الاقتصادي لعائلته بسبب وفاة والده واعتماد أشقائه عليه لأنه الأكبر بينهم صمم الجولاني على تحقيق حلمه بافتتاح الكلية التي أبصرت النور عام 2006، وبدأ بتعليم كل من الطب الصيني والطبيعي، بالإضافة إلى تخصصي التدليك وعلاج البشرة.
وانطلقت الكلية بغرفتين فقط، وبدأت تتسع بشكل تدريجي حتى انتقلت إلى مبنى أثري أنشئ قبل 100 عام في شارع صلاح الدين الأيوبي (الشارع الأكثر حيوية وسط القدس)، وبعد ترميمه توفرت للطلبة البيئة التعليمية الملائمة، وبدأ عدد المسجلين يرتفع تدريجيا مطلع كل عام دراسي جديد.
وتعتبر "ريان" الكلية الوحيدة في شرقي القدس التي تعترف بها كافة الجهات الرسمية بعد حصولها على التراخيص من الجهات المعنية.
وأوضح الجولاني -في لقائه- أنه يرفض مصطلح "الطب البديل"، ويصر على "الطب المكمّل" لأنه مكمّل للطب الغربي وليس بديلا عنه "لأننا لسنا بديلا عن العمليات الجراحية ولا الأدوية، وفي بعض الحالات عندما يمنع مريض من دواء معين بسبب الحساسية لأحد مكوناته نتمكن من إعطائه دواء بديلا، لكن ليس باستطاعتنا مثلا استبدال دواء ضغط الدم -الذي يتناوله المريض- بآخر".
وتطرق الجولاني إلى عدم إمكانية معالجة كافة الأمراض بشكل مطلق عن طريق الطب المكمّل، خاصة في الحالات المرضية التي تحتاج لتدخل جراحي، مشددا في الوقت نفسه على أهمية مساهمة هذا النوع من الطب في التخفيف عن المرضى، خاصة عن طريق الوخز بالإبر الصينية.
أنشأ صيدلية أعشاب
واعتمدت كلية الطبيب الشهيد على العلاج بأعشاب علاجية مستوردة من الصين بشكل أساسي، ويستخدمها طلبة الكلية في مساقاتهم التعليمية لسبر أغوار مكوناتها والتدرب على تحضيرها بشكل دقيق.
وتحدث الجولاني حينها عن نشاط الكلية في تجفيف الأعشاب وحفظها، بالإضافة إلى تحضيرها للعلاج بالنسب الدقيقة، خاصة عند المزج بين أكثر من نوع من الأعشاب.
وهذا ما دفعه لافتتاح صيدلية طبيعية تقدم للمرضى وصفات الأعشاب الطبية بشكل صحيح بعدما اعتمد الفلسطينيون لسنوات طويلة على أعشاب العطار العشوائية، كما قال.