الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم - دعا وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب الاثنين، السعودية إلى الحوار؛ لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الإعلام حول اليمن أثارت غضب الرياض التي استدعت مع دول خليجية أخرى سفراءها من بيروت.
وقال بو حبيب لوكالة فرانس برس، إن "المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض، وهذا يسري على لبنان والسعودية" مضيفاً "لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة، وليس الإشكال الأخير فقط؛ لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة".
وبدأت الأزمة الدبلوماسية على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي الذي وصف في مقابلة تلفزيونية تم بثّها الأسبوع الماضي وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام، حرب اليمن بأنّها "عبثية". وقال إنّ الحوثيين المدعومين من إيران "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات. ورفض قرداحي الاعتذار عن تصريحاته، ثمّ نقلت قناة محلية عنه الأحد قوله إن "استقالته غير واردة".
واستدعت السعودية الجمعة بشكل مفاجئ، سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. واعتبر وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الأحد، أن بلاده وجدت أنه "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظلّ ما تراه استمراراً لـ "هيمنة" حزب الله على المشهد السياسي اللبناني.
وتضامناً مع الرياض، قامت البحرين بالمثل، ثم لحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتوراً منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة "إرهابية" تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز. وتأخذ على المسؤولين اللبنانيين عدم تصديهم له. كما تتهم الرياض حزب الله بدعم الحوثيين في حرب اليمن المستمرة منذ 2015. وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسياً ومالياً.
وقال بو حبيب، "إذا لم يجر أي حوار وتواصل، فإن ما يحصل لا يمتّ بصلة إلى منطق الأخوة والصداقة"، مؤكداً حرص لبنان على "معالجة القضية بالحوار، أما أن يطلب أي طرف منا إزاحة حزب الله من المشهد، فكيف لنا أن نفعل ذلك وهو مكون لبناني شئنا أم أبينا؟".
وأضاف: "نحن نتعاطى مع حزب الله اللبناني، أما كل ما يخص حضوره في الإقليم وفي أي ساحة خارجية فهذا يجعل القضية تتجاوز قدرة لبنان" على حلّها.
وأعرب عن قناعته أنّ "أي تفاهم أميركي إيراني وأي اتفاق سعودي إيراني، يساعد على حلّ هذه القضية، لكننا وحدنا هنا لا نستطيع حلها". وأكد "أننا نريد أفضل العلاقات مع السعودية لكن يجب أن تتعاون معنا لنجد حلولاً".
ويقول محللون إن الأزمة الراهنة تعكس صراعاً سعودياً إيرانياً يدفع ثمنه مجدداً لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية.
وتأتي الأزمة الدبلوماسية فيما كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تعمل على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.
وأعربت الحكومة اللبنانية عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبّر عن موقف الحكومة.(أ ف ب)