الرئيسية مقالات واراء
هناك الكثير من أنواع الإدمان، هناك الإدمان على المخدرات ، أو الكحول أو النيكوتين أو حتى الإدمان على الشوكولاتة. وبما أن هناك ما يسمى بالإدمان، فهناك ايضا ما يسمى بالمدمنين بالتأكيد.
المدمنون إخوة في البحث عن مبررات واهية لتبرير سلوكياتهم التدميرية لذواتهم، والكثير من القراء يعرفون الحجج التي يسردها المدخنون التي تمنعهم من ترك التدخين، وبعضهم يعرف حجج المدمنين على الكحول، وقلة منهم قد يعرفون حجج المدمنين على المخدرات بأنواعها.
هناك أساليب متنوعة يعتمدها الأطباء والمرشدون النفسيون والاجتماعيون لمكافحة الإدمان، بعضها يعتمد على هدم الحجج والتبريرات التي يسردها هؤلاء، ويقوم بتفكيكها، ليضع المدمن عاريا، وبلا دفاعيات أمام حقيقة إدمانه.
كما قلت فإن المدمنين إخوة في البحث عن المبررات الواهية، فقد اكتشفت نوعا جديدا من الإدمان، وهو يخصنا نحن العرب ...وهو نوع إدمان جديد لكنه مؤثر وفاعل، ويحفر في شيفرتنا الوراثية محاولا أن يكون – هذا الإدمان – جينا متسيّدا، وليس مجرد مرض.
إنه الإدمان على الهزائم ...نعم الهزائم، لدرجة أننا نفرش الأرضية المناسبة لهزائمنا قبل أن ندخل اي معركة ...نعم نحن مدمنو هزائم، ونستمتع بها في خليط معقّد من السادية والمازوشية. أما الأعداء فهم مجرد سكرتاريا مدفوعة الأجر لمساعدتنا على ممارسة الانهزام.
الجميع يقدم التبريرات الواهية لأسباب هزيمته، ويبعد ممارساته اليومية عن الأسباب الحقيقية، أو يتهم نظام المؤامرة العالمي الذي يتآمر علينا حتى لا يسود عندنا لا الماركسية ولا الاشتراكية ولا القومية ولا الليبرالية ولا العشائرية ولا الطائفية ولا ولا لالالالا يا الخيزرانة.
هذا المقال محاولة ..مجرد محاولة لدفعنا للاعتراف بأننا مدمنو هزائم ..لأننا بدون الاعتراف بالمشكلة ..سنظل مهزومين الى الأبد.