الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    فلاتر سناب شات تزيد حالات الطلاق في الخليج

    أحداث اليوم - لم أقصد الإقبال على الزواج باللجوء للخداع"، هكذا قالت فتاة سعودية بعد طلاقتها بسبب ما يرى زوجها أن ملامحها اختلفت في الحقيقة عن الصورة التي أرسلتها له قبل الارتباط.
    دفع الوباء الراغبين بالزواج إلى الاعتماد على الصور بدلا من ما يسمى بـ "الرؤية الشرعية" في السعودية ودول خليجية أخرى، مما أسهم بشكل مباشر في رفع نسب الطلاق بسبب "الخداع والغش"، وفقا لمختصين.
    وفي زمن جائحة فيروس كورونا، حيث فرضت قواعد التباعد الاجتماعي نفسها إلى حد كبير، لجأ كثير من راغبي الزواج في السعودية وبعض دول الخليج الأخرى إلى تبادل الصور قبل الارتباط تمهيدا لعقد النكاح حال الموافقة.
    وفي كثير من الحالات، يرسل الشخص صورته مستخدما ما يوفره تطبيق "سناب شات" من خاصية الـ "فلاتر" لتنقية الصور وتجميلها، مما يعطي نظرة قد تكون غير واقعية عن الشخص نفسه.
    ويرى مختصون أن استخدام "فلتر سناب شات" لتحسين ملامح الوجه باتت ظاهرة مخيفة وما يزيد من خطورتها هو استخدامها في النظرة التي تأتي عوضا عن الرؤية الشرعية قبيل الزواج.
    يقول المستشار الأسري السعودي، الدكتور وليد السعدون، إن "تقنية فلاتر‬⁩ ⁦‪سناب‬⁩ شات من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تستخدم في الخطبة والنظرة الشرعية بهدف تجميل المرأة أو الرجل بشكل مبالغ فيه وتغيير الملامح الجسمية؛ وبالتالي لا تعكس الشكل الحقيقي لمن يستخدمها".
    وأضاف في حديثه نقلته قناة "الحرة" أن هذه التقنية "انتشرت بشكل ملحوظ مع بداية أزمة كورونا لتكوين اتفاقا مبدئيا بين الخاطب والمخطوبة".
    "لم أقصد الخداع"
    في العام 2020، ارتفع معدل الطلاق للسكان السعوديين 13.8 بالمئة عن عام 2019، وفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء.
    وذكرت الهيئة الحكومية أن أغلب حالات الطلاق في عام 2020 حدثت خلال الربع الأخير.
    من جهتها، قالت ريما (اسم مستعار) وهي فتاة سعودية تعرضت للطلاق بعد فترة قصيرة من ارتباطها بشاب، إنها لم تكن تدرك أن استخدام "فلتر سناب شات" سينهي مشروع زواجها بشكل سريع.
    وأشارت الفتاة البالغة من العمر 27 عاما - والتي رفضت الإفصاح عن هويتها لحساسية الأمر - إلى أنها أرسلت صورة شخصية لها التقتطها عبر تطبيق الفيديوهات القصيرة سناب شات، إلى شخص تقدم لخطبتها، مردفة: "بعد أن تبادلنا الصور وتمت الموافقة، ارتبطنا بصفة رسمية".
    تضيف ريما: "بعد أن طلبوا مني إرسال صورة، أرسلت واحدة من الصور الموجودة في الهاتف. اعتدنا على التصوير باستخدام سناب شات ولم أقصد تغيير ملامح وجهي؛ لأن الزواج مشروع حياة لا يمكن الإقبال عليه ودخوله عبر الخداع".
    ومضت في حديثها: "في بادئ الأمر، لاحظت تعليقات منه حول الاختلاف بين ملامحي الحقيقية والصور ... لم أتوقع أن الموضوع سينهي مشروع الزوجية ... وبعد 6 أشهر من الخطبة، وقع الانفصال بسبب رغبة الطرف الآخر الذي يرى بأن ملامحي غير مطابقة بشكل كامل للصورة المرسلة إليه سابقا".
    من جانبها، قالت المحامية البحرينية، شيرين الغزالي، إن حالات الزواج بطريقة الرؤية الشرعية غير منتشرة في البحرين ودول الخليج الأخرى بعكس السعودية، على اعتبار أن أغلب الزيجات تأتي بناء على "خطبة اعتيادية وعلاقات سابقة".
    ومع ذلك، ذكرت الغزالي أنها واجهت حالة مماثلة في البحرين بعد أن طلب رجل منها رفع قضية طلاق في المحكمة؛ لأنه "غير قادرة على تقبلها (الزوجة)".
    وقالت الغزالي إن الرجل "بعد سنة واحدة من الزواج طلب الطلاق بسبب أنه رأى امرأة ثانية تماما عن ما رآه في الصورة" المستخدم فيها التقنية التي يوفرها تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي الشهير.
    من ناحية ثانية، جادلت ريما بأن "فلتر سناب شات" لم يغير من شكلها بل أضاف تحسينات طفيفة لم تؤثر على ملامحها، إلا أن السعدون يرى بأن استخدام هذه التقنية يعد "وسيلة غش وخداع ولا تجوز شرعا ولها أبعاد وآثار سلبية نفسية وأسرية واجتماعية"، وفق قوله.
    وتابع السعدون حديثه: "في مجلس الرؤية الشرعية ينكشف غش الفلاتر سواء من قبل الخاطب أو المخطوبة فيحصل الرفض ... والطامة الكبرى أن البعض ربما يكتفي بالنظرة الشرعية عبر تلك الفلاتر، ثم يتم عقد النكاح والزواج وربما يُرزقون بأولاد، وهنا تكون الصدمة الكبرى فيحصل الرفض بعد مدة وجيزة أو ربما سنوات ثم يحدث الطلاق وينهدم كيان الأسرة".
    وتعرف النظرة الشرعية لدى المسلمين على أنها رؤية الطرفين الخاطبين لبعضهما البعض قبل الشروع في الزواج.
    "اضطرابات نفسية"
    لاحقا، رفضت الغزالي الترافع عن الرجل البحريني الذي يرغب بتطليق زوجته على اعتبار أن المبررات القانونية غير مقنعة، وهي بذلك تختلف كليا مع رأي السعدون.
    وقالت المحامية شيرين الغزالي إن "الفلتر يصفي الشكل ويخفي بعض العيوب لكنه لا يعتبر غشا كعمليات التجميل مثلا ... المحكمة تطلب فسخ العقد حال وجود الغش الجسيم بحيث لا يستطيع الطرف المتضرر تفادي ذلك".
    وأضافت: "حالات الغش تتمثل في عمليات التجميل للوجه وعمليات التكميم إلا إذا كانت المرأة أبلغت الرجل بها قبل الارتباط"، مشيرة إلى أن استخدام فلتر سناب لتصفية الصور لا تعد غشا بحكم القانون.
    ومع ذلك، شددت الغزالي على أهمية الرؤية الشرعية لدى الأشخاص المقبلين على الزواج التقليدي، لافتة إلى أنه يحق للرجل رؤية المرأة من غير مساحيق التجميل.
    وفي سياق متصل، يرى السعدون أن من يلجأ لاستخدام "فلاتر سناب شات" قد يكون مصابا باضطرابات نفسية جسيمة.
    وقال: "أثبتت دراسات مختلفة العديد من الاضطرابات النفسية لمستخدمي تلك الفلاتر، بما في ذلك الإصابة باضطرابات الوسواس القهري، وفيه يشعر الشخص المصاب بقلق مفرط وربما يصل إلى الاكتئاب بسبب عدم رضاه عن معالم جسمه".
    يشرح ذلك قائلا: "على سبيل المثال، من يستخدم تلك الفلاتر بشكل مستمر ومبالغ فيه تراهم يعيشون في عالم من الخيال، ويتأثرون ببعض الشخصيات والمشاهير، ويسعون لتغيير ملامح أشكالهم لمشابهتهم، ولكنهم للأسف يصبحون مع مرور الزمن لا يتقبلون أشكالهم الحقيقية".
    وأشار السعدون إلى أن "الهوس أعماهم (مستخدمو الفلاتر) عن رؤية ملامح جمالهم ومظهرهم الحقيقي، فيصابون بالاضطرابات النفسية؛ خصوصا عندما يحصل الرفض في الخطوبة أو في حال حدوث الطلاق".
    وفي هذا الإطار، قالت الغزالي إنها وجدت زوجة ذلك الرجل الذي يرغب بالطلاق، أجمل في الواقع عن ما كانت عليه في الصورة التي استخدمت فيها "فلتر سناب شات" بعد طلبها الاجتماع معها لمعرفة أسباب رغبة زوجها بالطلاق.





    [28-12-2021 02:43 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع