الرئيسية أحداث منوعة
أحداث اليوم -
يحذر الاختصاصيون النفسيون الأهل دوماً من مخاطر إفراط أبنائهم المراهقين في استخدام منصات السوشال ميديا وانخراطهم في المساحة الرقمية التي تصبح العالم الذي يعيشون فيه ولأجله.
لكن ما لا يتفق عليه الاختصاصيون، وفق مقال نشر في “سايكولوجي توداي”؛ هو كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وما الطرق الأكثر فعالية، إذ إن الوسيلة الأكثر اتباعاً هي الأسلوب الوعظي للمراهقين الذي ما فتئ ينتج آثاراً عكسية. لذا أخذ بعض الاختصاصيين على عاتقهم وضع حلول أكثر عملية وتحاكي سيكولوجية المراهق دون أن تفرض نفسها عليه.
وبراين جالا، الأستاذ المشارك في قسم علم النفس التطبيقي في جامعة بيتسبرغ، هو أحد هؤلاء المختصين الذي بلور نظريته الخاصة بعد القيام بدراسات عدة عن كيفية إقناع المراهقين بالتخلص من إدمانهم لـ”إنستغرام”.
ترتكز النظرية على:
أهمية استغلال حاجة المراهقين للشعور بالاستقلالية الذي قد يكون مفيداً في التقليل من استخدامهم المفرط للسوشال ميديا.
عدم القيام بإعطاء المراهقين دروساً ومواعظ في مضار السوشال ميديا، فهم في الغالب مدركون لها، وذلك لن يغير من سلوكهم أبداً.
مساعدة طفلك المراهق على رؤية كيف يمكن لمنصات السوشال ميديا أن تجرّه للإدمان، وكيف أن التقليل من استخدامها يجعله شخصاً مستقلاً.
يلجأ الأهل في العادة لاتباع أسلوب النصيحة مع أطفالهم المراهقين؛ مثلاً؛ قد ينصح الأهل طفلهم المراهق الذي لا يفارق هاتفه يده أن عليه تقليل استخدامه للسوشال ميديا حتى يتحسن نومه بالليل. أو بأن ما يقوم بنشره على الخاص على “انستغرام”، مثلاً، ليس بالآمن كما يظن بل قد يصبح علنياً مستقبلاً.
لكن القاعدة العامة في التعامل مع المراهقين هي، أنهم لا يحبون أن يقول لهم البالغون كيف يجب عليهم التصرف أو التفكير -لذا هذا الأسلوب قد يجلب نتائج عكسية مع المراهقين، عكس ما ينوي الأهل.
لذا قدمت دراسة جديدة مؤخراً طريقة قد تكون أكثر فعالية في التعامل مع إدمان المراهقين للسوشال ميديا وهي: استغلال حاجة الاستقلالية.
قام الباحثون بتعريف عدد من المراهقين على الخدع العديدة التي تستخدمها شركات السوشال ميديا في جعل منصاتها مغرية لدرجة الإدمان، وكيف تبني هذه الشركات حملاتهم التسويقية.
وقام الباحثون أيضاً بمشاركة المراهقين بيانات توضح أن نصف المراهقين الأميركيين يشعرون بأنهم مدمنون على استخدام هواتفهم. مزودين بهذه المعلومات، استطاعوا الإدراك أنه بتقليلهم من استخدام السوشال ميديا سيتمكنون من استرجاع استقلاليتهم من هذه الشركات -إضافة إلى معرفة حقوقهم في مطالبة هذه الشركات بتقديم تكنولوجيا أقل إدماناً للمراهقين.
تم مقارنة هذه المجموعة من المراهقين بمجموعة أخرى تم تشجيعهم على التقليل من استخدام السوشال ميديا لأن التقليل منها سيكون في صالحهم مستقبلاً. والنتيجة كانت أن مجموعة المراهقين الذين حصلوا على تعريف مفصّل لطرق استغلال شركات السوشال ميديا لهم، كانوا أكثر تحفزاً للتقليل من استخدامها. وقال المنتمون لهذه المجموعة إنهم سوف يقومون باستخدام تطبيقات تتيح لهم تعقب الوقت الذي يقضونه في استخدام التطبيق وأنهم يودون الانضمام إلى حملة تدعو لجعل التكنولوجيا أكثر إنسانية.
وبعد التحقق من التقدم الذي أجروه خلال ثلاثة أشهر، كانت هذه المجموعة ما تزال أكثر إدراكاً للخدع الإدمانية للسوشال ميديا من المجموعة الأخرى.
لكن بالطبع يوجد لدى السوشال ميديا العديد من الفوائد؛ كإعطاء المراهقين مساحة للتعبير عن نفسهم وتسهيل التواصل الاجتماعي. فيجب أن يكون هدفنا الأسمى هو جعل الوقت الذي يقضيه المراهقون على السوشال ميديا أكثر فائدة لا أقل بالتحديد، جاعلين منه مصدراً لإثراء مبادئهم واحتوائهم لا تحويلهم إلى مدمنين.
ونصيحة الخبراء للأهل هي: لا تحاولوا وعظ المراهقين بمساوئ السوشال ميديا، فهم مدركون لها وذلك ليس كافياً لتغيير سلوكياتهم الخاطئة، بل ساعدوا الشباب على فهم ما تفعله منصات السوشال ميديا لاستدراجهم نحو الإدمان. اقترحوا عليهم مشاهدة الفيلم الوثائقي “المعضلة الاجتماعية” معكم. ساعدوهم على رؤية حقيقة أن بتغييرهم طريقة استخدامهم للسوشال ميديا سوف يصبحون أكثر استقلالية وسوف يسهمون في جعل العالم أكثر عدلاً.