الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    قصة الوفاء بالوعد

    أحداث اليوم - كانا صديقين حميمين سالم ورامي يدرسان بالسنة السادسة من التعليم الابتدائي .
    جمعتهما الصداقة منذ سنوات لانهما يقطنان في نفس الحي وقد التقيا في الروضة ثم بالمدرسة وها هما الآن في قاعة الدرس .
    انها حصة الايقاظ العلمي ، بعد إجراء تجربة حول تمدد الهواء وتقلصه طلب المعلم من تلاميذه جميعا انجاز بحث للحصة القادمة ويستحسن أن يكون العمل جماعيا .

    بعد انتهاء الدروس وفي طريق العودة عرض سالم على صديقه الحضور الى منزله مساء الاحد لإنجاز العمل الذي كلفهم به المعلم .
    وعندما وصل سالم الى منزله ودع صديقه وذكره بالموعد .
    دخل المنزل سلم على والديه ، وتناول غذاءه ثم ادى صلاة الظهر واخذ قسطا من الراحة .
    أنجز كل التمارين ما عدا البحث منتظرا قدوم الغد بفارغ الصبر ليتعاون مع صديقه على القيام بهذا العمل .
    انقضى صباح يوم الاحد بسرعة وجاء المساء ولكن رامي لم يحضر .
    ظل سالم ينتظر صديقه ثم فتح جهاز الحاسوب وطفق يبحر عبر الانترنت باحثا عن الموضوع المطلوب في انتظار قدوم صديقه إلا أنه لم يات . فاستخرج سالم المعلومات التي انتقاها مع بعض الصور المناسبة واعد بحثه .
    واستيقظ على صوت أذان الصبح . توضأ وأدى صلاته في خشوع ثم تناول فطوره وذهب الى المدرسة .
    اصطف التلاميذ امام القسم ودخلوا بعد أن أذن لهم المعلم بذلك ولما حان موعد الإيقاظ طلب المدرس من تلاميذه وضع ملفاتهم على الطاولة .

    استخرج جميع التلاميذ أعمالهم من الشنط الا رامي ظل واقفا فقد نزل عليه الأمر نزول الصاعقة !
    وبينما كان المعلم ينتقل بين الصفوف كان رامي يرتعش مثل عصفور بلل ريشه المطر .
    ولما بلغ المدرس طاولة كل من سالم ورامي القى نظرة على البحث فأعجبه وكلنه لاحظ عدم وجود اسم رامي على الملف فسأل سالم
    - هل انجزت العمل بمفردك ؟
    - أجاب نعم يا سيدي .
    وانت يا رامي أين عملك؟
    لم أنجزه يا استاذ .
    ولم؟
    ظل رامي صامتا وعلامات الخوف بادية على وجهه .
    ثم توجه المعلم بالكلام الى سالم "وانت ألا تعرف السبب"؟
    اطرق سالم ولم ينبس ببنت شفة .
    طلب المدرس من سالم ومن بعض التلاميذ الخروج الى السبورة لعرض ملفاتهم على زملائهم حتى تحصل الفائدة لدى الجميع . ثم وضعوا خلاصة الدرس على الكراسات .
    ولما رن الجرس اذن المعلم لتلاميذه بالانصراف ثم أشار الى رامي بالبقاء في مكانه .
    وازداد شعور رامي بالخوف وتسارعت دقات قلبه . لكن المعلم اقترب منه وربت على كتفه بلطف قائلا "قل الحقيقة يا بني ولن اعاقبك"
    احس الطفل حين ذاك بالطمأنينة والسكينة تتسلان الى نفسه فقال "لد وعدت يوم السبت صديقي سالم بالذهاب الى منزله مساء يوم الأحد لإنجاز البحث كلفتني به ولكنني انشغلت باللعب ولم أتذكر الأمر الا ليلا فشعرت اذ ذاك بالندم وكان الوقت متأخرا فلم استطع مهاتفة سالم لأعتذر منه وهو الصديق الوفي الذي لم يخلف لي وعدا ابدا .
    نظر المعلم الى تلميذه بحنو وابتسم ثم قال "انت ايضا وفي يا رامي ولكنك اخطأت وكلنا نخطئ فقد قال رسولنا الكريم "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" .
    واحساسك الشديد بالندم خير دليل على توبتك ، فادع الله أن يتقبل منك واعتذر لصديقك واحرص على عدم إخلاف الوعد في المستقبل .
    فقد تعلمنا على المحافظة على الاخلاق الفاضلة ومنها الوفاء بالوعد .
    ولما خرج رامي من القسم وجد سالم في انتظاره ، وقد بادره قائلا :لقد قلقت عليك كثيرا يا صديقي وخصوصا اني لم اجد فرصة قبل الدخول الى القسم للاستفسار عن سبب عدم حضورك الى منزلي امس.
    فرد رامي
    بل انا في انتظار لقائك للاعتذار عن اخلافي للوعد الذي قطعته لك.
    - لا عليك يا صديقي فالعلاقة التي تجمعنا امتن من ان يهزها خطأ واحد .
    - لا تقلق فقد تغاضى عني هذه المرة .







    [03-02-2022 08:03 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع