الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - عهود محسن - في اللحظة التي انفجر فيها وريد حمدة إعلانا لرفضة الظلم والقهر واستلاب الكرامة التي يعيشها غالبية الأردنيون دون أن يحس بهم من يمارسون السادية المقيتة باسم العمل والقانون والحفاظ على لقمة الخبز المغموسة بالذل والقهر استحضرت ذاكرتي كل قصص من ماتوا بمقصلة الحياة المريرة لتتأكد قناعاتي بأننا شعوب نعشق قهر بعضنا البعض لنعيش نشوة كاذبة
كلمات قليلة قيلت على استحياء للتضامن مع الفقيرة المسكينة التي ماتت كمداً وقهراً لعجزها عن اسماع صوتها لأولي الأمر وأصحاب القرار الذين تبتعد حساباتهم في الحياة أميلاً وأميال عن حمدة ومن يعيشون ضمن طبقتها المهترئة المستنزفة باسم الصبر على الوطن ومعه.
ضمائرنا الحية هاجت وماجت ثأراً لخدوش نفسية روبي وبنطلونها الذي تحدى بروتكولات اللياقة واللباقة وأخلاق مجتمعنا لنحاسب أنفسنا وبكل مرارة على كسر خاطر الصبية الجميلة دون أن يرجف لنا رمش على حمدة التي كانت أوردتها وشرايينها أكثر إنسانية منا ورفضت تجرع حمدة للقهر واستلاب الكرامة فأنهت حياتها ومعاناتها وأبقتها شاهدة على انحطاط أخلاق وغوغائية البعض وضعف وانتقائية القانون والإنسانية .
حمدة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في طوفان القهر والاستبداد الذي يعانيه الأردنيون وخصوصاً النساء منهم فالقلوب دامية والأرواح تخنقها العبرات لأن الشكوى لغير الله مذلة رغم الذل والبرد والجوع والمرض فما بين قتل متعمد وقتل قصد تتناثر الأرواح وتضيع أيدي القتلة في غيابات الشعارات والحملات النضالية الفيسبوكية التي تدعي دفاعها عن النساء في وطني.
النساء في وطني هن الحلقة الأضعف خصوصاً إذا ما كن بنات الأرض وأمهات الكادحين غير الآبهات لعروض السفر وعمليات التجميع فحياتهن مقسمة بين وجع ورجاء بأن يأسمعهن الله في ليالي الشتاء الباردة ويحيط قلوبهن قبل الأجساد بلطفة وعطفة فقلوبنا تحجرت وباتت أقسى من حجارة الصوان.
كم حمدة يجب أن تموت بحسرتها قبل أن نؤمن بأن الظلم يقتل وأن الفقر يدمي النفس وأن الحياة لا تقبل الفقيروأن الظلم في وطن.
رغم موتها دون صراخ وضعف حالها وهوانها على الناس فإنني سأطلب العون من حمدة صاحبة القلب النقي لأخفي مرارة الأيام التي تلاحقنا وأتدثر بنقاء روحها حتى أخفي خوفي من القادم لأقول غطيني يا حمدة.