الرئيسية تفسير احلام
أحداث اليوم - فايز عوده-اعتذار للوطن،،،
باسمي ومن يوافقني نعتذر للوطن، نعتذر للأجراس المعلقة برقبة الأغنام في البوادي، نعتذر لأوتاد الخيام المثبتة بالأرض منذ 48، نعتذر لحقائب أطفال مدارس الوكالة في المخيمات، نعتذر لسنابل القمح في حوران، نعتذر لحجارة البترا، نعتذر لقلعة عجلون وجبال السلط ولحبات البرتقال في الأغوار، نعم من جرش نعتذر للوطن؛ فمن تحت قوس النصر في جرش دفعنا بالهزيمة لنادي الحكم في عمان.
نعتذر عن سياسة القطيع التي صدّرتها قريتي لمن حولنا وهي أسخف صور الديموقراطية؛ حيث يكون لنا الخيار في الصندوق الداخلي ثم نلتزم بخيار واحد أي سُخفٍ هذا ، تقول لي اختر من تره مناسباً ثم التزم بالمخرجات حتى لو كانت مخرجاتنا أسواء الموجودين على مستوى المحافظة.
نعتذر عن خيارنا الأخير أيها الوطن سامحنا أغفر لنا، لم نشقق عن قلب الرجل، صوّتنا للواقع لا نعرف أنه سيتغير ويتبدل وسينقل بندقيته من كتفه إلى كتفه الآخر ، لم نعرف أن بجعبته خطابين كما قيل، لم نعرف أن بمسدسه طلقتان، لم نعرف أن بجوفه قلبان، ولم نعرف أن للسانه قولان، ولا بعقله رأيان.
فارسنا الذي أركبناه على اكتافنا يوم نجاحه زادت سقطاته، وكدر ماؤه ، وكثر غوغاؤه ، وعظم خطب أخطائه، وعسر علينا أخماد شطحاته، أفسد علينا أبناءنا، خرجنا بسببه على آبائنا وقلنا إنهم لفي ضلالهم القديم، وكفرنا بمقولة لا يحرث البلاد إلا عجولها.
نحن الشباب توسمنا به الخير ، وعقدنا عليه الآمال ...... قام هو بضرب عزيمتنا من تحت الحزام ، كسر خواطرنا، يا خسارة الليالي التي جلسنا نحاول أن نرسم طريق نجاحه نفكر نحلل نقارن نسأل ، بدل وغيّر وتقلّب وتلّون.
اعلم بأن أيادينا التى صوتت لك نملك بها مكنسة قادرة على كنس أي أحد إلى مزابل التاريخ ، الشباب الذين صرخوا يوم نجاحك قادرين على أن يزأروا في وجهك، وعند الله تلقتي الخصوم.
لا ننكر بأننا تعلمنا من تجربتنا معك، واشتبكنا معك بمعارك وهمية دنكشوتية، كنا نحن قوى الخير فيها، وخرجت أنت من بين صفوفنا الي قوى الشر، طرقنا على الخزان لتسمع صوتنا، إلا أن طمع المناصب وضع في أُذنيك قطناً فأصبحت لا تسمع ، قلت لن تشرق عليَّ الشمس إلا في جرش ويبدو أن الشمس لم تغير لونك لتصبح أسمراً بلون تراب الوطن، نعم بكلامك ومصطلحاتك قادرين على هدم المعبد فوق رأسك وقلب الطاولة عليك، لكن سترجع يوما مهزوما مكسور الوجدان.
#فايز_عوده