الرئيسية مقالات واراء
د. محمد حسين المومني - تميزت زيارة سمو ولي العهد الأخيرة إلى مصر بالشمولية والتنوع، وأسست لأفق تعاون مشترك مهم للقطاعات التي يمكن للبلدين تبادل الخبرات بشأنها. حظي ولي عهدنا من الأشقاء في مصر بكم كبير من الحفاوة والتقدير، وذلك لحضوره الوطني والدولي والعربي المتصاعد.
بين مصر والأردن مجالات متعددة لتبادل الخبرات، كان أوضحها في زيارة ولي العهد الملف العسكري والأمني، وملف الثقافة والأديان والتعايش ومحاربة التطرف، وملف الاقتصاد الذي تقدم فيه مصر أداء متميزا.
بين جيش مصر والجيش العربي مجالات تعاون تاريخية معتبرة، والجيشان يحظيان باحترام العالم وحب الشعب، وهما من الاحترافية والمناقبية ما يجعلهما ركنين مهمين للاستقرار في منطقتنا. ولي عهدنا، النقيب في القوات المسلحة الجيش العربي، يتابع شؤون الجيش ويسعى لتطويره، وهو جزء من مناقبيته واحترافيته مع زملائه، يبنون شرف الجندية ويحفظون الأرض والعرض. وبيننا ومصر مجالات تعاون في المجال الديني فنحن دولة الاعتدال والوسطية، ولمصر سجل محترم في التعايش بين أتباع الأديان، ولهذا كان لقاء سموه مع القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية.
أما في البعد الاقتصادي، فثمة مجالات تعاون كبيرة على المستوى السياحي حرص سموه على دعمها ورعاية توقيع مذكرات تنفيذية بشأنها. مصر حققت نجاحات اقتصادية لافتة وتكاد تكون الدولة الوحيدة في الإقليم من غير النفطية التي تسجل معدلات نمو ايجابية في ظل الجائحة التي أجهزت على التنمية. من أسباب ذلك المشاريع الكبرى التي نجحت مصر بتشييدها وهذا رفع النمو، ومنها زيادة الاستثمار والسياحة، لذلك فهناك الكثير من مجالات التعاون الكامنة بين البلدين.
مصر وقيادتها يحبون الأردن، وتقدر عاليا موقفنا التاريخي إبان أزمات مصر وثوراتها، يوم وقف الملك عبدالله الثاني بكل قوته وثقله مع مصر وأمنها واستقرارها، وضرورة إعادتها لتكون ركنا من أركان الاستقرار في المنطقة، حافظة وداعمة للأمن القومي العربي. كان الدفاع عن مصر وضرورات وقف الضغوط الدولية عليها بندا حاضرا في كافة لقاءات جلالة الملك الدولية.
المصريون يعلمون ذلك ويقدرونه للأردن وملكه، وقد قدم الأردن وقفته لقناعته بمصر وثقلها وضروراتها السياسية والأمنية في الإقليم. هذا المستوى من الثقة على المستوى القيادي السياسي يؤسس لعلاقات نموذجية بين مصر والأردن على كافة الصعد، تكون أنموذجا للكافة.
زيارة سمو ولي العهد لمصر الشقيقة مهمة سياسيا، اقتصاديا سياحيا واستثماريا، وثقافيا ودينيا، للاطلاع على تجارب الأشقاء وتبادل الخبرات معهم، والتأسيس لتعاون منهجي تكاملي. والزيارة تأتي في أعقاب الدور الوطني المتنامي للأمير الحسين، الذي عهد فيه جلالة الملك لسمو ولي عهده بعدد من الملفات الإستراتيجية وهو يتعامل معها بحكمة ومؤسسية، ما يجعل الجميع متفائلا أن ثمة في الأفق ما سيجلب الخير على الأردن. ليحقق رؤية الملك بأن يكون وطنيا قويا منيعا مزدهرا رائدا ثابتا عادلا.